حضور ثقافي إفريقي باذخ في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء
هاسبريس :
إعتبر ناشرات وناشرون ينتمون للمجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، ضيف شرف النسخة الثالثة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء ، مشاركتهم في المعرض، فرصة للوقوف على المقاربات الثقافية المعتمدة ، والتعريف بغنى و تعدد الثقافات الافريقية المحلية.
ويستضيف المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورة هذه السنة دول المجموعة الاقتصادية لبلدان وسط افريقيا، ويخصص رواقا كبيرا بقلب المعرض احتفاء بإبداعات هذه البلدان في المجال الثقافي والأدبي خصوصا. يذكر بأن المجموعة، وهي تكتل اقتصادي دولي يسعى لإنشاء هياكل إقليمية في أفق الوصول إلى سوق مشتركة، تضم كل من الغابون وغينيا الاستوائية ورواندا وجمهورية الكونغو ساوتومي برانسيب والكامرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وأنغولا و التشاد وبوروندي وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وأفاد بيانفوني سينس مانغابا، المسؤول بدار نشر من جمهورية الكونغو الديموقراطية، إنه حضر لمجموعة من المعارض الدولية للكتاب في مدن بروكسيل وباريس وفرانكفورت وغوتنبورغ، وأنها لا تختلف في شيء عن معرض الدار البيضاء الدولي سواءً من حيث التنظيم والمستوى، أو فيما يتعلق بالتنوع المعرفي والطباعي ونجاعة الندوات التي نظمت على هامش المعرض ،مشددا على الاهتمام بالمنتوج الثقافي الافريقي الذي طبع فعاليات المعرض وداعيا إلى ضرورة دعم كل المبادرات الرائدة في هذا المجال لاشاعة ثقافة افريقية مندمجة ومشتركة.

في سياق مماثل، اعتبر فان جيدار دورسوما اسماعيل، وهو مدير دار نشر محلية في دولة التشاد المشاركة الأولى لبلده في هذا المعرض مناسبة لابراز الثقافة التشادية للشعب المغربي، وعبر عن رغبته في أن يواصل المعرض خلال النسخ القادمة دعوته للدول الافريقية ، وأن يشكل حلقة وصل بين هذه الدول ، خصوصا بعد عودة المملكة إلى شغل مقعدها بالاتحاد الافريقي ، وهو ما يعد “قيمة مضافة بالنسبة لفرص تنمية القارة “.
وأوضح فان جيدار دورسوما اسماعيل إن المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء “مشروع كبير”، وأن النموذج المغربي يلهم الدول الافريقية في المجال الثقافي، لاسيما وأن بيع الكتب في بعض البلدان الإفريقية، يلاقي صعوبة كبيرة بسبب تكلفة النشر المرتفعة، مشيرا إلى أنه فرصة لنقل الخبرة المغربية في دعم الكتاب إلى السلطات المعنية في بلاده.
كما سجلت إيميلي ايالا، المسؤولة عن دار نشر بكونغو برازافيل، من جانبها، أن التنظيم بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يتم على أعلى مستوى، ويشكل مناسبة سانحة بالنسبة لها للتعريف بثقافتها المحلية خصوصا أن الكتب المعروضة في الرواق الخاص ببلدها تمثل الثقافة المحلية، معبرة عن اعجابها بشغف زوار المعرض من جميع الفئات العمرية بالكتاب .
إلى ذلكــ ، أبرز كابو جون دو ديو مدير دار نشر رواندية أن رواندا تعرض لأول مرة في المغرب، مما يشكل فرصة سانحة تكتشف من خلالها ثقافة القراءة التي بدأت فيها حديثا، خصوصا أن بانغي أطلقت في الآونة الأخيرة حملة لتحبيب الناشئة في القراءة “لدورها المهم في تنمية الشعوب وازدهارها . وأضاف دو ديو ، “تحدونا الارادة للاستفادة من الخبرة المغربية في هذا المجال لتحسين وتعزيز مستوى الثقافة برواندا ، والنعريف ببلدنا على جميع المستويات”. وذكر بأن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لرواندا في السنة الماضية، وزيارة بول كاغامي الرئيس الرواندي للمغرب، مما فتح الباب أمام فرص تعزيز التعاون بين البلدين على جميع المستويات، مشددا على أن قوة الدول الافريقية تكمن في اتحادها.

