جمعية المرأة للفنون بمراكش تحتفي بالإعلامية الزجالة نهاد بنعكيدا

هاسبيريس :


تخليدا لليوم العالمي للمرأة واليوم العالمي للشعر، نظمت جمعية المرأة للفنون بمراكش التي ترأسها الفنانة ‏الممثلة لطيفة عنكور يومه السبت 18 مارس الحالي بدار الثقافة بالداوديات، حفل توقيع ديوان ‏‏”انا وراسي” ‏للزميلة الإعلامية “نهاد بنعكيدة” الشاعرة الزجالة والذي قام شخصي المتواضع بتقديم فقراته،حيث تضمن ‏قراءات زجلية للزجالة المحتفى بها، وتحليل نقدي لمرامي بعض قصائد الديوان من طرف الدكتور “محمد ‏رمصيص”، وقراءات شعرية لشعراء لكل من الزجالين “ادريس بلعطار” ‏و “رضوان ايت مقور” ‏حيث إمتزجت شعلة الإبداع الشعري الزجلي عبق الكلمة المغربية الدارجة، بكل تفاصيلها الدلالية وإيحاءاتها ‏ومعانيها ، بهارمونية موسيقى الأستاذ المايسترو “عز الدين دياني” والفنان المطرب”محمد العمراني”، ‏وبوصلات موسيقية فلكلورية لفن الكناوي، ضمن حضور نوعي من المبدعات والمبدعين الكتاب والشاعرات ‏والشعراء الزجليين، والعديد من الوجوه المسرحية والثقافية بجهة مراكش آسفي خصوصا ومن عموم الوطن ‏بالإضافة إلى فعاليات منتخبة وجمعوية . .


ومهما يكن، فقد ظل يشكل إحياء اليوم العالمي للشعر منذ سنة 1999، عندما أعلنته منظمة الأمم المتحدة ‏للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” دعوة مفتوحة للتفكير في قوة اللغة الشعرية وفرصة لحصر الخلاصات ‏في دور الشعر الأساسي في نشر ثقافة السلام، في عالم يتميز بتفاقم العنف والإرهاب ومعاداة الإختلاف.‏
وعليه، فطبيعي أن يحتفي اليوم العالمي للشعر، الذي يتم إحياؤه يوم 21 مارس من كل سنة، بالقصائد ‏وبالموسيقى الشعرية كأحد أشكال التعبير والهوية والثقافة الأكثر أهمية بالنسبة للإنسانية.‏
فالشعر كان ولايزال يمارس على مدى حقب التاريخ الإنساني وفي كل الثقافات وبجميع القارات، يخاطب ‏الإنسانية الجماعية والقيم المشتركة، ليبقى محركا قويا للحوار وللفضيلة والإنسانية والكلمة الدافقة من ‏الوجدان والروح كرسالة من أروع الرسائل التي أبدعها الإنسان إحتفاء بالذات وبالآخر وتعبيرا عنهما.


وطبيعي ، أن تظل للشعر مكانته المرموقة ، خصوصا في عصرنا الذي نواجه فيه مجمل الكوارث الطبيعية، ‏والأنانيات المفرطة، والتحولات المناخية والفقر والفوارق الاجتماعية، والتطرف العنيف،والإنحلال ‏والدغمائية، وطبيعي كذلكــ أن يظل الشعرمن أسمى ما أبدعه الإنسان ، وما تفتقت عن الحضارات والبشارات ‏والإحالات، ونافذة على التنوع المدهش للإنسانية، ليتحدى مختلف نكسات الأزمنة المضطربة، وليدوم ويبقى ‏كمصدرا للأمل ووسيلة لمشاطرة معنى الحياة على الأرض ، في فنية عارمة ، تتم بصياغة الكلمات، ‏والارتفاع بالمعاني و بالصور، تعبر العصور، والفضاء والثقافات نحو قلوب وأحاسيس الناس مباشرة تجعله ‏يمتلك سلطة لا تضاهى على المكان وعلى الزمان وعلى العقل البشري بعد ذالكـ وقبل ذالكــ. والواقع، أن ‏الشعر يتيح الانفتاح على الآخرين والتواصل معهم ، ويدفع من أجل إغناء الحوار الذي يحفز كل التقدم الذي ‏حققته الإنسانية ويوطد نسج روابط بين الثقافات. ‏
وقد طالما إعتقدت أن كل كلمة، وكل معنى وكل قصيدة ،تظل كونا فريدا ، يعكس عالمية التجربة الإنسانية ‏ويبرز تلكــ الرغبة في الإبداع التي تتجاوز كل الحدود والنجوم والمتاريس .‏
واعتبارا لأهمية الشعر في رقي المجتمعات، فقد خصصت المنظومة الدولية يوما عالميا للشعر تكريما له ، ‏كشكل من التعبير القويم الرفيع، يسهم في التعدد الإبداعي،والثقافي، ويلامس الفكر والطبيعة والإنسان والقيم ‏، بخصوبة الألفاظ ورقة الصور والتماهي مع الأشياء، التي ليست سوى إنعكاس عن أنماط إدراكنا وفهمنا ‏للعالم، تؤثثه ترابطات اللغة الشعرية، ومجازاتها،وأغراضها وأشكالها البيانية والذوقية ونحوها الخاص، مما ‏يجعل هذا الفن الجميل وجها آخر للحوار بين الحضارات والثقافات.‏


وإذ كان في المغرب، إحياء هذا اليوم يبرز تطور الحركة الشعرية بكل مساراتها، في ظل تنامي الظاهرة ‏الشعرية وتزايد عدد الشاعرات و الشعراء المغاربة، فإن في الواقع ، أن الحركات الشعرية بالمغرب عززت ‏ثقافة السلام والتعايش السلمي، المتجذرة في صلب المجتمع المغربي منذ فجر الأزمنة لتجعل من المملكة بلدا ‏ذا ثراء ثقافي متميز تفاعلت فيه كل الحضارات والروافد الثقافية من عروبية وأمازيغية وموريسكية وإفريقية ‏وحسانية وعبرية التي تعاقبت عليه، كما يبعث تخليد هذا اليوم ذاكــ التقليد الشفهي المرتبط بالقراءات ‏الشعرية، ويساعد على النهوض بالقراءة، والكتابة، وعلى إبداع وتلقين الشعر، وتشجيع التقارب بين الشعر ‏والفنون الأخرى كالمسرح والكتابة الأدبية والنحث والرقص والمعمار والسينما والموسيقى والتشكيل .‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.