بقاعة بيير بيرجي بمتحف إيف سان لوران ، المحادي حديقة ماجوريل في مراكش، نظمت وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية بشراكة مع سفارة إسبانيا بالمغرب ومعهد ثيربانتيس بمراكش وبتعاون مع متحف إيف سان لوران بمراكش، حفلا موسيقيا لموسيقى الجاز للفنانة ماريا تورو، وذلك اليوم الأربعاء 26 أكتوبر الحالي، وذلكــ في إطار النسخة الثالثة من البرنامج الثقافي “Visages” (وجوه)، المنظم من طرف وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية، بالتعاون مع سفارة ذات البلد بالرباط، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، وشبكة معاهد “ثيرفانتيس” في المغرب، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، والمؤسسة الوطنية للمتاحف، إضافة إلى مؤسسات ثقافية مغربية أخرى.
والواقع، أن الفنانة ماريا طورو قضت سنوات تمهد الطريق نحو لغتها الخاصة انطلاقا من فكرة ولدت في أحضان الفلامنكو، وترعرعت بين ألحان الجاز. حيث تأثرت بالموسيقى المحلية للعديد من البلدان دون أن تهجر جذورها الثقافية الإسبانية،كما إستلهمت العديد من صبغات العزف المنفرد من ثقافات أخرى، خلال أسفارها المتعددة مما أضفى على مقطوعاتها الموسيقية الفردية نمطا خاصا من التنوع والفرادة والنوعية، في تآلف هارموني رفقة فنانين أوروبيين مميزين أو مع فرقة جاز نيويوركية أو مع قامات برازيليةموسيقية مرموقة.
ومهما يكن، فقد ظل مشروع ماريا طورو الموسيقي يتمتع بقواسم مشتركة يجسدها مزمار ماريا المتميز، حيث تحظى طورو بشخصية موسيقية يمكن تمييزها منذ النوتة الأولى، إنطلاقا من تمكنها في الجمع بين مهاراتها في التأليف الموسيقي وبين المستوى المرموق من التوظيب والإنتاج الذي يحمل بصمتها بغض النظر عن مرافقيها، مما يشير إلى حقيقية واضحة تفرض نفسها: الموسيقى لا تعرف الحدود. وعندما تُبحر هذه الموسيقى بين أمواج مزمار ماريا، فإنها تصبح عالمية من دون أي شك.
كما طورت ماريا طورو موسيقاها بواسطة مكونات مختلفة حسب البلد الذي تعمل فيه، مما مكنها خلال السنوات الخمس الأخيرة، من تقديم عروضا فنية على مسارح إسبانيا وسويسرا والولايات المتحدة والبرازيل حيث عاشت فيها هذه الفنانة.
وللإشارة، فإن النسخة الأولى من “وجوه”، كانت قد تزامنت مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين مملكتي إسبانيا والمغرب، عام 2016، حيث شهدت سبع مدن مغربية، الرباط ومراكش وتطوان والدار البيضاء وفاس وطنجة وأكادير، تنظيم سلسلة من الأنشطة الثقافية .
كما يهدف ذات برنامج “وجوه” بالأساس إلى دعم وتعزيز الحوار والتعاون بين المتخصصين في مختلف التعبيرات و التظاهرات الثقافية بالبلدين إلى جانب تكريس آليات ومرتكزات التقارب وتقوية أسس تعاون مستقبلي مثمر من شأنه أن يساهم في تحقيق التفاهم وحسن الجوار بين المغرب وإسبانيا.