صدر حديثا كتاب ” النشاط الاقتصادي في مغرب ما قبل الإسلام، الذي ألفه الباحث الجامعي علي واحدي ،كدراسة أركيولوجية لمدينة وليلي ومجالها الحيوي ومحيطها الخارجي”، وذلك ضمن سلسلة ” شرفات” التي تصدرها دار النشر الزمن.
وذكرت مقدمة الكتاب، أن هذا الأخير يعتبر لبنة في بناء معرفة خاصة بالتاريخ الاقتصادي لمغرب ما قبل الإسلام ، من خلال التركيز على مدينة وليلي، مع الإشارة إلى أن اختيار هذه المدينة كمركز اقتصادي في ذلك الوقت، أملته عدة اعتبارات منها، موقعها المحصن ومناخها الصحي ، وأرضها الصلبة ، ومياهها الوافرة ، وقربها من الجبال .
وحسب ذات المقدمة، فإن وليلي شهدت نموا عمرانيا خلال القرنين الثاني والثالث الميلادي خلال التواجد الروماني بها ، حيث شيد سورها وحيها الشمالي الشرقي الذي يضم العديد من المنازل الرومانية المزودة بمرافق اقتصادية تبرز في العديد من المتاجر ، دكاكين الحرفيين ، الحمامات ، ومعاصر الزيتون ، المطاحن.
إلى ذلكــ ، تشتمل مضامين الكتاب ، إلى ثلاثة أبواب تعالج الأهمية الكبيرة التي كانت تكتسيها وليلي ، وقتئذ ، في المجالات الفلاحية والصناعية والتجارية ، مبرزا أن مدينة وليلي تحولت وقتئذ إلى سوق يلتقي فيها المزارعون ومربو الماشية ، بتجار المدينة ، وتجار الولايات والمدن الرومانية ..
كما يتناول الباب الأول المكون من فصلين ، جوانب تتعلق بتضاريس ومناخ مدينة وليلي ومجالها الجغرافي ومنتجاتها الفلاحية.
أما الباب الثاني المكون من فصلين ، فيتطرق للصناعات المرتبطة بالفلاحة ، والمتمثلة في المطاحن والمخبزات ومعاصر الزيتون ، علاوة على صناعات الصوف والجلد ، وحرف البناء، وصناعة الخزف، وصناعات أخرى .
ويركز الباب الثالث المكون بدوره من فصلين ، على علاقات مدينة وليلي التجارية بباديتها، علاوة على علاقات وليلي بكل من موريتانيا وإسبانيا وإيطاليا ، حيث يشير الكتاب أن وليلي عرفت خلال تلك الفترة رخاء اقتصاديا ساعدها على تحقيق تلك المنجزات ، بل ساعدها على أن تصير مدينة داخلية لها القدرة على استقطاب العديد من المهاجرين من جميع أنحاء الأمبراطورية الرومانية ، بمن فيهم التجار .