إختتمت فعاليات المعرض الافتراضي الدولي للفنون التشكيلية الذي نظمته جمعية زهور للابداع والثقافة والتنمية تحت عنوان “ويزهر الربيع” بمشاركة العديد من الفنانات و الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب من دول الجزائر وفرنسا وتونس واسبانيا والتايوان وبريطانيا والبحرين بالإضافة إلى أكثر من 20 دولة. وسعت جمعية زهور للابداع والثقافة والتنمية،عبر هذا المعرض إلى إتاحة إطلالات للجمهور من عشاق اللون والطيف والإيحاءات الرمزية على مختلف مدارس الفن التشكيلي المغربي والدولي، وبعث روح الامل والتفاؤل والحوار الفني وتبادل الأراء النقدية والمضامين الإستقرائية حول التجارب الفنية المعروضة، ومد جسور التواصل الثقافي والتضامن الإبداعي ضمن فضاء إفتراضي فاعل وهادف خلال فترة الحظر الصحي، والتدابير الإحترازية المفروضة قانونيا في المغرب بسبب تفشي وباء “كورونا كوفيد 19ا” في معظم دول العالم . هذا، وحظيت لوحات الفنانة التشكيلية زهراء حنصالي ، بمشاهدات وفيرة، وتعليقات تحليلية وأخرى شعرية من طرف زائرات وزائري المعرض عبر منصات التواصل الإجتماعي ، نظرا لأهمية التيمات المتعلقة بفصل الربيع التي طرحتها الفنانة حنصالي،والتي ترجمت مدى إرتباط هذا الفصل برؤى الفنانة التشكيلية المسكونة بوهج العبق الإفريقي، ضمن مفردات بصرية تؤكد الرؤية الاستشرافية للزمن “فصل الربيع” مع الذات المبدعة والآخر المتلقي، والمؤسسة لهوية بصرية تفاعل معها الجمهور الزائر للمعرض الإفتراضي على مدى أيام . هذا، وإستطاعت الفنانة التشكيلية زهراء حنصالي من خلال لوحاتها المعروضة تدشين أفق دلالي لتجربتها الفريدة والمميزة في سياق غمرة المساهمة في التحديث بالفن المغربي، وهي تجربة كثيراً ما توضع تحت تسمية “فكر حنصالي التشكيلي”، والتي تُعتبر اليوم الممثّل الرئيسي للحداثة التشكيلية في مراكش،المنظلقة من جدور الثقافة الإفريقية، على الرغم من موازاتها لتجارب تشكيلية كثيرة بدأت تؤسس لها تجارب فنية من طرف الأجيال الشابة.
ففي المعرض التشكيلي ، الذي إنطلق إفتراضيا من مدينة مراكش، عمدت الفنانة التشكيلية المغربية، زهراء حنصالي من خلال لوحاتها المعروضة إلى إقامة حوار داخل لوحاتها بين تراث المغرب البصري من خلال مختلف روافده الحضارية، وبين تجلياته وإمتداداته اللونية والشكلية المترجمة بفنون أخرى ذات علاقات عميقة بأشكال متنوّعة من المواد البصرية المغربية؛ مثل الزرابي والأزياء والحليّ والمعمار، والعناصر التي اشتغلت عليها الفنانة حنصالي على مستوى الألوان ومن حيث الظلال والأطياف والخطوط، وتحويلها إلى تتحوّل أغراض الحياة اليومية إلى مادّة للفن تستوعبها اللوحة بمفهومها الحداثي.
هذا، وتستمرّ الفنانة التشكيلية المغربية، زهراء حنصالي في الحفر لونيا ضمن إشتقاقات بصرية لتقديم المزيد من المعاني حول أعمالها الطبيعية وشخوصها الحاضرة وتيماتها التجريدية التي ترصد بهاء فصل الربيع بكل تحوّلاته الزمنية عبر اليوم والساعة ومابين الدقيقة والدقيقة وبجميع طبقاته الطبيعية التي يهيمن عليها الشكل والطيف ،في “أمزجة” تتدرج من القتامة إلى النصوع، ومن الألوان الثقيلة، واللطخة القوية بالفرشاة، ونتوءات الملمس الطفيفة، إلى ذاكــ الزخم المركب وتلكـ الطاقة الكامنة في العمل الفني التي تهيمن على المشهد بالكامل داخل كل لوحة من لوحات الفنانة، ضمن ثلاثة ألوان أساسية هي الأزرق والأخضر والأحمر، ليبحر في إتجاه الإشتقاق اللوني ، والذي يرصد كل الأمزجة المختلفة للطبيعة في الربيع، والتي تبدو كما لو أنها لحظات متفرّقة من مزاج عاطفي متمركز نحو “انفجار” فضي للضوء المتأرجح مابين الغموض والمكاشفة، وما بين السكينة والجموح في أكثر هذه اللوحات الجديدة للفنانة حنصالي .