عند الساعة الثامنة من مساء السبت الفارط 11 فبراير الجاري، اجتمعت نخبة من الفنانات والفنانين التشكيليين والمثقفات والمثقفين والباحثات من الأكاديميين المختصين في نظريات الفن ، وعشاق الدلالات التشكيلية، ورجال الأعمال المهتمين بقضايا الثقافة المغربية المعاصرة، وهواة التحف،والنقاد والإعلاميات والإعلاميين، بفضاء فندق المامونية في مراكش، من أجل حضور إفتتاح المعرض التشكيلي للفنانة المغربية ومصممة الديكور، غيثة بنجلون، والذي يتضمن باكورة أعمالها المتجددة على الدوام،والمستمرة ضمن مسار فني تشكيلي، صنع منها إحدى رائدات الفن المعاصر الحداثي بالمغرب خصوصا، وبدول حوض البحر الأبيض المتوسط عموما .
ومن خلال معرضها، قدمت الفنانة التشكيلية غيثة بنجلون، التي درست الفن التشكيلي بمعهد الدار البيضاء، ثم في معهد باريس، بفرنسا، كواحدة من رائدات الفن الحديث، الذي طبع مسارات الفكر التشكيلي منذ بداية القرن العشرين، وهو ما جعل لوحاتها تلقى إعجابا من طرف الكثيرين من الجمهور المغربي والأجنبي، نتيجة الثراء الفكري والتنوع الدلالي الذي يطبع أعمالها، وبسبب اللمسة المغربية المتقدمة التي تكشف عن عمق تجربتها كفنانة تعرف كيف تعانق الحياة،وتعيد ترتيب أزمنة الطفولة ووهج البراءة،وعجائبية الزمن،في دقة متناهية،تغوص عبرها في ترميم روح الطفولة بكل إقتدار وبمنتهى تلقائية، وبرمزية غنية وألوان هادئة تفصح بشكل واضح ومتميز عن تعدد المشارب الثقافية التشكيلية والمعرفية للفنانة، وعن قوة ذاكراتها، ودقة ملاحظاتها للوجود والموجودات .
فعلى صعيد الأسلوب تتمتع الفنانة التشكيلية غيثة بنجلون بقدرتها الإحترافية على إبراز العناصر الزخرفية في جزئيات اللوحات، وبالكشف عن مناحيها التزيينية داخل نسقها التعبيري،مما يترجم رسالة فكرها الإنساني والتشكيلي،ويؤكد مدى تطَلُّعها في أن يكون الفن الحديث في المغرب، فناً عالميا يخاطب مختلف الثقافات،ومعاصراً في آن معاً،يستلهم من الذا ومن الآخر، في مواضيعه كما في أساليبه،في قيمه كما في أطيافه، بروحاً متجدِّدة تريد للفن في المغرب، في أن يتخذ مظهراً جديدا في التجريد والرمزية،الي لاتبعد عن الواقع، وعن ذاكرة الفنانة نفسها، وطفولتها، مما يجعل تجربتها التشكيلية محط إستحسان من طرف فئات عريضة من الجمهور والنقاد.
هذا، وتعتبر الفنانة التشكيلية المغربية غيثة بنجلون ، إستنادا إلى تجربتها الفردية، من ضمن الفنانات والفنانين المكرّسين للشعرية Poétique داخل فضاء لوحاتها،المفعمة بالسكينة والمتوجة بالهدوء والتناغم اللوني الرامي إلى العودة للذات في التجريد المغربي الحداثي، خصوصا، بعدما تمكنت الفنانة بنجلون بأن تتماهى مع أليات تكريس هويتها التشكيلية وبصمتها الإبداعية،القائمة على إستلهام المنبع الصافي لرؤى الحياة، والتي تستمد إشراقاتها وإيحاءاتها المستلهمة من جماليات الطبيعة وتنوع الوجود .