لم تكن تمنع عقود عمره الثمانية من رشاقة جسمه، وعنفوانية تحركاته في ساحات الرقص، وعلى خشبات المسارح ومنصات المهرجانات، ذاكــ هو الفنان الشعبي الراحل موحا أو الحسين أشيبان، المعروف بلقب “مايسترو أحيدوس”، والذي كان أحد أبرز رموز الفن الأمازيغي في المغرب. وُلد عام 1916 في منطقة أزرو بالأطلس المتوسط، وكرّس حياته لإحياء رقصة أحيدوس، التي تُعتبر جزءًا من التراث الثقافي المغربي الأمازيغي، فكان من أبرز وجوهها بكل إقتدار وبراعة .
ولقد إشتهر أشيبان بأسلوبه الفريد ، وإيماءاته البديعة بأصابعه ورأسه في قيادة فرقته، حيث كان يُعرف بحركاته الديناميكية وصيحاته التي تُلهب الحماس بين المشاركين والجمهور. وقد شارك في معظم دورات المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، والذي يعتبر أقدم مهرجان بالمغرب، وبالعديد من المهرجانات الدولية، مما ساهم في نشر هذا الفن الفلكلوري وطنيا وعالميًا.
هذا، ويعد أحيدوس جزءًا من التراث الثقافي المغربي، ويُؤدى في المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف ، والمواسم الفلاحية فرحا بالنماء والخصوبة، كما يعتبر جزءا أساسيا في كل المهرجانات الشعبية، حيث يعبر عن الفرح وعن الانتماء للأطلس المغربي الأبي.
كما يجمع أحيدوس بين الغناء والرقص الجماعي، ويُؤدى بشكل رئيسي في قرى ةدواوير ومداشر الأطلس المتوسط ، وفي بعض حواضره على غرار إفران، أزرو، وخنيفرة، وإيموزار، حيث يقوم المشاركون والمشاركات بتشكيل دائرة أو صفًا متناسقًا، مرددين الأهازيج الأمازيغية على إيقاع البنادير، مما يخلق مشهدًا احتفاليًا يعكس روح الجماعة وقيم التعاون، ووحدة الصف.