الشاعر المغربي محمد الميموني يُتابع”بداية ما لا ينتهي” ‏

هاسبريس :

 

عن منشورات “باب الحكمة”، صدر للشاعر المغربي محمد الميموني ديوان جديد بعنوان ‏‏”بداية ما لا ينتهي”. وهو عمل شعري يمتد على مدى 178 صفحة، في جزأين ومجلد ‏واحد. الجزء الأول بعنوان “دوام اللانهاية”، والثاني بعنوان “أراجيز في مقام الدنو‎”. ‎
كتب هذا الديوان في مرحلة استثنائية من المراحل الشعرية والحياتية الزاخرة للشاعر ‏المغربي محمد الميموني، كما كتب الديوان على إيقاع الرجز، وبلاغة التأمل الشعري ‏المفتوح على اللانهائي والمطلق. وكأن الشاعر يكتب سيرة لتأملاته، أو منظومة شعرية ‏تأملية، وهو يقول :

 

ألستُ ابنَ سلسلة أجداد

أُولِعوا بنظم كلّ علموهم على إيقاع الرجَز ‏الرشيق؟

 لِم، إذن، لا أرْجِز تواريخي

أوجِزها في بضع لمحاتْ

كما تبدو لي من خلال ‏ما

تداول الأسلاف

منذ مشرق اليوم الأولِ

وما تلا مِن الأجيال والأحقابْ

وعن أيام ‏متداولات بين الناس

تداول الوجوه في المرايا”‏‎.‎‏ ‏

ويكشف هذا الديوان الاستثنائي عن خلفية فلسفية عميقة يصدر عنها الشاعر، وهو ينتمي ‏إلى الرعيل الأول من طلبة الدرس الفلسفي في المغرب، مثلما يبقى أحد رواد القصيدة ‏المغربية المعاصرة، إلى جانب محمد الصباغ ومحمد السرغيني وعبد الكريم الطبال. ‏
‎”‎بداية ما لا ينتهي” احتفاء ببداية أبدية للكائن الإنساني، لا نهاية لها على الإطلاق. مثلما ‏يقول الشاعر: “لن أنتهيَ من هذه البدايةِ/ ‏‎ ‎ولن أرى النهاية”. والبداية عند محمد ‏الميموني سابقة على كل شيء، ومؤسسة له، وهي بداية تقوم مقام الأصل، وتتجاوزه ‏وتلغيه، بداية لا تنتهي، لأنها بداية متعددة ومتجددة، حين يتحدث الشاعر عما هو “متعدد ‏البداية”، في مقابل اللانهائي واللانهاية. وما هذه البداية الشعرية الأبدية إلا انفتاح الوجود ‏على الخلود. على أساس أن الشعر هو فن المطلق، واللانهاية هي وحدها التي تستمر ‏وتبقى، أو ما يسميه الميموني “دوام اللانهاية”. وما يبقى يؤسسه الشعراء…‏
منذ سبعينيات القرن الماضي، وإلى اليوم، صدرت للشاعر محمد الميموني مجموعة من ‏الأعمال الشعرية، من “آخر أعوام العقم” سنة 1974، إلى “الحلم في زمن الوهم” سنة ‏‎1992‎، و”طريق النهر سنة 1995، و”شجر خفي الظل سنة ‏‎1999‎، والأعمال الشعرية ‏الكاملة، سنة 2002، وصيرورات تسمي نفسها سنة 2007، و”موشحات حزن متفائل” ‏سنة 2008، و”الإقامة في فسحة الصحو”، عن منشورات مجلة كلمة الإلكترونية، ‏ورسائل الأبيض المتمرد سنة 2013. ‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.