إختتام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على إيقاعات التتويج والتنوع
هاسبريس :
عــــدسـة : كريم التيباري :
أعلن رئيس لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ17، المخرج الأمريكي جيمس غراي، مساء أمس السبت 8 دجنبر الحالي خلال حفل اختتام المهرجان بقصر المؤتمرات بمراكش، عن تتويج الفيلم النمساوي “جوي”، للمخرجة سودابيه مرتضائي ب”النجمة الذهبية” كبرى جوائز المهرجان.
هــذا، وأسدل الستار على الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. كانت دورة غنية بالصور، والنقاشات، والأحاسيس الجارفة.مما حولها إلى دورة مشرقة وقوية وشعبية وتميزت الدورة 17 من هذا الموعد السينمائي العالمي ، نظرا للإقبال الجماهيري على مختلف العروض والأنشطة المبرمجة.
كما أصدرت لجنة تحكيم الدورة 17، التي يرأسها المخرج الأمريكي جيمس غراي، قراراتها في نهاية المسابقة الرسمية التي دامت 8 أيام وشارك فيها 14 فيلما.
في ذات السياق، إستطاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته السابعة عشرة، الذي اختتمت فعالياته مساء أمس السبت 8 دجنبر الحالي، بقصر المؤتمرات في مراكش، بتتويج الفيلم النمساوي “جوي” بالنجمة الذهبية لمخرجته سودابيه مرتضائي، في استقطاب أزيد من مائة ألف شخص .
وحسب المنظمين، فقد حضر حوالي 110 ألف شخص، طيلة 9 أيام، مختلف العروض والأنشطة بالمهرجان، التي كانت مجانية ومفتوحة أمام الجمهور. وكانت قاعات قصر المؤتمرات بمراكش تغص بالجماهير لمتابعة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية. نفس الشيء بالنسبة إلى العروض الخاصة بـ”بانوراما السينما المغربية”، عروض سينما “كوليزي”، متحف إيف سان لوران، أو خلال العروض الخاصة التي برمجت فيها أفلام من مستوى عال، بعضها مرشح لجوائز “الغولدن غلوب”.
وكانت دورة هذا الموعد السينمائي العالمي دورة غنية بالصور، والنقاشات، والأحاسيس الجارفة، وعرفت إقبالا شعبيا كبيرا على مختلف العروض والأنشطة المبرمجة.
وبعد فترة تأمل وحصر للخلاصات ونقد ذاتي إستغرق لمدة سنة، عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش قويا ومتطورا عى مستوى التنظيم والتعامل العصري مع مختلف الأطراف ، ومعززا بمضامين سينمائية وتطلعات فنية مواكبة وحداثية، مما جعله يفرض نفسه كموعد سينمائي رئيسي بالمغرب وعلى المستوى الإقليمي والقاري .
وتوجت الدورة 17 من المهرجان ثلاثة من الأسماء الكبيرة في السينما العالمية. إذ حصل كل من روبير دي نيرو، وأنييس فاردا، والجيلالي فرحاتي على النجمة الذهبية للمهرجان تكريما لهم على مسيراتهم الفنية الرائعة. وقد أنار الثلاثة، بمواهبهم وسخائهم، البساط الأحمر وقصر المؤتمرات بمراكش .
