إحتفالا بالثامن من مارس اليوم العالمي للمرأة ، تنظم كل من جمعية دلال لحسيكة لفن الملحون، والتراث المغربي، وجمعية لبابة للإبداع والتنمية والتواصل، وجمعية الأيادي المخلصة للتنمية والتضامن،لرئيستها سميرة طايف ، وبدعم من مجلس مقاطعة المدينة مراكش، والمجلس الجماعي بذات المدينة،حفلا فنيا ثقافيا، يوم السبت المقبل 7 مارس الجاري، بمركز رعاية الطفولة “ذكور” في دوار العسكر بمراكش، تقدمه الزجالة الشاعرة فاطمة المعيزي، ويخرجه كل من المبدعين محمد ماماد، وسمية الطايف، تحت نغمات وموسيقى جوق فن الملحون وترانيم مجموعة عيساوة حيث من المنتظر أن تعرف فعاليات الحفل، توقيع ديوان “بوح على قارعة شفاه” للشاعرة بشرى عزيز، المميزة على مستوى التعامل مع التفعيلة شكلا ومضمونا، دلالات وإيحاءات، وزنا وإرتماءات في لجة البوح وعنفوانية القصيدة المغربية الحداثية المعاصرة . كما ستعرف فعاليات الحفل، قراءات شعرية لعدد من الأسماء النسائية الشعرية ، على غرار الشاعرة حفيظة اليوسفاني، كشاعرة تنظم العبارات الطرية والممشوقة كما تتنفس الهواء، والشاعرة منى عبد السلام لعرج، والشاعرة سعيدة عفيف، والشاعرة إلهام زويريق، مبدعة “على الرغم من أنف أبي” ، في إشارة بلاغية حالمة لوالدها الشاعر الكبير إسماعيل زويريق، والشاعرة أمينة فقيري، والشاعرة ثريا أولاد عبد الله، الموقعة لأعمالها الإبداعية بإسم البيضاء، ثريا محمد.
وتعتبر الشاعرة ثريا محمد، إحدى مبدعات التوقيعة الشعرية بمراكش وعلى المستوى الوطني، كومضة إبداعية تعلن لحظات أو مشاهدٌ أو مواقفٌ أو إحاسيس خاطفة مكانيا، ومستدامة زمانيا، تعترم في مخيلتها بألفاظٍ قليلةٍ، كوسيلة من وسائل التجديد الشعري، و شكل من أشكال الحداثة التي تحاول مجاراة العصر الحديث. والواقع، فإن الشاعرة، ثريا محمد تتمكن من التعبير عن آمالها وآلامها، عن تفردها الدلالي، وقوة عباراتها الشعرية، وعن بوحها، ووجدانها ضمن تركيبة أدبية كأنها وميض خاطفٍ عفوي وسهل ممتنع، تتوحد فيه الكينونات الذاتية مع الوقائع الموضوعية، ويختزل من خلال تركيزٍ عالٍ وكثافة شديدة أهداف توقيعاتها الشعرية، ومدى إنصهار حالاتها الشعورية والتأملية مع عمق تمكنها المعرفي باللغة، في سلاسة وبساطة ملموسة،مختزلةٌ بأعلى قدرة للاختزال. ويعرف النقاد العرب والعالميين ، التوقيعة الشعرية بكونها قصيدة قصيرة مكثفة؛ تتضمن حالة مفارقة شعرية إدهاشية، ولها ختام مدهش مفتوح، أو قاطع حاسم، كما قد تكون هذه قصيدة طويلة نسبيا إلى حدّ معين، إذ ما التزمت الكثافة اللغوية والمفارقة الأسلوبية والومضة الدلالية ، والنهاية المتقنة المدهشة، والمسائلة لأفق الإنتظار تماشيا مع متطلبات عصر السرعة والدفق المعلوماتي المؤسس على الإشارة، والرمزيات التي يتطلبها العصر الحالي . وعلى مستوى، تاريخ الأدب العربي، فقد كان قصب السبق في تأسيس هذا النمط الشعريّ،بعد شيوعه في الآداب الإنجليزية والآداب اليابانية، للشاعر عز الدين المناصرة ثم الشعراء أحمد مطر، ومظفر النواب، وسيف الرحبي، ونادر هدى، وزياد العناني، والراحل عبدالله راجع، وجلال الحكماوي. هذا، وإن كانت القصيدة الشعرية التقليدية، عمودية أو حرة، تتميز بالسمات العامّة للقصيدة القديمة والحديثة،منذ العصور الأدبية العربية الأولي كالتفرد والخصوصية، والتركيب، والوحدة العضوية، والإيحاء، فإن التوقيعة الشعرية كمنتوج لفترة ما بعد الحداثة تختص في عدم المباشرة وتنفرد بالاقتصاد في الشكل ، والقوة في الايقاع والوضوح في تركيب الصورة والبساطة في اللغة ونضج الفكرة.