نظم المقهى الأدبي الثقافي دار الشريفة، بمراكش، بشراكة مع مؤسسة عبد الله ابراهيم ، لقاء تواصليا بفضاء رياض “بن يوسف”، بحي قاعة بن ناهيض، على تراب مراكش المدينة، تضمن تقديم وتوقيع كتاب “عبد الله ابراهيم … تاريخ الفرص الضائعة” للزميلة الكاتبة الصحافية القيدوم زكية داوود ،والصادر حديثا، باللغة الفرنسية في 372 صفحة،من الحجم المتوسط، وذلك بحضور نجل الزعيم الراحل طارق ابراهيم،والعديد من الفعاليات الأكاديمية والثقافية والفنية و الاعلامية .
الى ذلك، قدمت الزميلة زكية داوود، مجمل محاور كتابها عن“عبد الله إبراهيم.. تاريخ الفرص الضائعة”، الذي تضمن مختلف جوانب حياة الزعيم عبد الله إبراهيم، الوطني و السياسي والمثقف المغربي عبر مواقف جسدت ملحمة مساره النضالي و المهني، حيث سعت الزميلة المؤلفة داوود من خلال الكتاب المعني الى تعريف القارئ بالسياق المرحلي والتاريخي لحياة الزعيم عبد الله إبراهيم، والظرفيات العامة التي عايشها.
وللاشارة فإن كتاب زكية داوود، عن اول رئيس حكومة بالمغرب المعاصر تضمن عدة فصول من مسار الزعيم الراحل، حسب العناوين الفرعية التالية :
“1918 -1944: ظهور قائد وطني في مراكش” . “1945 -1949: في رحاب الثقافة، بباريس”. “1949 -1957: من السجن إلى الحكومة”. “1958 -1960: الأزمات والحكامة الصعبة”. “1960 -1964: مؤتمرات، مؤامرات، قطائع وانقسامات”. “1965-1969: على خطوط الجبهة الثانية”. “1970-1975: الكتلة والانشقاقات، وطرقات حول ساحة النضال”. “1976-1990: التمزق الكبير”. “1990-2005: مع الذكاء وقوة القول”.
كما ابرزت زكية داوود ، أن كتابها ليس سيرة ذاتية عن عبد الله ابراهيم ،اكثر مما هو رؤية موضوعية حول مواقفه وشخصيته وتفاعله مع مختلف المراحل التاريخية والفصول السياسية التي عاشها وعايشها من وجهة نظرها.
وأكدت زكية داوود ان أفكار الزعيم عبد الله إبراهيم خلال منتصف القرن الماضي كانت غير مسبوقة وتطلعية خصوصا فيما يتعلق بإعادة قراءة التاريخ أو فيما يخص الدفاع عن الإسلام المتنور والمنفتح عن كل الحضارات والثقافات، مما اعتبره معظم معاصريه ثورة ثقافية مغربية غير مسبوقة وعصرية، بصمت مستوى المعرفة والمصطلح والبنية والمنهج ، وساهمت في إثراء المسار السياسي والحزبي والنقابي المغربي خلال الفترة الممتدة من عقد الثلاثينات إلى الستينات، مما بلور الذاكرة الجماعية السياسية والفكرية بالوطن ، حيث ارفقت داوود كتابها عن الزعيم عبد الله إبراهيم بصور تترجم مختلف مراحل تاريخ هذا السياسي، وشتى المؤشرات التي تكشف بالصور عن الفرص المغربية الضائعة ضمن سيرورة التطور الذي عرفه المغرب المعاصر،في رحلته بحثا عن سبل التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ومعلوم، أن زكية داوود، اشتغلت كصحافية محررة في كل من مجلة “جون أفريك” وجريدة ”لوموند ديبلوماتيك” الواسعتين الصيت، كما تراست تحرير مجلة “لاماليف” مابين سنة 1966 إلى 1988.
كما أنتجت زكية داوود العديد من الدراسات في التاريخ،على غرار “مغاربة الشتات بأوروبا” ، الحائز على جائزة الأطلس الكبير، 2011، وحول قضايا المرأة وشؤون الهجرة، بمؤلفها : “مضيق جبل طارق ، والعديد من السير، حول الزعيم عبد الكريم الخطابي، والقائد القرطاجي “هانيبال” والملك المغربي القديم “جوبا الثاني”، فضلا عن اصدارها لثلاث روايات أدبية ، كان آخرها رواية “لي آيت شيري”