أما ايميلي باري باريرا، المسؤولة في دار نشر من بوروندي ، فقالت إن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء “سيشكل أرضية لفتح الحوار مع الزوار والناشرين من دول أخرى وكذا تعزيز التبادلات والعلاقات جنوب جنوب بين الدول الإفريقية”.
وأبرز الناشر ارديت مينيمبا من غينيا الاستوائية، ، أن المعرض مناسبة لعرض أعمال كتاب غينيا الاستوائية الشباب، وكذا تبادل الخبرات والتجارب مع مختلف الأطراف المشاركة في هذا المعرض سواء منها المغربية أو الأجنبية، معبرا عن رغبته في حضور تظاهرات مماثلة بالمغرب.
وحول هذا معرض الكتاب بالدار البيضاء أشارت نيلي ياباندي، مديرة دار نشر بجمهورية افريقيا الوسطى ، أنه لحظة للتبادل والحوار واللقاء والاكتشاف، بمعرض يشكل أحد أكبر الأحداث المهمة على المستوى القاري خصوصا في ما يتعلق بالنشر والكتاب، اعتبارا للقاءات والندوات ومختلف الفقرات المتنوعة التي يقترحها المعرض.
وصرحت ياباندي أن دولتها افريقيا الوسطى عرفت أوقاتا عصيبة، وتعتبر نفسها الآن في مرحلة ”الرجوع للساحة الدولية” ، ومن خلال مشاركتها في هذا المعرض فهي أبانت عن استعدادها لايجاد شركاء من أجل دعمها في عملية النشر والكتابة.
هذا، وثمنت ياباندي الناشرة البوروندية التنظيم المحكم لمرافق وأروقة المعرض، الذي تحضره أزيد من خمسين دار نشر، من أجل تقديم قيمة مضافة وتبادل التجارب مع الزوار من المغرب ومن بلدان أخرى. وقال المدير التجاري بدار نشر كاميرونية هونوري كومي ، من جانبه، إن المعرض وفر فرصة جيدة لتقديم الكتاب الكاميروني ولقاء ناشرين آخرين في أفق العمل معهم مستقبلا، ولاكتشاف مميزات المغرب الثقافية. وفي تقييمه لمستوى معرض الدار البيضاء، قال إنه “رائع جدا” وأن التكنولوجية الرقمية تتقدم كثيرا خصوصا في ما يتعلق بالعناصر الديدياكتيكية المستعملة في تعليم الأطفال وأضاف “هذه هي أشياء جديدة بالنسبة لنا نكتشفها خلال هذه النسخة من المعرض”. وسجلت الناشرة والكاتبة الغابونية سولونج بونغو أيوما أن الغابون بصدد ارساء سياسة تهتم بالكتاب والنشر، لذلك فان المشاركة في هذا المعرض ستسمح بالوقوف على السياسات المعتمدة والمقاربات القائمة المتعلقة بالحركة الثقافية بالمغرب في أفق تبادلات مع المغرب لاعادة التجربة والرقي بالعمل الأدبي في الغابون.

وأشارت الكاتبة الغابونية التي حضرت الى جانب داري نشر غابونيتين أنها جاءت للتعريف بثقافة دول افريقيا الوسطى التي تحل كضيفة شرف خلال هذه النسخة من المعرض الدولي للكتاب كما عبرت عن اعجابها بمسألة باهتمام المعرض بأدب الشباب خلال هذه الدورة، وبالاقبال الكبير للزوار من جميع الفئات خصوصا الصغرى منها.
