انطلاق الدورة 12 للمهرجان الدولي للرقص المعاصر ،بــ”المشي” : على ثقوب المزامير
محمــد القـنــور :
انطلقت مساء أمس الخميس 02 مارس الجاري بمسرح دار الثقافة الدوديات بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر، بحضور نخبة من رجالات الثقافة و الفن و الإعلام من المغرب و خارجه، بمشاركة فنانات وفنانين من ست عشر دولة من إفريقيا و أوروبا، تشكل فضاء لالتقاء عشاق هذا النوع من الفنون و نافذة للجمهور للتعرف عليه عن قرب، من خلال برمجة غنية و فنانين تم انتقاؤهم بطريقة احترافية تستجيب لكل الأذواق التي تعشق الرقص المعاصر..
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” فإن هذا المهرجان الذي يستمر إلى غاية الحادي عشر من شهر مارس الحالي، يعتبر من التظاهرات الثقافية القليلة على المستويين العربي و الإفريقي التي تهتم بهذا النوع من الفنون، إذ يهدف إلى تقديم فن الرقص المعاصر إلى الجمهور من مغاربة و سياح، باعتباره فنا غنيا و متنوعا يحمل في عمقه الكثير من الرسائل الإنسانية.
وذكر “توفيق أزديو” المدير الفني للمهرجان، أن أهمية مهرجان “نمشي” للرقص المعاصر، تكمن في كون الرقص المعاصر بهذه المنطقة من العالم، فن حي حامل للتغيير، فالتعابير الجسدية سواء في الشارع آو المسرح والنظرات الجديدة على الذات و الآخر المنبثقة من الأعمال الفنية، تجعل من مبدعيها، انطلاقا من المهرجان، فناني المدينة بامتياز و مرآة تعكس آمال السكان و تطلعاتهم و حتى مخاوفهم.
حيث يشرف الفنان “أزديو” على تقديم حصص تكوينية الرقص بالمختبر الذي أسسه سنة 2003، و الذي يرمي إلى تلقين الراقصات والراقصين من المتعلمين الشباب أسس هذا الفن و تعريفهم بضوابطه و أعلامه، يطمح إلى أن يكون مهرجان “نمشي” مستداما ومتاحا للجميع و مكانا لاحتضان الأعمال الشابة، ما سيخلق ديناميكية في التبادل وتقاطع جدي للتجارب يخدم المشاريع المستقبلية للمهرجان و يحقق أهداف منظميه.
و للإشارة، فهذا المهرجان الذي وصل صيته إلى العالمية، و مع توالي دوراته، أضحى موعدا مهما لتصميم الرقص المعاصر “الكوريغرافيا”، و تتجلى هذه الأهمية في كونه فرصة لمصممي الرقص لاستعراض موهبتهم والتعريف بها، كما يمكن الفنانين المغمورين من إثبات وجودهم، فهو بمثابة فرصتهم الوحيدة للالتقاء بجمهورهم ومعجبيهم و لقاء المنعشين في المجال الثقافي .
وتجدر الإشارة، أن المنظمين دأبوا من خلال الدورات السابقة، إلى إخراج الرقص المعاصر من الفئوية إلى الجماهيرية من خلال ربط جسور التلاقح والتواصل مع عشاق هذا الفن، المفعم بالدلالات والحركية والتعبير الإيمائي ، من خلال برمجة عروض بالعديد من الفضاءات بمراكش، كساحة جامع الفنا و مسرح دار الثقافة الدوديات و المعهد الفرنسي و المدرسة العليا للفنون البصرية و دار بلاج، وقصد إشراك الجمهور و عشاق الرقص على نطاق واسع،في فقرات المهرجان المتنوعة و التي ستشمل إلى جانب العروض، دروسا في الماستر كلاس و ندوات و لقاءات بين الجمهور و الفنانين المشاركين من جهة، و بين الفنانين الهواة و نظرائهم المحترفين من جهة أخرى.