باحث إسباني يتقصى حضور الأندلس في الثقافة المغربية
هاسبريس :
وضع الباحث الإسباني “خوان كارلوس بيلابيردي أميبا” من “جامعة أوبيدو” في إسبانيا، العديد من المؤلّفات التي تتقصى مكنونات المخطوطات المتعلقة باللغة والآداب والعلوم الشرعية والعقلية وشتى الصلات بين المغرب مع الأندلس خصوصا ومع بلدان الغرب الأوروبي عموما، منذ بداية عمليات النقل الأوروبي لمؤلّفات العلماء المسلمين، ومدى تأثيرها في فترات لاحقة على مسارات الفكر والمعرفة والفنون ومختلف أنماط العيش والحضارة، إضافة إلى مساهمته في تأليف أخرى، ومنها “المكتبة العربية الرومانية”، والتي يدرس فيها التبادلات بين اللغة العربية واللغات اللاتينية خصوصا الإسبانية والبرتغالية والإيطالية والفرنسية، و”عروبة التقاليد العلمية من خلال جوانب انتقال العروبة في النصوص الطبية”.
هذا، ويقف الباحث “بيلابيردي أميبا” عند الجذور الثقافية المتعدّدة للمغاربة الذين تشكّل العادات والتقاليد الأندلسية بعداً أساسياً فيها تجلّى في المعمار والحدائق والزراعة والصناعة وطرق الكلام والحلي والأزياء والطبخ والموسيقى، حيث تعود بدايات التأثّر والتأثير إلى القرن الثامن الميلادي، ودور رموز الفكر والآداب والفنون والتصوف مثل ابن عباد الرندي، مؤسس الطريقة الصوفية الشاذلية في المغرب الأقصى، والفلاسفة إبن باجة،وإبن رشد و ابن طفيل، والطبيب الشهير إبن زهر والمتصوّف الشهير محيي الدين بن عربي،ومعظم هؤلاء إستوطن في المغرب،وتحديدا في مدينة مراكش، عندما كانت عاصمة للمرابطين والموحدين، بعد الرحيل عن الأندلس لظروف خاصة أو عامة، ومهدوا لإنتقال علوم الأندلس نحو المغرب، مما أغنى روافد المغرب الحضارية، وساهم في تطوير الدولة والمجتمع..
وتشير الدراسات إلى أنه خلال حكم المرابطين لإسبانيا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، تلّقى العديد من أهل المغرب تعليمهم في مدارس الأندلس وعادوا إلى مدنهم ليصبحوا مدرّسين فيها، كما أن العديد من فناني الأندلس قدموا إلى مدن تلمسان ومراكش وفاس وصمموا فيها العديد من المساجد والأبنية التي تتشابه مع المعمار الأندلسي.
إلى ذلكـــ ، فـبعد سقوط غرناطة عام 1492،تم تهجير الأندلسيين من المسلمين واليهود قسراً على يد الملك فيليب الثالث بداية القرن الثالث عشر، استقر العديد من علماء وفناني ومفكري وفقهاء وأحبار وحاخامات وحرفيي ومزارعي الأندلس في الحواضر المغربية، بتطوان وسلا وفاس ومكناس، وشفشاون وأزمور وآسفي ومراكش والمغاربية في وهران وتلمسان والقيروان .