بهدف تأهيل المشهد الثقافي والفني بمراكش الزاخرة بارثها وتراثها المادي واللامادي، وفي سياق ما تشهده السنوات الاخيرة بالمدينة الحمراء من حراك ثقافي وفني،احتضنت قاعة الاجتماعات بالمركب الثقافي الحي الحسني مؤخرا؛ الجمع العام التاسيسي لجمعية “وشم للثقافة والفن”، بحضور مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية التعبيرية والتشكيلية وممثلات وممثلين عن وسائل الإعلام الوطنية، نشطاء جمعويين بالشأن الثقافي .
هذا، وبعد مناقشة القانون الاساسي والمصادقة عليه؛ انتخب الجمع العام مكتبا مسيرا يتكون من تسعة اعضاء، حيث تم إختيار الاستاذة سناء الهداجي كرئيسة الجمعية، نظرا لمكانتها الاعتبارية داخل المدينة؛ وبصفتها احد النساء اللامعات اللواتي راكمن خبرة في المجال الثقافي والفني تدبيرا وتسييرا؛ الى جانب اشرافها على العديد من التظاهرات والملتقيات بمدينة الرجال السبعة ، كما تضمن المكتب المسير كل من عبد الهادي فاري :نائبا للرئيسة، وعز الدين دياني :الكاتب العام صباح زبداني نائبة للكاتب العام، وحليمة حريري أمينة المال ومنير العزيزي :نائبا لأمينة المال ، في حين تم إنتخاب كل من الأساتذة أنس الملحوني وادريس عابر وعبد المجيد شحلاناعضاءً ينتمون الى مجالات الابداع والفن والعمل الجمعوي.
وللإشارة، فإن جمعية “وشم للثقافة والفن”تعتبر النقاش حول المسألة الثقافية بمراكش وعلاقتها بتحقيق التنمية الاقتصادية والإجتماعية والتمكين التربوي يظل نقاشا مفتوحا أمام كل الفاعلين في المشهد الثقافي المحلي والجهوي والوطني من أجل إفراز ثقافة إبداعية قوية، ووضع سياسة ثقافية قادرة على مواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية، متجاوبة مع التحولات المتسارعة في العالم ، والتي أصبحت من خلالهاالثقافة رقما أساسيا في السياسات العمومية باعتبارها عنصرا مركزيا في الاستراتيجيات التنموية وشرطا لتثمين الرأسمال البشري وموردا هاما لخلق الثروة وإحداث مناصب الشغل .
واعتبرت جمعية “وشم للثقافة والفن” أن مبادرة إنتقاء مراكش كعاصمة للثقافة بإفريقيا ، بات يطرح أمام المجتمع المدني تفعيل الفضاء الثقافي من خلال احتضان تظاهرات تستحضر موقع مراكش كحاضرة متميزة تربط بين أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وتنطلق من حركية مثقفيها ومبدعيها ومن زخمها التراثي ومساراتها المعاصرة وتنوع مصادر تسويق منتوجاتها الثقافية من صناعة تقليدية وفنون ومهارات إبداعية ومهرجانات متنوعة ذات صيت عالمي وإعلاميين وإذاعات نشيطة وحركية ملموسة على صعيد الدبلوماسية الثقافية.
وشددت جمعية “وشم للثقافة والفن” أن “جهة مراكش آسفي بما لها من غنى وتنوع ثقافي، وما تتوفر عليه من بنيات تحتية، واعتبارا لما تشهده من تحولات على المستوى الثقافي والفني عبر تنظيم عدد كبير من المهرجانات الناجحة وإحداث لآليات تروم دعم الثقافة والفنون، مميزات تجعلها محجا لهذه التظاهرات وموطنا مستحقا لتنظيمها، مشيرة أن الرهان الثقافي اليوم يكمن في مدى قدرة الفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي على الوصول إلى بلورة استراتيجيات عملية لتطوير الصناعة الإبداعية المحلية بمراكش والجهوية والوطنية والقارية وضمان حضور قوي للمنتوج الثقافي المحلي في المنتديات العالمية، وقصد بلوغ هذه الأهداف بات من المفروض إعداد أرضية صلبة تقوم على التربية والتكوين وتعميم الممارسة الثقافية وترسيخ ثقافة القرب لتسهيل ولوج الناشئة للفضاءات الإبداعية، وتأهيل الموارد البشرية لتكون قادرة على منافسة العرض الأجنبي.