تحت عنوان “لغات الخطاب الديني وأسئلة التلقي المعرفي”نظم مركز عطاء للبحث في اللغة وأنساق المعرفة، مؤتمره الأول على مدار أيام 21، 22و23 دجنبر بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمدينة مراكش، تكريما للدكتور مولاي المامون المريني أستاذ العبرية ومقارنة الأديان،وذلكـ، بمناسبة إصدار كتابه “اللُّمَع” للنحوي الأندلسي أبو الوليد مروان بن جناح القرطبي، 2021، في إطار التنزيل الاستراتيجي لأهدافه العلمية.
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” من المنظمين، فإن مؤتمر عطاء العلمي يأتي كتتويج لسنة من العمل الأكاديمي،إنكب من خلالها نخبة متخصصة ووازنة من الباحثين الأكاديميين،على عدد من الأعمال العلمية في مختلف تخصصات العلوم الإنسانية، قاربوا عبرها موضوع اللغات خصوصا باللغتين العربية والعبرية، كلغتين وُظِّفتا لإبلاغ المقاصد الدينية.
هذا، وتناولت مداخلات المشاركين، مختلف الخصائص الذاتية للغتين العربية والعبرية، وتفاعلاتهما الوجودية واللسانية والثقافية وامتداداتهما الوظيفية، مما شكل فرصة للتذكير بمكانة مدينة مراكش العلمية والفكرية والدينية والحضارية وتاريخها الزاهر الذي أثثت لحضارات متنوعة ولغات متعددة على امتداد التاريخ، وإستمرت حاضرة تاريخية كإشعاع قوي للهوية المغربية وللحضارة الوطنية، وعلى اعتبار مراكش، حاضرة عريقة إحتضنت جميع أنماط الفنون التعبيرية والتشكيلية، وشتى ضروب العلوم الشرعية والوضعية والفكر الديني والفلسفي، فضلا عن كونها مدينة كانت ولا تزال من أهم الحواضر الإسلامية والعربية والإفريقية، ونقطة تاريخية لإلتقاء الديانات بلغاتها مع الحفاظ القوي على خصوصيتها. وكانت أمسية الاحتفاء بالدكتور مولاي المامون المريني،من خفقات قلب الدورة الأولى لمؤتمر”عطاء” الدولي، وذلكـ، بحضور العديد من الأكاديميين والباحثين والفنانين والأطياف السياسية والنقابية والجمعوية، ورجال ونساء الأعمال والأوساط الاقتصادية، وممثلي وسائل الإعلام الوطنية، بالإضافة إلى أفراد عائلة المحتفى به،وزملاء دربه المهني والأكاديمي،يتقدمهم العلامة أستاذ الأجيال الدكتور أحمد شحلان،حيث شكلت ذات الأمسية، لحظات إعتراف وتثمين للمريني كإسم بارز في الدراسات الشرقية واللغوية ومقارنة الأديان،وعَلمَ من أعلام الجامعة المغربية،ومدينة مراكش،إستطاع أن يراكم رصيداً معرفيا وعلميا وثقافيا،شكَّل غاية إنسانية من الغايات التي ركزت عليها فعاليات المؤتمر المذكور،والمتعلقة بدراسة لغات الخطاب الديني،كمحور يروم ترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر،واحترام الخصوصيات الدينية والثقافية التي طبعت الحضارة المغربية بشتى روافدها.
ومعلوم، أن مسار الدكتور المحتفى به، مولاي المامون المريني مثل تشخيصا حيا لهاته القيم وتجسيدا لها خاصة،وهو يُصدِر كتابا بثقل حضاري وشهادة قوية على ضرورة العمل المشترك بين الدارسين والمتخصصين خدمة للغات الخادمة للنصوص الدينية.
فقد ولد أستاذ التعليم العالي المتقاعد حاليا،مولاي المامون المريني والمتحصل على العالمية العليا،بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء حاليا،بمدينة مراكش،ودرّس بكل من جامعة محمد الخامس وجامعة الحسن الثاني،وجامعة القرويين وجامعة القاضي عياض،كأستاذ للغة العبرية والديانة اليهودية،كما درس بمعهد الدراسات الإسلامية.
