فرز النفايات فرصة للنهوض بالاقتصاد الدائري في الجهة الشرقية

هاسبريس :

في إطار زيارتها الميدانية الأربعينية لتتبع أوراش التنمية المستدامة بربوع المملكة، حلت أول أمس نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، بمدينة بركان في إطار تتبع تنفيذ برامج ومشاريع البيئة والتنمية المستدامة على المستوى الترابي وتسريع وثيرة إنجازها.

بعد كلمة الترحاب والاعتراف بالانخراط في جميع المبادرات التي تروم ادماج البعد البيئي والاقتصادي والاجتماعي في تسيير الشأن الترابي، شكر محمد علي حبوها عامل عمالة إقليم بركان، الوزارة على الدعم والمواكبة وشدد على انخراط الجهة بكل مكوناتها لإنجاح الاوراش الوطنية تحت التوجيهات الملكية السامية.
في حين، أعربت كاتبة الدولة الوفي في مستهل كلمتها أن اللقاء يشكل مناسبة للوقوف على أهم المكتسبات والانجازات التي حققها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل إرساء أسس سياسة تنموية مستدامة تتماشى ومقتضيات الاتفاقيات الدولية المتعددة الأطراف المرتبطة بحماية البيئة والتنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية، والتي توجت بإصدار القانون الإطار حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي رسخ مبدأ الحق في العيش في بيئة سليمة للجميع وتحقيق التنمية المستدامة، و تفعيل هذه السياسة من خلال اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي من شأنها توجيه عمل جميع الفاعلين وإدراج ثقافة التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر على المستوى الوطني والجهوي و المحلي.
كما أضافت الوفي كاتبة الدولة، أن تنزيل مقتضيات الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وتفعيلها، يجعل كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة تعمل على المستوى الوطني ومن خلال مديريتها الجهوية بجهة الشرق على المستوى الترابي من أجل إرساء بنية عمل تشاركية وخلق فضاء للتفاعل والتنسيق والاتقائية في مجال البيئة والتنمية المستدامة بين مختلف المتدخلين على المستوى المحلي.
في ذات السياق، شددت الوفي على أن حماية البيئة ضرورة والتزام حاضر بقوة في جميع استراتيجيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب. وفي هذا السياق، أضافت أنه قد تم التسريع بأخذ عدة إجراءات لمكافحة مختلف أشكال التدهور البيئي كتعزيز الإطار التشريعي والتنظيمي مع إصدار القوانين ومعايير الجودة، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية، وتنفيذ البرامج الوطنية لمكافحة التلوث، مثل البرنامج الوطني للتطهير السائل، والبرنامج الوطني لمكافحة التلوث الصناعي والبرنامج الوطني للنفايات المنزلية….

أما فيما يخص البرنامج الوطني للنفايات المنزلية، والذي يعتبر محورا رئيسيا للقاء المعني ببركان، فقد تم تحقيق نتائج ملموسة من خلال مجموعة من المشاريع الكبرى على مستوى مدن المملكة كان لها تأثير إيجابي على البيئة. حيث تم الرفع من نسبة جمع النفايات إلى مستوى 85.2 ٪، إنجاز 25 مطارح مراقبة ومراكز طمر وتثمين النفايات كما تم تأهيل 49 مطرح عشوائي.
على مستوى إقليم بركان حيث تم التأهيل البيئي للمطارح العشوائية لكل من جماعة بركان بتكلفة تقدر بحوالي 8 مليون درهم وجماعة السعيدية بحوالي 5 مليون درهم.

وللإشارة، فإن الاستراتيجية الوطنية لتقليص وتثمين النفايات، والتي قدمت يوم الاثنين 11 مارس 2019 بالرباط تحدد الأهداف والمحاور الرئيسة لتقليص وتثمين النفايات عبر خلق منظومات لتدويرها وتثمينها تتضمن من بين أهدافها تطوير عملية فرز وتدوير وتثمين النفايات لرفع مستوى التدوير إلى 20 % بالإضافة إلى تثمين30 % من النفايات بحلول 2020 تذكر السيدة الوفي ..
وتهدف هذه المنظومات جمع وتثمين النفايات إلى وضع أسس قانونية ومؤسساتية وتقنية ومالية وذلك عبر وضع قواعد لتدبير مندمج ومستدام للنفايات، وتنظيم وحدات تدوير وتثمين النفايات، والتقليص من تبذير الموارد الطبيعية مع التقليل من التأثيرات السلبية للأنشطة الصناعية وتحسين ظروف الصناعة الوطنية وكذا خلق الاستثمارات ومناصب الشغل

