مراكش تودع جثمان الفنان محمد حسن الجندي قبل نقله الى الرباطألقى مجموعة من الفنانين والمنتخبين والفاعلين الجمعويين والممثلين والكتاب والسياسيين والإعلاميين. يتقدمهم ك من عبد الفتاح البجيوي عامل عمالة مراكش، ووالي جهة مراكش آسفي مسؤولون يتقدمهم والي جهة مراكش آسفي و محمد العربي بلقايد عمدة مدينة مراكش زوال أول أمس السبت المنصرم 25 فبراير الجاري، النظرة الأخيرة على جثمان فقيد الساحة الفنية الفنان الراحل محمد حسن الجندي، قبل نقل الى العاصمة الرباط ، حسب رغبة عائلته حيث وري الثرى بمقبرة الشهداء. وكان الفنان المغربي محمد الحسن الجندي قد توفي عن عمر يناهز 78 سنة في إحدى المصحات الخاصة بمراكش بعد صراع مع المرض .
هذا، وقد أجمع فنانات وفنانون مغاربة غالبيتهم ينحدرون من مدينة مراكش، خلال شيوع نعي الفنان محمد حسن الجندي ، الممثل السينمائي والمخرج والكاتب المسرحي، صبيحة السبت بمراكش عن عمر ناهز 79 عاما، أن غياب الراحل يشكل خسارة كبيرة للمشهد الفني والثقافي المغربي والعربي، وخسارة لا تعوض نظرا للقيمة الرمزية التي احتلها الفنان الراحل على المستوى الوطني والعربي والدولي. وفي هذا الصدد، قال الفنان عبد الحفيظ البناوي، مدير مهرجان الأغنية الغيوانية أن محمد حسن الحندي كان رجلا شهما مكافحا وفنانا بمعنى الكلمة، معلنا أن مواهب الراحل كانت تتوزع بين الأداء والتأليف والتلحين ، وكان قوي الإخلاص للميدان وودائم الغيرة على المشهد الفني والثقافي المغربي بإستمرار .
في حين أبرز الفنان الممثل أحمد العاديلي كان أستاذا متواضعا، تتلمذ الكثيرون على يديه واستفادوا من دون من منه أو تفاخر ، إذ كان يشكل مدرسة كبيرة في الأخلاق والتلقين والتراث، ولدى الجمهور المغربي الذي ظل يكن له المحبة والتقدير. وأوضح الفنان عبد الكريم القصبيجي،عضو مجموعة جيل جيلالة، أن الراحل محمد حسن الجندي كان فنانا من عيار الكبار ، وأغنى الخزانة الفنية بأعمال رائدة في مجالات في مدالات الكتابة الدرامية والإخراج الإذاعي والتلفزي والتشخيص. في حين صرح الفنان المخرج والممثل عبد الله فركوس أن فقدان الجندي شكل حزن جماعي للعديد من الفنانات والفنانين، إذ كان أبا روحيا للأسرة الفنية المغربية، ورمزا من الرموز الثقافية التي لا تتكرر بسهولة، على غراره تحدث الفنان المسرحي محمد زروال إلى أن الفقيد الفنان محمد حسن الجندي أعطى في مجالات الدراما والتلفزيون والمسرح ماقل نظيره، خاصة على بمستوى صوته المتميز، وأدائه الصادق بشهادات فنانين كبار من العرب والأجانب.
كما أشارت الفنانة المسرحية والممثلة التلفزيونية لطيفة عنكور أن إبداع الفنان الراحل في فيلم “الرسالة”، وإمتاعه الجمهور المغربي على مستوى الإذاعة إذ تحلقت أجيال حول الراديو لمتابعة المسلسل الإذاعي الشهير “الأزلية” الذي كان هو معده ومخرجه، وأدى فيها دور وحش الفلا ثم الملك سيف بن يزن وعيروض وغيرهم. ولم يخف الناقد والمؤرخ المسرحي الدكتور عبد الواحد بنياسر أهمية أعمال الراحل محمد حسن الجندي مسرحيات وطنية استعراضية ودلالات أدواره الدرامية في أفلام “ظل الفرعون” و”طبول النار” لسهيل بن بركة و”الرسالة” لمصطفى العقاد و”القادسية” لصلاح أبو سيف و”صقر قريش” لحاتم علي و”بامو” لإدريس المريني، فضلا عن السلسلة الإذاعية “الأزلية” التي تروي قصة “سيف بن ذي يزن” والتي كانت قد حققت نسبة استماع كبيرة. إلى ذلكـ، أشار الأستاذ الباحث في مجالات الثقافة المغربية الأصيلة وفن الملحون، وأحد أشهر نظام الملحون المعاصرين ، أن عطاءات الراحل الجندي، ترجمتها ما حصل عليه من تتويج ، فقد سلمه مركز العالم العربي بباريس عام 1999 وسام “عملة باريس”، كما حصل على وسام الثقافة من جمهورية الصين الشعبية، وكان أول ممثل مغربي يكرم في الدورة الثانية من مهرجان مراكش الدولي للفيلم بــ”نجمة مراكش” رفقة الأمريكي فورد كوبولا والهندي أعمير خان.
من جانبه أوضح المخرج والممثل الفنان حسن هموش، أن عالم الإبداع والفن الدرامي فقد أحد رموزه برحيل محمد حسن الجندي الذي كان يشكل أحد ركائزهما الأساسية. من جهة أخرى، عبر الفنان والممثل عبد الحق التحفي عن يقينه أن الجندي كان سفيرا للإبداع المغربي، مستدلا على ذلك بالأعمال الفنية التي أنجزها على الصعيدين العربي والدولي، داعيا المسؤولين عن القطاع الفني إلى تعهده بالإصلاح وإيلاء الفنانين الحقيقيين القلائل مزيدا من الاهتمام والرعاية . في ذات السياق، أشار الفنان عمر عزوزي على أن وفاة محمد حسن الجندي، تشكل خسارة حقيقية للمشهد الفني الوطني والعربي ، وذكر أن الراحل ترأس نقابة المسرحيين المغاربة، كما اشتغل مندوبا لوزارة الشؤون الثقافية بمراكش من سنة 1992-1999) وكذا محاضرا في مادة الإلقاء بالمعهد العالي للتنشيط الثقافي والفن المسرحي بالرباط