الشاي المغربي ليس ككل شاي في العالم
مـحـمـد الـقـنـور :
على مر العقود والأزمان حافظ الشاي على صدارته داخل مختلف البيوت المغربية، في المدن والقرى، كمشروب مفضل لدى المغاربة، ومرتبط بالأكل اليومي، والحفلات والأعراس واستقبالات الضيوف والنشاطات الثقافية والجلسات الهادئة على اختلافها، فيما كان الجانب الصحي لعملية إعداد الشاي المغربي، خالصا، أو ممزوجا بالزعفران أو بالأعشاب”على غرار “النعناع” أو “الشيبة” أو ” إكليل الجبل” المعروف بالأزيـر هو الأقوى حسب مختلف الدراسات السوسيو ثقافية والتاريخية التي تناولت كيفيات تعلق المغاربة بالشاي .
وللإشارة، فإن أول دليل على استهلاك الشاي، والذي تأتي كل أنواعه من نبته “كاميليا سينينسيس”يرجع إلى مئتي عام قبل الميلاد في الصين، حيث أثبت هذا الاكتشاف أن تاريخ استهلاك الشاي يسبق التاريخ المعروف سابقاً بحوالي مئتي عام، وإن كان يسجل أن اختلاف أنواع الشاي يرجع لاختلاف مناطق وظروف نمو النبات، وعمليات الإنتاج.
هذا، ودأب الرهبان البوذيون على تناول الشاي من الصين في القرن الخامس عشر الميلادي، لكن اليابانيين حولوه إلى شعيرة خاصة بهم، ليصبح تقليدا شبه ديني، قبل أن يحصل الروس على إمدادات الشاي عن طريق القوافل القادمة من الصين نحو براري سيبيريا، إذ كانت قوافل الجمال تسير على مدار شهور، لتحمل الشاي عبر القارات.
ويعتبر نبات الشاي المنتشر في مختلف جهات المغرب من أشهر أنواع الشاي في العالم وأكثره شيوعاً واستخداماً وفائدة، حيث يقبل على تناوله فئة لا يمكن حصرها من الناس من مختلف أنحاء العالم نظراً لطعمه اللذيذ وعبق وأريج مكوناته.
كما يعد الشاي المغربي بمحتوياته النباتية المرافقة لإعداده من أقوى العناصر الطبيعيّة المضادة للأكسدة، ممّا يجعل منه عاملاً وقائياً للعديد من الأمراض الخطيرة على رأسها مرض السرطان بأنواعه المختلفة، حيث يحدّ من تكوّن وانتشار الخلايا السرطانية، كما يقاوم الشقوق الحرّة أو الجذور الحرّة التي تعتبر السبب والعامل الرئيسيللإصابة بمرض السرطان. يخفض مستويات الكولسترول الضار في الجسم والذي يختصر علمياً بـ LDI، في الوقت الذي يزيد فيه من معدل الكولسترول المفيد، كونه مضاداً فعالاً للأكسدة، مما يقي ويحمي الجسم من الأمراض الخطيرة على رأسها أمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض الدماغية، والسكتات، والأزمات، والجلطات القاتلة، ويمتلك مفعول الأسبرين في ذلك، كما يعمل على خفض ضغط الدم. يساعد على حرق الدهون والسيلوليت المتراكم في الجسم،لذلكــ عادة مايرتبط في المغرب بوجبات الشواء والكباب، وغيرها من الأكلات الدسمة.
إلى ذلك، تتميز طريقة إعداد الشاي المغربي، بكونها من أفضل الوصفات الطبيعيّة الخاصة بإنقاص الوزن والتخلص من السمنة، حيث أثبتت الأبحاث المختبرية والطبية ، أنّ الشاي المغربي يعمل على حرق ما لا يقل عن 200 سعر حراري في حال تمّ تناوله ثلاثة مرات يومياً، كما يساعد على حرق الدهون، كما يزيد من عملية الأيض، ويحسن من التمثيل الغذائي في الجسم. يخلص الجهاز الهضمي من المشاكل والاضطرابات التي يتعرض لها وخاصة تلك المتعلقة بالانتفاخات والغازات وكذلك الإمساك، ويقتل البكتيريا في الأمعاء، ويحول دون التعرض للتسمم الغذائي.
ويشكل الشاي المغربي منبعا مثاليا للطاقة ولحيوية الجسم والمساعدة على أداء المهام والأنشطة الحياتية اليومية، وعلى التخلص من التوتر والقلق، ومن مشاكل الكبد المختلفة، ويساعد في منع فشل عمليات زراعة الكبد، كما يحارب الشقوق الحرة التي تدمر صحته.
كما يعمل على خفض مستوى السكر في الدم والذي يعتبر مسؤولاً رئيسياً عن تخزين الجلوكوز الذي يظهر على شكل شحوم. يحتوي على العديد من الفيتاميات الأساسية والضرورية لصحة ونمو الجسم، مما يجعل منه أساساً لعلاج مشاكل الجلد والشعر المختلفة. يعتبر علاجاً فعالاً للعديد من المشاكل الجنسية بما في ذلك الضعف الجنسي، كما يزيد من الرغبة الجنسية لدى النساء نظراً لاحتوائه على كميات عالية من الكافيين، والثيامين، والجنسنج، وكلها مكونات تزيد من الدوافع الجنسية.