الأنفلونزا أو “نزلة البرد” ذاكـ المرض المرتبط بفصل الشتاء
هاسبريس :
تعتبر النزلة الوافدة أو مايعرف علميا بالأنفلونزا – Influenza مرضا فيروسيا يتميز بالتفشي الموسميّ، على نطاق واسع. نتيجة فيروس الأنفلونزا الذي يعد المسبب الرئيسي له والذي ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الجهاز التنفسي.
ويسبب فيروس الأنفلونزا النزلة الوافدة في فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في فصل الصيف في النصف الجنوبي وفي المواسم الماطرة في المناطق الاستوائية.
القدرة على التغيّر: يغيّر فيروس الأنفلونزا، بوتيرة عالية، بنية البروتينات التي على سطحه، بحيث يخدع جهاز المناعة الذي كان قد أنتج أجساما مضادة ضد الصيغة السابقة منه. وهكذا يمكن أن يصيب مرض النزلة الوافدة الشخص نفسه أكثر من مرة واحدة.
وينتشر المرض على نطاق واسع حيث يتفشى بوسط عدد كبير جدا من الأطفال والبالغين إذ نحو ثلث الأطفال و10٪ من البالغين، مما يؤدي إلى غيابات متكررة عن العمل والمدرسة، ويخلق ضغطا شديدا على المستشفيات والمصحات والعيادات.
وتكمن علامات مرض الأنفلونزا والأعراض التي تصاحبه والتي تثير الضيق والانزعاج، لكنها تزول وتختفي من تلقاء نفسها بعد بضعة أيام. ومع ذلك، فإن إشكاليّة مرض النزلة الوافدة تتعلق، أساسا، بمضاعفاته المحتملة التي تشمل: التهاب الرئة أو: الالتهاب الرئوي – pneumonitis ، أو التهاب الشعب الهوائية (أو: التهاب القصبات – bronchitis ، التهابات الأذنين ومضاعفات في الجهاز العصبي.
هنالك مجموعات محددة هي أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات النزلة الوافدة. وهي تشمل: المسنين، المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي (بما في ذلك الربو- Asthma)، مرضى القلب، مرضى الكلى، مرضى السكري، المرضى الذين يعانون من نقص خلقي أو مكتسب في جهاز المناعة، الذين يتعالجون بالستيرويدات (Steroid) أو بالمُعالَجات الكيميائية (Chemotherapy)، النساء الحوامل والأطفال حديثو الولادة. هذه الفئات تعاني من ارتفاع كبير في معدل مضاعفات النزلة الوافدة ومن ارتفاع في معدلات الاستشفاء والوفاة جراء المرض ومضاعفاته. ولذا، فمن الضروري منع أو تقليل آثار النزلة الوافدة لدى أفراد هذه الفئات، قدر المستطاع.
إلى ذلكــ ، يظهر مرض الأنفلونزا، في بداياته، كنزلات برد وانسداد في الأنف، عُطاس والتهاب في الحلق. لكن نزلات البرد تتطور،عادة، ببطء، بينما يظهر مرض الأنفلونزا ويصيب فجأة. وفي حين إن نزلات البرد يمكن أن تشكّل مجرد إزعاج عابر، كما يولّد مرض الأنفلونزا شعورا عاما سيئا للغاية، نتيجة ارتفاع في درجة حرارة الجسم فوق 38 درجة لدى البالغين وبين 39,5 – 40 درجة لدى الأطفال والأولاد، وتنامي القشعريرة والتعرق، الصداع والسعال الجاف، الآلام في العضلات، وخاصة في الظهر، والذراعين وعلى مستوى الساقين، مع الشعور بالضعف العام والتعب وانسداد الأنف، وفقدان الشهية
الإسهال والقيء عند الأطفال
وتنتقل فيروسات الأنفلونزا في الهواء في داخل قطرات صغيرة جدا، جرّاء السعال، العُطاس أو حتى التحدث مع شخص مريض بالأنفلونزا. ويمكن استنشاق هذه القطرات من الهواء مباشرة، أو يمكن ملامستها من خلال غرض ما، مثل جهاز الهاتف، لوحة مفاتيح الحاسوب، جهاز الحاسوب نفسه أو غيرها، ومن ثم نقلها إلى العينين، الأنف أو الفم.
وتنقسم الأنفلونزا إلى ثلاث مجموعات (أصناف) من الفيروسات هي: A ،B و C :
الأنفلونزا A – يمكن أن يكون المسبّب الرئيسي لتفشّي أوبئة فتاكة على نطاق عالمي، تضرب كل 10 إلى 40 عاما.
الأنفلونزا B – يسبّب تفشّيا أكثر اعتدالا ومحدودية. فيروسات الإنفلونزا من نوعيّ A و B يمكن أن تكون، معا أو على حدة، المسبّب لانتشار مرض الأنفلونزا الذي يظهر كل شتاء. هذا، بينما لم يتم العثور على أي علاقة بين فيروس الأنفلونزا من نوع C وبين ظهور وباء الإنفلونزا.
ويظل فيروس الانفلونزا C مستقرا، نسبيا، بينما يمر الفيروسات من نوعيّ A و B بتغييرات دائمة، إذ تظهر منها أصناف جديدة على الدوام، رغم أن الجسم ينتج أجساما مضادة ضد نوع الأنفلونزا الذي أصيب به، لكن هذه الأجسام المضادة لا تمنع الإصابة بالمرض من فيروس الأنفلونزا من نوع أخر. ولذلك، يوصي الأطباء بالتطعيم ضد الأنفلونزا، سنويا.