كما شغل الدكتور المحتفى به، مولاي المامون المريني، المتخصّص في اللغة العبرية واللغات السامية وفقهها، والمهتم بالسمات الثقافية والحضارية والتاريخية لمدينة مراكش،منصب رئيس شعبة اللغة العربية وفقهها سابقا،بكلية اللغة العربية بمراكش،ونائب العميد في البحث العلمي والتعاون سابقا، بكلية اللغة العربية بمراكش،كما أطر المريني أكثر من مائة مرشد سياحي في اللغة العبرية والثقافة اليهودية،بمراكش.
وفيما يتعلق بمساره التكويني الأكاديمي، فقد حصل مولاي المامون المريني، على إجازة في اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، بالرباط سنة 1980، وعلى الإجازة في اللغة العبرية، من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية ، في باريس سنة 1982،ودبلوم الدارسات المعمقة في لغات وحضارات الشرق القديمة، جامعة السربون بباريس سنة 1983 ،ودكتوراه السلك الثالث،تخصّص لسانيات، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية،عين الشق،بالدار البيضاء،في موضوع”كتاب اللمع ” للنحوي اليهودي الأندلسي مروان بن جناح القرطبي،جمع ومقابلة سنة 1987، وتحصل على دكتوراه الدولة،سنة 2002،تخصّص لسانيات،من كلية الآداب والعلوم الإنسانية،عين الشق، بالدار البيضاء. في موضوع تقديم ودراسة لكتاب اللمع للنحوي اليهودي الأندلسي مروان بن جناح القرطبي.
في نفس السياق، أسس الدكتور المريني، ونشط في العديد من الجمعيات الثقافية، فكان عضوا مُؤسِّسا للجمعية المغربية للدراسات الشرقية، وكاتبا عاما حاليا لها،وعضوا مؤسسا لمنتدى جليز، ومنسق لجنته الثقافية حاليا،وعضوا مؤسسا للجمعية المغربية للدراسات المعجمية،ومنسقا سابقا لمركز البحث في مناهج اللغة العربية واللغات السامية بكلية اللغة العربية،فضلا عن جمعيات اجتماعية، كعضو مؤسس لجمعية النخيل بمراكش،وعضو مكتبها حاليا، وأستاذ مؤطر في المعهد المغربي للتنمية المحلية بمراكش، وعضو اللجنة الاجتماعية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي،ومؤطّر منذ سنة 2001 للعديد من الدورات التكوينية الخاصة بدعم المشاركة السياسية للنساء، وخبير في هذا المجال لدى جمعيات ومنظمات وطنية ودولية.
إلى ذلك، تميز المسار النقابي للمحتفى به الدكتور مولاي المامون المريني، بالكثير من المحطات النضالية، كعضو مؤسّس للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الآداب،عين الشق،بالدار البيضاء،كما إنتخب عضوا باللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي،خلال المؤتمرين الوطنيين الثالث 1983، والرابع 1986،ومستشار جماعي سابق بمجلس مراكش المدينة.
ومن أبرز مؤلفات الدكتور المريني، كتاب اللمع للنحوي اليهودي الأندلسي مروان بن جناح،الصادر سنة 2021، ومسار أنموذج من المستشارات الجماعي فترة 2002 ـ 2007، وكتاب أيوب، ذكرى أنبياء أخر الصادر سنة 2015، فضلا عن كتاب الدراسات النحوية العبرية قبل ابن جناح، الذي لايزال قيد الطبع.
وإرتباطا بنفس المنوال،فقد نشر الدكتور المريني مجموعة من المقالات والبحوث بمختلف الجرائد والمجلات المغربية والعربية،حول التاريخ وتاريخ الأديان والحضارات وعلوم اللغة والفنون والآداب كما شارك، في عدد من الكتب الجماعية.