ومن النجاحات الأخرى التي تحسب لهذه الدورة ، فقرة “محادثة مع…” التي مكنت جمهورا غفيرا ومتحمسا من لقاء عمالقة السينما العالمية مثل: مارتين سكورسيزي، روبير دي نيرو، غييرمو ديل تورو، تييري فريمو، أنييس فاردا، يسري نصر الله، وكريستيان مونجيو. كانت فعلا حصصا للتبادل والنقاش الراقي، تقاسم فيها سبعة من كبار مهنيي السينما، بسخاء، تجاربهم وأراءهم في القطاع. وشارك، كل يوم، حوالي 500 شخص- مهنيون، طلبة، صحافيون، وشغوفون بالسينما- في هذه المحادثات، التي تم بثها مباشرة على شبكة الإنترنيت. وخصصت دورة هذه السنة مكانة هامة للسينما المغربية والمهنيين المغاربة. إذ كان بين الـ80 فيلما المبرمجة 12 شريطا مغربيا. فضلا عن الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية ، “طفح الكيل” للمخرج محسن بصري ، تم عرض 7 أفلام وطنية أخرى في إطار الفقرة الجديدة “بانوراما السينما المغربية”، التي جذبت جمهورا عريضا، بمن فيهم عدد من المهنيين الدوليين الذي اكتشفوا بعضا من الإنتاجات المغربية الحديثة. كما تم عرض أربعة أفلام مغربية أخرى في ساحة جامع الفنا وفي إطار التكريم الذي خصص للمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي.
إذ في كل مساء من أيام المهرجان، كان يحضر نجوم الشاشة العملاقة من يسرى، وليلى علوي، إلى مارتن سكورسيزي، و بشرى أهريش،ومن عبد الله فركوس، إلى لورانس فيشبورن، ومن عزيز داداس، إلى مونيكا بيلوتشي، وغير هؤلاء للقاء الجمهور بساحة جامع الفنا، و جذبت الأفلام التي تم عرضها في هذه الساحة الخالدة لوحدها حوالي 70 ألف مشاهد طيلة أيام المهرجان، بمعدل 7 آلاف إلى 12 ألف مشاهد كل مساء.
من جانب آخر ، وفت “ورشات الأطلس” بكل وعودها. وجرت فعاليات هذه الفقرة الجديدة المخصصة لصناعة السينما وتشجيع المواهب بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من 2 إلى 5 دجنبر بدعم من “نيتفليكس”.
وجمعت هذه الفقرة 225 مهنيا من المغرب، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأوروبا وأمريكا الشمالية و25 مديرا ومبرمجا للمهرجانات (كان، روتردام، بوزان، موريليا، كارلوفي فاري، الجونا، صوفيا، طوكيو…إلخ).
كما استفادت المشاريع الـ8 التي كانت قيد التطوير، والأفلام الـ 6 التي كانت في مرحلة ما بعد الإنتاج، من استشارات وإرشادات 17 مهنيا دوليا، قبل تقديمها أمام المهنيين الحاضرين، ما أدى إلى عقد أكثر من 200 لقاء فردي.
وتميزت الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش كذلك، بتنظيم حملة طبية واجتماعية جديدة لجراحة العيون، وجرت هذه الحملة التضامنية بمستشفى محمد السادس بمدينة تحناوت من 3 إلى 8 دجنبر، ومكنت من إجراء عمليات لـ300 مريض من المنطقة. كما استفاد أكثر من ألف مريض محتاج يعانون من “الكتراكت”، من العلاجات الطبية المجانية قام بها فريق من أطباء العيون المتطوعين.
في حين، تمت كذلك دعوة حوالي 100 من المكفوفين وضعاف البصر، من كل جهات المملكة، للمشاركة في هذه الدورة الجديدة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. واستفادوا من رعاية كاملة، ومرافقة شخصية لمتابعة الأفلام الخمسة المبرمجة في فقرة الوصفي السمعي، وللمشاركة في مختلف الأنشطة المنظمة لصالحهم من خلال ندوات، وحلقات نقاش وقراءات شعرية، وأغان، وموسيقى .
كما عرفت دورة المهرجان المعني حضور الجمهور الناشئ بكثرة لمشاهدة العروض المخصصة له. وفي المجموع، تمكن 3500 تلميذ من جهة مراكش، برفقة معلميهم، من متابعة الأفلام المبرمجة في هذه الفقرة. بالنسبة إلى بعض الأطفال، كانت هذه أول مرة يلجون فيها قاعة للسينما.