انعقدت يوم 10 فبراير الجاري لجنة تحكيم جائزة ابن رشد للوئام والتعايش، التابعة لـجمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد، للبث في الترشيحات الواردة من المغرب وإسبانيا، والتي كانت عديدة ومتميزة هذا العام. وقررت اللجنة منح جائزة ابن رشد للوئام والتعايش في نسختها الثانية، للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (SNRT)، وللمترجمة التي تحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية مليكة امبارك لوبيز، وتقديرًا لجهودهما في تعزيز التعايش والحوار والتعددية الثقافية.
إلى ذلكــ ، أبلغت اللجنة الإدارية لجمعية الصداقة الأندلسية المغربية منتدى ابن رشد الفائزين رسميًا بقرار منحهم الجائزة، حيث أعرب كل من فيصل العرايشي ومليكة إمبارك لوبيز عن شكرهما العميق والتزامهما بحضور الحفل التكريمي في يونيو المقبل في الرباط، حيث من المنتظر، أن يُقام حفل التكريم الرسمي برعاية مؤسسة بالياريا، كما سيتم منح الفائزين تمثالًا برونزيًا للفيلسوف الأندلسي ابن رشد، من إبداع النحات القرطبي لويس م. غارسياالذي يُعتبر نموذجًا للانفتاح الفكري، والتسامح، والحوار بين الثقافات.
ويُذكر أن الجائزة في دورتها الأولى قد مُنحت إلى شبكة معاهد سيرفانتيس في المغرب وللمفكر المغربي عبد القادر الشاوي، حيث تم تنظيم حفل التكريم في قصر كارلوس الخامس في قصر الحمراء (غرناطة)، تحت رعاية سفيرة المملكة المغربية في إسبانيا، السيدة كريمة بنيعيش.
هذا، وتُمنح جائزة ابن رشد للوئام والتعايش تكريمًا للأفراد أو المؤسسات العامة والخاصة في إسبانيا والمغرب، ممن يساهمون في تعزيز الفهم المتبادل، التعايش السلمي، الحوار، حرية الفكر، حقوق الإنسان، السلام، العدالة، حماية البيئة، احترام الأقليات، والدفاع عن حقوق المرأة والتسامح والإدماج الثقافي.
وفيما يتعلق بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (SNRT) ، فقد تأسست إذاعة المغرب عام 1928، بينما انطلقت القناة التلفزيونية المغربية الأولى (Al Aoula) عام 1962،كمؤسسة إعلامية حكومية بالكامل، وسعت لجنة التحكيم إلى الإشادة بالدور المحوري الذي تلعبه SNRT في العلاقات المغربية الإسبانية، من خلال دعمها المستمر لنشرات الأخبار باللغة الإسبانية منذ عام 1990 حتى اليوم، بالإضافة إلى الإذاعة الوطنية التي تبث باللغة الإسبانية، مما يعكس إدراكًا لأهمية اللغة الإسبانية في المغرب، واعترافا بالدور الذي لعبته إسبانيا والثقافة الإسبانية في التاريخ المشترك بين البلدين.
أما المترجمة المغربية الإسبانية مليكة إمبارك لوبيز ، فقد وُلدت في مدريد لأب مغربي وأم إسبانية، ودرست فيلولوجيا اللغة الإسبانية في جامعة محمد الخامس في الرباط، وتعتبر مثالًا للتبادل الثقافي المثمر بين الشمال والجنوب، حيث لعبت دورًا بارزًا في نقل الأدب المغاربي والفرنسي إلى اللغة الإسبانية.
وللإشارة، فقد حصلت مليكة إمبارك لوبيز ،على جائزة الترجمة الوطنية في إسبانيا لعام 2017، وترجمت إلى الإسبانية أعمالًا لمؤلفين مرموقين مثل طه عبد الرحمن، محمد شكري، إدمون عمران، وعبد الله العروي.
كما حصلت في عام 2015 على جائزة “جيراردو دي كريمونا” لتعزيز الترجمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، إلى جانب المترجم الفلسطيني صالح علماني، ومدرسة المترجمين في بيروت، ومؤسسة Next Page في بلغاريا.