“الإمام القاضي عياض مؤلفا ومحققا”جديد المفكر الدكتور عباس أرحيلة
هاسبريس :
صدر عن دار الحديث الكتانية كتاب جديد ” الامام القاضي عياض مؤلفا ومحققا للمفكر الدكتور عباس أرحيلة.
وجاء في مقدمة الكتاب: وممّا تميزت به شخصية القاضي عِيَاض، وتحقّقت به إمامته بين أعلام الأمة الإسلاميّة؛ أمران: نبوغُه في علم الحديث، ومنهجيتُه في وضع التّصانيف؛ فبسبب الأمر الأول تبوَّأ عِيَاض مكانة صار بها من كبار الأئمة. وبسبب الأمر الثاني شاعت تصانيفه في محافل العلم، وسارت بها الركبان، كما قيل، وبسبب الأمريْن معاً، وبتأثير منهما؛ بلغ عِيَاضٌ القمّة في مجال تحقيق الكتاب المخطوط نظراً وتطبيقاً، كما دلَّ على ذلك ما بقي من آثاره.
وعلى كثرة ما كتب حول القاضي عِيَاض، يكتب الدكتور أرحيلة “وجدتُ أن جانب منهجيته في التأليف، وما كان له من جهود في تحقيق الكتاب المخطوط؛ لم يكن نصيبها من العناية في وزن ما يستحقِّانه من العناية؛ ومن هنا سعيْتُ في هذا البحث إلى مقاربة جهود عِيَاض، في مجاليْ التأليف وتحقيق الكتاب المخطوط.
ومما ورد في خاتمة الكتاب، أن ما يستدعي النظر في الحديث عن منهج عِيَاض وكان من آثر ثقاته تلك؛ مهارته في تأليف كتبه؛ وما يجده من مساحة في التحكُّم في موضوعه، وطاقته المنهجيّة في استيعاب عناصر القضية التي يكون بصددها، وإلمامه الدّقيق بتفاصيلها. ورأينا أن التأليف أخذ قسطاً من حياته، وأنه شُهِد له بالبراعة في تآليفه؛ فابن خَلِّكان اعتبر (كلَّ كتبه بديعة)، والذّهبي اعتبرها (نفيسة)، والمقّري جعلها (عديمة النظير والقرين)…
وأستطيع أن أقول إن هاجس التحرِّي والتتبُّع لصحَّة كلِّ ما يقرأه القاضي عِيَاض؛ جعله مشغول البال في أعماله بالتصحيح والتصويب، ومهوَّس الفكر بالضبط والتَّحقيق.