من أعلام جامعة ابن يوسف الأستاذان : إبراهيم الهلالي ومحمد الطوكي
الحلقة الثانية والأخيرة
2 – على مستوى المضامين : انطلاقا من الموضوعين المذكورين للأستاذين :إبراهيم الهلالي ومحمد الطوكي : ( ظاهرة تبذير الأموال في المواسم المنحرفة ) و ( الاحتفال بالمولد النبوي في المغرب بين المدونات الفقهية والمصادر التاريخية ) وبالاطلاع على مزيد من المقالات الخاصة بالأستاذين في الأعداد المتوفرة لدي من مجلة جامعة ابن يوسف يمكن الوقوف على الملاحظات الموضوعية التالية :
2 – ا – على مستوى التراكم والإحصاء أشير بالنسبة للإستاذ إبراهيم الهلالي إلى العناوين التالية :
– التربية الإسلامية وأثرها في إسعاد المواطن والمجتمع نشر بمجلة جامعة ابن يوسف العدد الأول 2002م ، الصفحة : 345 .
– تحية الانتفاضة العربية ، قصيدة شعرية نشرت بالعدد السابق ، الصفحة : 381 .
– ظاهرة تبذير الأموال في المواسم نشر بمجلة جامعة ابن يوسف ، العدد المزدوج العاشر والحادي عشر 2011م ، الصفحة : 263 .
– انتفاضة الأمة العربية : قصيدة مهداة إلى جميع الشعوب العربية المجاهدة ، نشرت بالعدد السابق ، الصفحة : 417 .
– الكلمة الافتتاحية للعدد المزدوج الرابع عشر والخامس عشر 2014م من مجلة جامعة ابن يوسف ، الصفحة : 7 .
– ازدهار الحضارة العربية والأندلسية في مراكش على عهد الموحدين والسعديين ، العدد المزدوج السابق ، الصفحة : 327 .
– قلت لجلالة الملك وأنا بين بين يديه الكريمتين نشر بمجلة جامعة ابن يوسف ، العدد المزدوج الخامس عشر والسادس عشر 2016م ، الصفحة : 11 .
– أسباب الملكية العقارية بين القانون الوضعي والفقه الإسلامي بالمغرب ، العدد المزدوج السابق ، الصفحة : 467 .
– قصيدة مراكش الحمراء ، العدد المزدوج السابق ، الصفحة : 599 .
وبالنسبة للأستاذ محمد الطوكي أشير إلى مقالاته التالية الواردة بمجلة جامعة ابن يوسف وبترتيب الأعداد كما ورد عند الأستاذ إبراهيم الهلالي :
– التعليم الجامعي ونهضته بجامعتي القرويين وابن يوسف بمراكش ، العدد الأول 2002م ، الصفحة : 101 .
– علم التوقيت ودور علماء جامعة ابن يوسف ، العدد المذكور ، الصفحة : 275 .
– الاحتفال بالمولد النبوي في المغرب عبر العصور ، العدد العاشر والحادي عشر 2011م ، الصفحة : 181 .
– كلمة حول نضال الشيخ الرحالي الفاروق للعلامة عبد الله كنون ، تقديم وتلخيص وإضافة الأستاذ الباحث محمد الطوكي ، العدد السابق ، الصفحة : 297 .
– قضايا نسوية من خلال فقه سيدتنا عائشة ، العدد الرابع عشر والخامس عشر 2014 ، الصفحة : 301 .
– مفاتح الغيب للرازي : الدلالة ، دوافع الكتابة وحدود التأويل البلاغي ، العدد المزدوج الخامس عشر والسادس عشر 2016 ، الصفحة : 381 .
هذه هي المقالات التي أستطعت جمعها والاطلاع عليها للأستاذين الجليلين إبراهيم الهلالي رحمه الله ومحمد الطوكي اطال الله عمره بحسب ما تحت يدي من أعداد مجلة جامعة ابن يوسف ، والمقارنة المبدئية بين الرجلين تقول إنهما متكاملان من الناحية المعرفية ، فالهم الفكري الذي هو هاجس عندهما يتلاقى في كثير من النقط المشتركة ، بالإضافة إلى دلالتهما على مستوى أساتذة وطلاب جامعة ابن يوسف العالي ، ورغبتهما في الإصلاح وتقدم البلد ، وسعيهما لإحياء جامعة ابن يوسف ، ولا خوف على الجامعة المذكورة بعد أن انتثرت من الواقع التعليمي المغربي بسبب عوامل متعددة ومختلفة بوجود مثل الأستاذين المذكورين وغيرهم ممن جاهد في ميدان العلم ، واستطاع أن يترك أثره حيا ، يدل عليه وعلى الجامعة اليوسفية ، وعسى أن يأتي يوم مرتقب ، نتمنى أن يكون قريبا تواصل فيه المسيرة العلمية من جديد بزخم الماضي ، ومعطيات الحاضر ، للوصول إلى مستقبل زاهر بمنجزات فكرية أصيلة وإضافية ، تجدد وتطور ، وتغرس القيم والعلم الصحيحين بمختلف تلاوينهما واتجاهاتهما في النفوس والعقول .
