إنتكاسة المشهد الثقافي والركود الفني بمراكش، ليس فقط بسبب كورونا

هاسبريس :

على إثر الوضعية المقلقة التي يعيشها المشهد الثقافي والفني بالمدينة الحمراء، وعلى مستوى مختلف أقاليم جهة مراكش أسفي، وهي الوضعية التي باتت تطرح اكثر من علامة إستفهام، حول الأسباب والدوافع الكامنة من وراء هذا التراجع المخيف والركود المهول الذي جعل مراكش حاضرة الجهة الزاخرة بالتنوع الثقافي والتعدد الفني تعيش انتكاسة حقيقية، ليس سببها حسب أغلب المراقبين والمتتبعين للحياة الثقافية فقط جائحة كورونا، التي ضربت كل بلدان العالم، وإنما نتيجة للغياب الشبه التام لرؤية واضحة والإفتقار لمنهجية سليمة وتدبيرإداري قويم لما يمكن أن تكون عليه الحركية الثقافية والمجالات الفنية، كأحد أهم شرايين الحياة العامة.


هذا، وكشف الفرع الجهوي لجهة مراكش آسفي بالفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة في بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” أن محاولات هذا الأخير تكررت كقوة اقتراحية، من أجل المساهمة في وضع تصورات ذات أبعاد إستراتيجية تنموية تروم وضع اللبنات الأساسية لتفعيل المشهد الثقافي بالجهة ، من خلال عدة لقاءات مدير قطاع الثقافة التابع لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بجهة مراكش اسفي،منذ 18 يونيو المنصرم سعت إلى حصر العديد من الإشكالات المتعلقة بالبنيات التحتية الثقافية، وبالبرنامج التفصيلي الثقافي والفني الجهوي وحول الدعم المخصص للقطاع المسرحي على مستوى جهة مراكش آسفي، اعقبه بلاغ صدر بتاريخ 24 من نفس الشهر يونيو المذكور، يروم التحسيس ولفت الإنتباه حول ضرورة اسهام الفرع الجهوي لجهة مراكش آسفي بالفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة في الأنشطة الاشعاعية للمديرية الجهوية المعنية ، لضمان إستمرارية النشاط الثقافي الفني، ومن أجل التخفيف من أثر الأجواء السلبية لجائحة كورونا،سواء بالنسبة للجمعيات المسرحية التي لم تستفذ من الدعم الاستثنائي الذي خصصته الوزارة الوصية على القطاع، على غرار الفرق التي سبق لها أن تقدمت برسالة تظلم بتاريخ 29 شتنبر الفارط ، عبر للفرع الجهوي أو الأشخاص الذاتيين من فنانين مكرسين ممن تقدموا في وقت لاحق بإنتاجاتهم مصورة عن طريق وسائلهم الخاصة بتوافق مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي ، حيث تمت العملية التوثيقية بوساطة الفنان محمد بن المقدم عضو المكتب الوطني للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة .

وأبرز ذات البلاغ، أنه على الرغم من كل هذا المسار الزمني وتبعاته المتعلقة بالجهود اليومية وبإقرار إستمرارية التواصل والاتصالات، اتضح أن تجاوب المسؤولين عن القطاع الثقافي بالجهة لم يكن سوى در الرماد في العيون، ترجمه طول الانتظار الذي دام ازيد من ستة أشهر، حيث بدا أن اللقاء الذي جمع أعضاء الفرع الجهوي لذات الفيدرالية لم يكن سوى شكليات غير ذات جدوى، ولم تترتب عنها أي إجراءات عملية، لتظل نفس الإشكالات عالقة، ولتبقى دار لقمان أو بالأحرى “دار الثقافة” على حالها من الجمود والتراجع، ودوام السُبات .

وشدد بلاغ الفرع الجهوي لجهة مراكش آسفي بالفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة على ضرورة العودة إلى مضامين اللقاء السالف الذكر مع المدير الجهوي لقطاع الثقافة ، والعمل على تفعيل مقتضياته وفق مقاربة تشاركية أكثر نجاعة وجدية، كما طالب ذات الفرع بتسريع بدء الاشغال بمسرح دار الثقافة الداوديات في مراكش، والحيلولة دون إغلاق ابوابه الذي دام لأكثر من سنة ، حيث لازالت اشغال الإصلاح به لم تنطلق بعد، خاصة وانه المتنفس الوحيد بمراكش كمدينة ظلت تعتبر قاطرة للفعل الثقافي والإنتاج الفني الوطني
كما طالب البلاغ المعني بضرورة التجاوب مع الطلبات التي وضعتها الفرق المسرحية من اجل الاستفادة من دعم المديرية الجهوية المذكورة ، وتأهيل القاعة الصغرى في نفس دار الثقافة الداوديات بمراكش، وتأهيلها لاستقبال العروض الفنية بشكل لوجيستيكي وتقني عملي، مع تأهيل فضاء الهواء الطلق المتواجد بذات المؤسسة المذكورة كفضاء يمكنه أن يلعب دورا اساسيا في تفعيل الحركة الفنية الثقافية، ولقدرته الوظيفية في استقبال مختلف الأنشطة الثقافية والإبداعية الفنية المتنوعة ،وإخراجه من الركود الذي ظل يغمره لسنوات طوال وضعته في طي النسيان، مع توسيع دائرة التكوين المسرحي لأهميته القصوى في تأهيل المشهد المسرحي وجعله قادرا على الاندماج وتطوير الصناعات الإبداعية التعبيرية والتشكيلية .

في ذات السياق، دعا ذات الفرع إلى تسريع الإعلان عن طبيعة البرنامج السنوي للمديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي مع الكشف عن حصة الدعم المخصصة لأب الفنون المسرح في خريطة برامجها، والمطالبة بفتح الفضاءات امام الأنشطة المراعية للتدابير الاحترازية، والإجراءات الوقائية للحيلولة دون تفشي وباء “كورونا كوفيد 19” في افق بدء التلقيح العام ضد الجائحة .

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.