مهرجان العيطة بأسفي يسدل ستاره على إيقاعات الإعتراف بالرواد والتثمين للثرات
مـحـمـد الـقـنـور :
عــدسـة : بلعـيـد أعــراب :
تحت متابعات إعلامية وأكاديمية مختصة في الفنون الشعبية والتراث المغربي، وبزخم جماهيري ملحوظ ، أسدل الستار أول أمس عن فعاليات الدورة 18 للمهرجان الوطني لفن العيطة بمدينة أسفي المنظم من طرف وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع عمالة إقليم أسفي.
وشهد المهرجان الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله طيلة ثلاثة أيام فقرات ثقافية وسهرات فنية غنية أحيتها أجود الفرق المحلية والوطنية التي عكست غنى التنوع المجالي والجغرافي الحاضن لفن العيطة بمختلف تلاوينه الايقاعية من المرساوي، والحصباوي، والحوزي، والجبلي، والزعري.
كما كشف ذات المهرجان عن أهمية التثمين لجيل الرواد والشيوخ ممن رفعوا مشعل فن العيطة وممن ساهموا في إشعاعه الفني تم تكريم كل من الفنان حسن ولد الزاهية والفنانة ميلودة الغازي تقديرا لمسارهما وتجربتهما الفنية النوعية، وفي الجانب الفكري تم تقديم المنجز التوثيقي “أنطولوجيا العيطة” لمؤلفه إبراهيم المزند وسط حضور وازن للعديد من الباحثين والمهتمين بالشأنين الثقافي والتراثي.
وإرتباطا، بنفس الموضوع، وتكريسا للموروث الشعبي المغربي ، ولأواصر العلاقات الثقافية التي تجمع المغرب بالدول العربية وباقي الدول الافريقية تمت استضافة موريتانيا ضيف شرف الدورة من خلال الحضور الشرفي لعمدة مدينة فديريك وذلك لإعادة إحياء اتفاقية التوأمة التي تمت المصادقة عليها سنة 1988 بين مدينة فديريك ومدينة أسفي، ومن المنتظر أن يسفر هذا الحضور الشرفي على ضخ دماء جديدة بين المدينتين لإرساء أسس حوار ثقافي بناء بين المغرب وموريتانيا.
إلى ذلكــ ، وخلال كلمته الإفتتاحية كان عزوز بوجميد، المدير الجهوي للثقافة والاتصال- قطاع الثقافة – لجهة مراكش أسفي قد أشار أن مهرجان العيطة أضحى من المواعيد الثقافية المهمة في الأجندة السنوية لوزارة الثقافة للاحتفاء بهذا اللون الغنائي الأصيل.
كما أكد بوجميد، أن الوزارة الوصية على القطاع تعتزم في الدورات المقبلة برمجة مهرجان الشباب لفن العيطة موازاة مع المهرجان الأم وذلك لضمان استمرارية هذا الموروث الغنائي الأصيل لدى الأجيال الصاعدة، وتثمينا للتراث الشفوي المغربي .
في سياق مماثل، وترسيخا لثقافة الاعتراف وتكريما لجيل الرود وللأعلام الذين ساهموا في الاشعاع الغنائي التراثي لفن العيطة تم تكريم كل من الفنان حسن ولد الزاهية والفنانة ميلودة الغازي تقديرا لعطاءاتهما المتميزة ومساهماتهما المتفردة في ضمان استمرارية هذا الفن الأصيل، وعلى مستوى العروض الموسيقية تفاعل الجمهور الحاضر بمدينة الفنون مع العروض الفنية لفرقة فديريك الموريتانية لفن الحساني، فرقة ولد الصوبا، فرقة مجمع لحباب، وفرقة الحوزي بمراكش، وبساحة محمد الخامس كان الجمهور المسفيوي على موعد مع عروض موسيقية لفرقة نعيمة العبدية، فرقة أنور الزرهوني ومجموعة جيل العيطة، أما ساحة مولاي يوسف فكانت مسرحا لعروض موسيقية لكل من فرقة خديجة المركوم وفرقة ولاد بنعكيدة، والفنان سعيد ولد الحوات.
هـــذا، وكان قد حضر حفل الافتتاح الرسمي لفعاليات الدورة 18 للمهرجان الوطني لفن العيطة الذي نُظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله كل من عامل عمالة إقليم أسفي، إلى جانب المشرف عن المهرجانات بوزارة الثقافة والاتصال، المدير الجهوي للثقافة والمديرة الإقليمية للثقافة والعديد من الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي على الصعيدين المحلي والوطني.
وحول الشق الأكاديمي للمهرجان، فقد كان عموم الباحثين والأكاديميين والمهتمين بقضايا الثقافة الشعبية المغربية، والتراث الوطني، على موعد خلال فعاليات المهرجان، مع ندوة علمية لتقديم كتاب “أنطولوجيا العيطة” لمؤلفه الأستاذ إبراهيم المزند بمقر مدينة الفنون بأسفي إلى جانب عروض موسيقية لعقد فريد من الفرق في فن العيطة بساحة محمد الخامس وساحة مولا يوسف.
اختتمت مساء أمس الثلاثاء 30 يوليوز الجاري فعاليات الدورة 18 للمهرجان الوطني لفن العيطة بأسفي على إيقاع عروض موسيقية متنوعة تلتقي في جوانبها الابداعية بفن العيطة.
وعرفت الليلة الختامية حضورا قياسيا لجماهير مدينة آسفي وزوارها من المغاربة والسياح الأجانب ممن توافدوا لمتابعة الفقرات المتنوعة التي أثثت هذا المهرجان ، حيث بات خلال السنوات الأخيرة من المواعيد الثقافية المهمة، وعرفت ساحة محمد الخامس عروضا موسيقية تفاعلية لكل من مجموعة إبراهيم لهوير ومجموعة عبد الدايم ولد عبدة وفرقة كبز حسن، فيما شهدت ساحة مولاي يوسف فواصل غنائية صادحة لكل من فرقة عابدين، وفرقة العربي لشهب، ومجموعة أيوب العبدي بالإضافة إلى مختارات غنائية نوعية للفنان الشعبي سعيد الصنهاجي.
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” المديرية الجهوية للثقافة والاتصال- قطاع الثقافة – لجهة مراكش أسفي فإن تنظيم وزارة الثقافة والاتصال لهذا المهرجان بشراكة مع عمالة إقليم أسفي يأتي انسجاما مع استراتجيتها الهادفة إلى الحفاظ على فن العيطة باعتباره رافدا مهما من روافد التراث اللامادي الوطني ولونا فنيا أصيلا، وقد جاء شعار الدورة “العيطة تراث لامادي من التوثيق إلى التثمين” متماهيا مع توجهات الوزارة الرامية إلى ضمان استمرارية هذا الفن والحفاظ عليه.
وللإشارة، فإن – قطاع الثقافة – بوزارة الثقافة والاتصال يسعى في الدورة 19 المقبلة للمهرجان الوطني لفن العيطة بمدينة أسفي إلى مواصلة جهودها للارتقاء بفن العيطة من خلال برمجة غنية ومتنوعة تعكس القيمة الفنية والتراثية المتفردة لهذا اللون الفني الأصيل.