2 – ب – على مستوى الأفكار : يلاحظ أن هناك تنوعا في طبيعة المواضيع التي تطرق إليها كل من الأستاذين : إبراهيم الهلالي ومحمد الطوكي على غرار التنوع المشاهد على صفحات محتوى مجلة جامعة ابن يوسف ، سعيا منهما لبلوغ درجة الإحاطة والتمكن من جهتين : جهة المعارف الإنسانية بصفة عامة ، وجهة مقتضيات الموضوع المدروس فكريا مع الإشارة إلى المستوى العلمي الرائق للكُتَّاب والرؤية المتحكمة والمرادة للمعالجات في نهاية المطاف .
ومن خلال الأعداد المتوفرة لدي يمكن أن نذكر منها وفي عناوين مقتضبة ما يلي :
– قضايا دينية وتكاد تكون هي الغالبة .
– ظواهر اجتماعية من زاوية المعالجة الدينية .
– قضايا التعليم بصفة عامة من ناحية النوع والطرق والإشكالات .
– دراسة الأعلام
– دراسة بعض المضامين المعرفية الجزئية في صيغتها البلاغية والتأويلية .
– ما يتعلق بمواضيع مراكش والجامعة اليوسفية .
– التطرق إلى معالم الحضارتين المغربية والأندلسية والعربية .
– نُتَف من مسائل القانون والدراسات المقارنة بين القانون الوضعي والفقه الإسلامي .
وهذه العناوين الملخصة تحيلنا على مجموعة من الملاحظات التي يمكن أن ندلي بها على صحة ما ذكرناه سابقا من تكامل النوع المعرفي المدروس على صفحات جامعة ابن يوسف ، وعلى تقارب الاهتمام والنظر بين علماء الجامعة اليوسفية وطلابها ، وأن الجميع كان نشطا ، وتحذوه عاطفة علمية متأججة تبتغي المشاركة والتأثير في الشأن المغربي والعربي والإسلامي بصفة عامة ، لكن يبقى لكل أستاذ نهجه في التحليل والمعالجة ، فإبراهيم الهلالي رحمه الله كان يملك أفقا واسعا ، يتنقل بواسطته بين مراتع المعرفة كما أراد وبلمسات يغلب عليها الفرح والاندفاع ، والأمل المتوثب داخل جوانحه ، أما الأستاذ محمد الطوكي فقد كان يميل إلى طابع التتبع والتحليل عبر وضع رؤية شخصية ، تنطلق من إشكال محدد ، وتخوض فيه وفق خطوات تجمع وتنقب وتحصي ، ثم تقرأ وتستنتج ، بالإضافة إلى أن الطابع الشخصي المتحكم كان يقود الأستاذ الطوكي إلى وضع اليد على جزئيات دقيقة ، مستفادة من السياق ، تأخذ بلب القارئ ، وتضيف إليه إضافات علمية جميلة على مستوى الموضوع وإجراءات التحليل المستعملة ، ومن أمثلتها حديثه عن خلاصات زمن ولادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التالية : ( الناحية الثانية من الخلاصات التي يمكن الوقوف عندها هي زمان ولادته عليه السلام ، ربيع الأول ، وهي خلاصة ذات بعد جمالي ، فكلمة ربيع ذات إشعاع إيجابي ، تبدى للعلامة ابن الحاج في عدة أوجه ، ففي لفظة ربيع إشارة وتفاؤل حسن من حيث اشتقاقه ، وقد قال أبو عبد الرحمان الصقلي لكل إنسان من اسمه نصيب .
ومنها أيضا أن فصل الربيع أعدل الفصول وأحسنها ، وشريعته صلى الله عليه وسلم أعدل الشرائع وأسمحها ، كما أن الحكيم سبحانه أراد أن يشرف به الزمان الذي ولد فيه ” 9 ” ) .
هكذا كان مشوار الأستاذين إبراهيم الهلالي رحمه الله ومحمد الطوكي أطال الله عمره حافلا بالعطاء الفكري الذي يجمع ما بين الروح والعقل والكون عبارة عن وقفات تأملية متأنية ، تراعي في نظرتها مجريات الواقع ، وتستدعي في مضامينها كل ما ينبغي استدعاؤه على صعيد الأحداث التاريخية ، والأبعاد العلمية ، دون أن ننسى الوازع الذاتي الذي يؤشر على المواقف في نهاية المطاف .
مثل الأستاذين المذكورين ينبغي أن يكونا قدوة لمن يعتبر في العلم النافع الذي يشيع القيم ، ويقصد الإفادة ، ويطمح لتحقيق هدف المغرب المتنوع برجاله ونسائه وموقعه الجغرافي والحضاري بين الأمم كما تحقق ذلك في القديم ، وكما يرجى للحاضر ، ويؤمل للمستقبل ، فالعلم هو أكبر وأقوى دلالة على بلدنا المغرب بازدهاره ، وتعدد منابعه وروافده ، وجريان جداوله بحب واعتدال واتزان ونفع وإنسانية في كل مضامينه وأزمانه وأمكنته .
الهوامش :
1 – العدد 10 \ 11 ص : 263 .
2 – نفسه ص : 182 .
3 – نفسه ص : 271 .
4 – نفسه ص : 186 .
5 – نفسه ص : 186 .
6 – نفسه ص : 264 .
7 – نفسه ص : 272 .
8 – نفسه ص : 202 .
9 – نفسه ص : 185 .