أكاديمية المملكة المغربية تنظم المحطة الثانية لـ”الملحمة الملحونية” بوجدة

هاسبريس :

نظمت أكاديمية المملكة المغربية، أمس السبت 27 أبريل الحالي بمسرح محمد السادس بوجدة، احتفالية فنية كبرى أبرزت جماليات فن الملحون في توليفة إبداعية رائقة مزجت بين الأداء الغنائي الراقي والتشخيص التمثيلي البديع، وذلك احتفاء بصدور الديوان الحادي عشر من موسوعة مبدعي هذا التراث المغربي الأصيل، حيث تميزت هذه الاحتفالية بتقديم قصائد من فن الملحون مع عرض لأهم العناوين المحورية لموسوعة الملحون التي تشرف عليها وتصدرها أكاديمية المملكة.

وتعد مدينة وجدة المحطة الثانية لــ “ملحمة الملحون”، التي تنظم تزامنا مع صدور الديوان الحادي عشر، تحت عنوان “نزهة الخاطر بصدور الديوان الحادي عشر” لناظم الملحون الرائد أحمد سهوم.

كما تسعى الأكاديمية المغربية، منذ تأسيسها، إلى الحفاظ على هذا التراث العريق بما يساهم في حماية أصالته وتحديث أداءاته، جمعا وتحقيقا ودراسة ونشرا، وذلك بالنظر إلى أن الملحون يعد سجلا للذاكرة الثقافية والفنية والاجتماعية للمغاربة وإرثا حضاريا متميزا ووعاء للقيم الوطنية والإنسانية.

هــذا، وقد وبلغت دواوين الملحون المنشورة أحد عشر ديوانا، كان آخر ما أصدرته الأكاديمية هذه السنة ديوان شيخ الملحون أحمد سهوم، المحتفى بإبداعاته ضمن هذه المحطة الفنية والإبداعية، وسط تفاعل لافت من جانب الجمهور الوجدي الذي تابع عن كثب فعاليات هذه الاحتفالية الملحونية.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح عبد الجليل لحجمري أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية ، أن المغرب يتميز  بوهج تاريخه وعمق عراقة ، وتعدد روافد حضارته وغنى تراثه المادي واللامادي وتنوع أنماطه التعبيرية، مما أهله ليكون مستودعا للذاكرة الحضارية التي تحتضن أرقى صور التعبير الأدبي والفني، من قبيل تراث الآلة والطرب الغرناطي، وتراث الملحون الذي يعد “ديوان المغاربة”، مشيرا إلى أن الأكاديمية أولت منذ تأسيسها اهتماما كبيرا للملحون، توثيقا ودراسة ونشرا، باعتباره ذاكرة الوجدان الروحي والوطني والثقافي للمجتمع المغربي.

كما أفاد لحجمري بأن الأكاديمية نظمت أياما دراسية وعقدت ورشات ملحونية إقليمية في كل من أرفود وتارودانت وأزمور وأعدت شريطا وثائقيا تم به تقديم الملف المطلبي لمنظمة اليونسكو لإدراج الملحون ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي، حيث نظمت الأكاديمية، احتفالية كبرى لتراث الملحون عام 2017 بمقر الأكاديمية تحت عنوان “نزهة الخاطر بصدور الديوان العاشر”،بحضور العديد من الباحثين ونُظام الملحون والشعراء والمنشدين، وقدمت فيها عروضا فنية ولوحات تشخيصية وأداءات إنشادية .

في سياق مماثل،ذكر عباس الجراري عضو أكاديمية المملكة المغربية بالعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا النوع من التراث الأدبي والفني، واللامادي بصفة عامة، لافتا إلى أن من شأن هذه الثروة من شعر الملحون أن تكون دالة على مدى القدرة الإبداعية التي يتمتع بها المغاربة، ولا سيما المبدعون الشعبيون ممن كانوا يمارسون هذا الفن نظما وإنشادا، وحتى دراسة في الفترة الأخيرة.

وللإشارة، فإن موسوعة الملحون تركز الأشياخ البارزين من أمثال الجيلالي أمثيرد، وعبد القادر العلمي، ومحمد بن عمر الملحوني، ومحمد بن سليمان، ومحمد بن علي المسفيوي، والسنسولي العلوي، والتهامي المدغري  وغيرهم ممن أسسوا لهذا الفن العريق المتعدد الأغراض طوال القرون الخمسة التي مضت، لتكلل  بإصدار ديوان الشيخ المعاصر أحمد سهوم”.

كما تعمل أكاديمية المملكة المغربية، وعيا بالأدوار الوطنية والأبعاد الحضارية الإنسانية للملحون واسترشادا بالتوجيهات الملكية السامية، على حماية تراث فن الملحون و تطويره، جمعا لنصوصه وتحقيقا لمواده ودراسة لتراثه وتكريما لأعلامه من الناظمين والمنشدين والباحثين على غرار الأستاذ الباحث عبد الرحمان الملحوني ، حيث أصدرت معلمة الملحون التي أشرف عليها المرحوم محمد الفاسي، وموسوعة الملحون التي أشرف على لجنتها عضو أكاديمية المملكة عباس الجراري.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.