هذا، وكان اللقاء فرصة للوفي كاتبة الدولة للتذكير بإنجازات مشروع التدبير المندمج للمناطق الساحلية والذي استفادت منه الجهة في مجال تقوية قدرات مجموعة من المؤسسات قصد دمج مقاربة “GIZC” في مخططات التنمية المحلية لكل من جماعة السعيدية و جماعة مداغ ببركان و 4 جماعات اخرى بإقلمي الناظور و الدريوش (راس الماء – قرية أركمان – بني شيكر و بودينار)، و تحسين تدبير الصيد البحري، وتحسين حماية وتدبير المناطق الساحلية الحساسة لإقليم بركان عبر انجاز أربع دراسات حول الموقع ذو الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لمصب ملوية (الإيكولوجية، الهيدرولوجية، اجتماعية-اقتصادية ورسم الخرائط وبرنامج التتبع البيئي) و شراء معدات المراقبة و إعداد ورشات تكوينية وانجاز أشغال تهيئة الممرات في الموقع ذو الأهمية الإيكولوجية والبيولوجية لمصب ملوية و تهيئة هكتارين من شريط .

ولتطوير الشراكة بين جل المتدخلين في مختلف المجالات البيئية، ولكي تحتل حماية البيئة مكانة متميزة في هذا الإقليم الإيكولوجي الذي يزخر بمقوماته الطبيعية على الساحل الشرقي المتوسطي، توجت أشغال الصبيحة بتوقيع السيدة نزهة الوفي على ثلاث اتفاقيات ما يمثل دعما ماليا يقدر ب 34 مليون درهم من قبل كتابة الدولة.

ويتعلق الأمر بالاتفاقيات الثلاث،

الأولى تتعلق بمشروع تأهيل وادي شراعة وإزالة النقط السوداء بإقليم بركان بدعم مالي يقدر ب 13 مليون درهم من كتابة الدولة. وتندرج هذه الاتفاقية في إطار دعم الحكومة للجماعات المحلية من أجل تنفيذ البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية والمماثلة لها والذي يهدف أساسا إلى تقليص المشاكل التي تسببها المطارح القديمة والعمل على دفن النفايات بطريقة مراقبة ومقننة.
والثانية حول مشروع إنشاء منتزهات إيكولوجية على طول وادي شراعة بدعم مالي يقدر ب 8 مليون درهم من كتابة الدولة حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى خلق شراكة مثمرة وإطار للتعاون والتشاور وذلك من أجل إنشاء منتزهات ايكولوجية على طول وادي شراعة مع تحديد الإجراءات العملية والتنفيذية من خلال تثمين وادي شراعة وحماية التنوع البيولوجي به، وضبط الالتزامات المالية والتنظيمية، وتحديد الإطار المؤسساتي للتتبع والتقييم.
والثالثة بخصوص انجاز مركز فرز وتثمين النفايات المنزلية والمتشابهة لها بإقليم بركان بدعم مالي يقدر ب 13 مليون درهم من كتابة الدولة. وتهدف هذه الاتفاقية الثالثة الى انجاز مركز لفرز وتثمين النفايات مع خلق فرص الشغل وادماج العاملين في القطاع (الميخالة).
وفتح النقاش الذي كان مستفيضا ويعرب عن الهم البيئي الذي يحمله مختلف المعنيين وعن القناعة والاسهام في هذا الورش المهم بالنسبة للجهة.


وفي الختام، قام الوفد بزيارة ميدانية لواد الشراعة للوقوف على مشروع تهيئته وإزالة النقط السوداء المتواجدة به، كما تم الاطلاع في نفس الوقت على مشروع المنتزه الأيكولوجي الذي سيتم تهيئته على طول ضفاف واد الشراعة.
كما انتقل الوفد المرافق للوفي كاتبة الدولة الى مركز طمر وتثمين النفايات لإقليم بركان. والذي من المنتظر ان يحتضن مركز الفرز والتثمين المزمع انجازة بتمويل من كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، وللإشارة فانه خلال زيارة هذا المركز قدمت نزهة الوافي شروحات حول معالجة النفايات المنزلية والمشابهة لها التي يتم افراغ حمولتها بالمركز كما تم أيضا الوقوف على تقنية خاصة بالشركة المفوض لها فيما يتعلق بمعالجة رشاحة النفايات والتي تكمن في المعالجة الفيزيوكيميائية للحصول في النهاية على مياه صالحة للري بالمركز نفسها وعلى الاوحال (boues).

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.