جماليات التنظيم، سحر اللحن، وأبَّهة التنوع،عنوان إختتام السنة الدراسية بالمعهد عرصة الحامض الموسيقي في مراكش

مـحـمـد الــقــنــور :

غصت عن آخرها، قاعة المركز الثقافي الداوديات في مراكش، بالعديد من الأوساط الفنية، والنقاد والأكاديميين والباحثين وممثلين عن وسائل الإعلام الجهوية والوطنية، فضلا عن العشرات من أباء وأمهات وأولياء تلاميذة المعهد من الناشئة والطلبة من مختلف الفئات العمرية، وشتى الأطياف من الجمهور المراكشي، ومن المقيمين من الأجانب بالمدينة الحمراء، لمتابعة حفل اختتام الموسم التعليمي بالمعهد الموسيقي عرصة الحامض بباب دكالة، في ذات المدينة، حيث حضر فعاليات الحفل الذي عرف تقديم وصلات غنائية مغربية وعربية وغربية، ومقطوعات غنائية من “الريبرتوار” المغربي التليد، ومعزوفات شرقية، ووصلات من الطرب الأندلسي، وفن الملحون، برع من خلالها طلبة المعهد، في ترجمة زخم التنوع الموسيقي الذي يطبع المعهد، وثراء الإنتاج التعليمي التعلمي في فنون الموسيقى والطرب، الذي ترعاه إدارة المعهد المذكور، ويحرص أساتذته على توطينه، وتقريبه أنماطه وفروعه لطلبة المعهد، وفق مناهج تطبعها الاستدامة، ويَسِمُها التميز والتواصل، والذي ترجمته في الحفل مختلف الفقرات، مما كشف روح العطاء والحرص على الاستمرارية التي ظل يتحلى بها أطر وأساتذة المعهد الموسيقي بعرصة الحامض في المدينة الحمراء، والتابع للمديرية الجهوية لجهة مراكش آسفي قطاع الثقافة، بوزارة الشباب والثقافة والتواصل .

ومهما يكن، فقد برعت إدارة الفاعلة الثقافية، والفنانة التشكيلية، الأستاذة فوزية حدوكة، كإحدى صانعات الحدث الثقافي، في تحويل حفل إختتام السنة التعليمية التعلمية للموسيقى، 2023، إلى مهرجان توحدت ضمنه العديد من الفنون الجميلة مع عوالم الموسيقى والطرب، حيث كانت الحكاية الشعبية الي قدمها الحكواتي، أحد رواد ساحة جامع الفنا، عن “زرياب” ورحلة عقيرته الطربية وتجربته الموسيقية من المشرق إلى المغرب، تربط بين مختلف فقرات الحفل، الموسيقية والغنائية، في أسلوب سردي شفاهي، شيق، صور عبره الحكواتي بارز، رحلة زرياب، وفرادة فنه وقوة ذكائه وجميل عاداته، وعشق أمير الأندلس لموسيقاه وحرص رجال دولته على السماع من زرياب، والترنم بموسيقى عوده ذي الأوتار الخمسة الذي أحله محل العود ذي الأوتار الثلاثة، الذي كان معروفاً من قبل عند أستاذه إسحاق الموصلي، وولده إبراهيم، ومطربين مشارقة من قبلُ. .

هذا، وشكل حضور الموسيقار المغربي، الفنان عبد الله العيصامي، ضمن الجمهور المتابع لفعاليات حفل إختتام السنة التعليمية التعلمية للمعهد الموسيقي عرصة الحامض بمراكش،، خفقة قلب هذا الحفل، ومفاجأة ثمنها المنظمون، وتوجت بمشاركة العيصامي بأغنية “نداء الحسن” ، من خلال طلبة الأستاذ بذات المعهد محمد أيت عبد المولى، فيما إنضم العيصامي للكورال الغنائي، وهي القطعة التي إهتز لها جمهور القاعة، بشكل تلقائي وبكل حميمية، خصوصا وأنها إحدى إيقونات الذاكرة السمعية الغنائية المؤرخة لملحمة المسيرة الخضراء لدى جميع المغاربة.

في سياق متصل، أكدت الأستاذة فوزية حدوكة، مديرة المعهد الموسيقي، بعرصة الحامض في مراكش، في تصريح لها لــ “هاسبريس”، أن حفل الاختتام السنوي المذكور، كشف مدى التلاحم المهني بين إدارة المعهد وأساتذته وأطره الإدارية، من جهة، وعمق الدور البناء الذي تضطلع به المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة مراكش آسفي من جهة أخرى.

وأشارت حدوكة، أن إدارة المعهد حرصت على إدماج توزيع مجموعة من الشواهد التقديرية على الفنانات التشكيليات المشاركات في فعاليات تشكيليات الحمراء، ضمن فعاليات الحفل الموسيقي الغنائي المعني، من أجل تكريس وحدة الفنون تعبيرية وتشكيلية، ورسالتها الإنسانية، ومن أجل صقل الروح الإبداعية لدى تلاميذة المعهد، وتقوية طاقاتهم الإيجابية الخلاقة، مشددة على أن لغة الموسيقى بمختلف نوتاتها وطبوعها هي لوحات سمعية، لا تختلف عن اللوحات التشكيلية التي تعتمد بدورها عن هارمونية الألوان وتناغم القيم والشخوص.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.