‎الفنانة لطيفة عنكور خفقة قلب إحتفالية اليوم الوطني للمسرح بمراكش‎

 مـحـمـد الـقـنــور :

تحت الرعاية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وبمناسبة اختيار منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” لمدينة مراكش عاصمة للثقافة في العالم الاسلامي برسم سنة 2024، خلد قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، فعاليات اليوم الوطني للمسرح لهذه السنة الذي يصادف 14 ماي من كل سنة، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لهواة المسرح 2024 وذلك بمدينة مراكش تزامنا مع فعاليات هذه التظاهرة المميزة.


وشكل الحفل الرسمي لتخليد اليوم الوطني للمسرح لسنة 2024، يوم الثلاثاء 14 ماي المنصرم، والذي حضره العديد من المسؤولين عن القطاع، والفنانات والفنانين، والأوساط الأكاديمية، والنخب الثقافية، ورؤساء الفرق المسرحية، وممثلي المجالس المنتخبة بجهة مراكش آسفي، و مناسبة لإعطاء انطلاقة فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لهواة المسرح ما بين 15 و18 ماي من السنة الجارية بمسرح ميدان بمراكش ، حيث تم تكريم كل من الفنانة المسرحية والتلفزيونية لطيفة عنكور، والممثلة المتخصصة في مسرح الطفل، حياة غافيري الشهيرة بــ “سمسمة”، والأستاذ الباحث في فن وقضايا المسرح، الدكتور عز الدين بونيت، والفنان إبراهيم وارفعنا .

كما تم تقديم أعضاء لجنة تحكيم الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لهواة المسرح؛ كمشتل مسرحي مغربي ، ساهم في مسارات وتطورات أبي الفنون على المستوى الوطني والعربي، وبصم بتنوعاته الإبداعية شكلا ومضمونا الدراما التلفزية المغربية والفن السابع الوطني، والعالمي، حيث لعبت دورا أساسيا في الفيلم الألماني “الرئيس”، وهو الفيلم الذي يعتبر من درر الخزانة السينمائية الألمانية، …

هذا ، وتبارت  حول جائزة الدورة المذكورة ثمان فرق مسرحية، من مختلف جهات وأقاليم المملكة، كما تم عرض مسرحية “تاكنزا” لفرقة فوانيس ورزازات الفائزة بالجائزة الكبرى لمهرجان المسرح العربي دورة 2024 بالعراق.

وكان تكريم الفنانة لطيفة عنكور، خفقة قلب فعاليات اليوم الوطني للمسرح لهذه السنة، حيث إعتبر باقة إعتراف لهذه الفنانة عن مشاركاتها المسرحية وجهودها المتنوعة ومساهمتها في تحويل المسرح المغربي إلى ورشة عمل فنية حرفية أكثر منه كمنتدى للنقاش الفكري، والمطارحات النقدية، والرؤى التحليلية بين النقاد المسرحيين والمثقفين المختصين والباحثين ونساء و رجال الإعلام، وإن كانت هذه النقاشات والمطارحات قد أثرت المسرح المغربي ووضعته على سكة التنوع والتحديث والعصرنة، وأدى خلال فترة الستينيات والسبعينيات إلى بروز المسرح الاحتفالي مع عبدالكريم برشيد ومسرح المرحلة والمسرح الثالث وما إلى ذلك من التوجهات والمدارس، ومكنت المسرح المغربي من الحضور والتميز ومن تعزيَز حضوره ، وحصد الجوائز في المهرجانات الوطنية والمغاربية ومهرجانات أوروبا شمال المتوسط والشرق الأوسط أخرى، وصارت إدارات هذه المهرجانات تؤكد على حضور التجارب المسرحية المغربية، وتضعها في أجنداتها.

والحق، أن للممثلات الرائدات على غرار لطيفة عنكور، لهن أدوار أساسية في هذا التنوع وفي هذا الزخم الذي عرفه المسرح المغربي، منذ تجربة مسرح اليوم مع الفنانة النجمة الراحلة ثريا جبران، ووصولا إلى الفنانة لطيفة أحرار وسامية أقريو، وفضيلة بنموسى، ومرورا بأسماء نسائية وازنة ، كفاطمة الركراكي وزهور المعمري وحبيبة المدكوري وأمينة رشيد وفاطمة بنمزيان ونعيمة المشرقي، وسعاد صابر ورشيدة مشنوع، ومليكة العمري وأخريات، ممن قدمن أعمالًا مميزة وتركن بصمات قوية في المسرح المغربي بأدوار متنوعة ومؤثرة، ملهمة ومميزة.

هذا، وتعتبر الفنانة الممثلة والمخرجة لطيفة عنكور واحدة من أبرز الممثلات المسرحيات في المغرب، فقد وُلدت في مدينة مراكش، ونشأت في أسرة فنية، مما أثر على اهتمامها بالفن منذ الصغر، وشكل النجم الراحل المغربي محمد حسن الجندي والدها الروحي الذي تخرجت على يديه، وتشبعت من خلاله بأسرار التمثيل والفنون المسرحية والتنشيط الثقافي، كما تلقت منذ سنها المبكر تداريب مكثفًة في مجال التمثيل ثم في فن الإخراج المسرحي،لتشارك في العديد من الأعمال المسرحية حيث أدت أدوارًا متنوعة، كشفت عمق موهبتها، ومدى تفاعلها مع قضايا المجتمع المغربي ومع مختلف المواقف الإنسانية.

كما تعد الفنانة لطيفة عنكور، نائبة للممثل والمخرج المتميز حسن هموش رئيس الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، مثالًا للممثلة الملتزمة بنبض الشارع، وبمستجدات الحياة العمومية، وعمق التراث المغربي بشقيه المادي واللامادي، ومختلف ضروب الفن الشعبي المغربي والتعبير الإبداعي النسائي، مما جعلها تحمل تطلعات رسالتها الثقافية والاجتماعية من خلال أدوارها المتميزة.

ومهما يكن، فإن لطيفة عنكور تظل رمزًا فنيا للتميز والإبداع في المسرح المغربي، ومثالا لتواضع الفنان وإلتزامه، ونموذجا لنكران الذات، في كل إسهاماتها الفنية المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، ومن خلال جميع نضالاتها الرامية إلى قناعتها الراسخة بكون الثقافة المغربية إحدى وسائل تعبيرات المجتمع المغربي عبر التاريخ، وإحدى تجليات تراثة المادي واللامادي، حيث تتبلور من خلاله إنسانية المغاربة وحضارتهم المادية والروحية.
لذلكـــ ،ستبقى الفنانة لطيفة عنكور حاضرة في قلوب الجمهور، كمبدعة وفاعلة ثقافية وملهمة للأجيال الصاعدة.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.