الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة أساس إهتمامات مؤتمر مراكش الأممي
هاسبريس :
في سياق إحياء الأمم المتحدة للذكرى الــ 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبمناسبة المصادقة على الميثاق العالمي حول الهجرة، أكد المتدخلون خلال حفل تخليد الذكرى الـ 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين بمراكش، ضمن أشغال المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة الذي ينظم على مدى يومي 10و11 دجنبر الحالي، من طرف الأمم المتحدة، وبحضور عدد من رؤساء الدول وأعضاء الحكومات.
كما ركز المتخلون والمتدخلات على أهمية الصلة القائمة بين الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة الذي تمت المصادقة الرسمية عليه بمناسبة المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة،الذي يستلهم مبادئه من عدد من المواثيق الدولية، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
هــذا، وألمح ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي،في كلمة له بأشغال المؤتمر الدولي المعني، إلى أن الموعد المزدوج مع التاريخ، من خلال تخليد الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمصادقة على الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، يشكل مناسبة لمساءلة الضمير الدولي بكل أبعاده الإنسانية، وفرصة لتجديد الدعوة إلى العمل من أجل تعزيز الحقوق الإنسانية.
وأشار بوريطة إلى أن الميثاق العالمي ينخرط بشكل تام ضمن روح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويعد تفرعا عنها لكونه يأتي اليوم لتعزيز المسار العالمي الذي انطلق سنة 1948، بهدف إقرار حقوق الإنسان، بغض النظر عن الزمن والمكان، مجددا التأكيد على انخراط المغرب، بشكل لا رجعة فيه، من أجل تعزيز حقوق الإنسان، وهو الانخراط المدفوع، يضيف السيد بوريطة، برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل مغرب ديمقراطي وحديث.
كما اعتبر بوريطة أن تزامن هذين الحدثين العالميين لا يمكن إعتباره مصادفة، وإنما يستقي رمزيته من الإشارات والدلالات الحقوقية العالمية،الدائرة حول محور الإنسان، مشددا على أن الميثاقين العالميين يشكلان ثمرة توافق جماعي من طرف الدول، بهدف تجاوز الخلافات التي عرفتها حقبتين زمنيتين مختلفتين.
وإرتباطا بنفس السياق، ذكر أنطونيو غوتيريس،الأمين العام للأمم المتحدة، أن حقوق الإنسان تعد حجر الزاوية لسيادة الدول وأساس قدرة المجتمعات على الصمود وحفظ كرامة الأفراد. وتساهم في تمكين للنساء والفتيات وفي تشجيع التنمية وتساعد على تفادي النزاعات وإرساء أسس عالم عادل ومنصف، معتبرا أنه مازال يتعين بذل الكثير من الجهد لجعل هذه الحقوق واقعا بالنسبة للجميع، داعيا إلى “إبقاء الضوء ساطعا ليرشدنا على طريق السلم والكرامة والأمن والازدهار لفائدة الجميع”.
ولم يخف “غوتيريس”أسفه في كون الاحتفاء هذه السنة بالذكرى الـ 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان،يأتي في سياق ظرفية دولية مأساوية تتسم بتزايد الانتهاكات التي تشهدها حقوق الإنسان،وتفشي التعذيب والاحتجاز دون محاكمة، وتنامي كراهية الآخر، وغياب التسامح، وتقلص مساحة عمل المجتمع المدني.
وشدد على أن المدافعين عن هذه حقوق الإنسان يواجهون ضغوطا متنامية في عدد من المناطق في العالم، رغم أن وثيقة إعلان حقوق الإنسان تظل هي الوثيقة الأكثر رواجا وترجمة في العالم، لكونها تروم حماية الإنسان من سلبيات ومآسي الحروب والصراعات الدموية،ومشيرا إلى أن الحلول أمام المجتمعات تتمثل في التشبث بالالتزامات الدولية وتمثل مضامين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يشكل مصدر إلهام ضمانا لاستمرار قيم الحرية والعدالة والسلم.
من جهتها،أوضحت “ميشيل باشلي”، المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان،أن الإنسانية تتقاسم اليوم المصير ذاته والمبادئ الأساسية نفسها المدرجة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، معتبرة أن الميثاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة الذي تمت المصادقة عليه اليوم بمراكش، يعد وثيقة هامة من أجل تعزيز الكرامة وحقوق الإنسان، وتظهر جليا أن التعاون متعدد الأطراف ما زال ممكنا.
وأفادت “باشيلي” أن الميثاق العالمي يحث الدول على تعزيز التعاون الدولي والجهود الجماعية لإنهاء النزاعات، وتقليص التفاوتات وضمان حرية أكبر للجميع.
في حين تناولت “ماريا فرناندا إسبينوسا كارسيس”، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية المصادقة على الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة بمراكش ، مؤكدة على أن هذه المصادقة ليست من محض الصدفة، وإنما هي تذكير بأن المهاجرين هم في المقام الأول بشر، من الواجب تمتعهم بجميع حقوقهم الإنسانية، بغض النظر عن أي اعتبارات عرقية أو ثقافية أو إثنية أو سوسيو إقتصادية.
واعتبرت “كارسيس”أن الذكرى الـ 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان تشكل فرصة سانحة للدعوة لتعزيز هذه الحقوق عبر العالم، مؤكدة أنها تعمل على جعل الأمم المتحدة في خدمة الجميع، مما يتعين المضي قدما في مجال تعزيز هذه الحقوق .