عدسة الفنان الحادمي تحتفي بفقيد الحروفية محمد بستان ذاكـ المبدع الذي لا يُنسى

مـحـمـد الـقـنــور :

احتضن مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بالمركب الإداري والثقافي محمد السادس لوزارة الأوقاف في باب إغلي، بمراكش، اليوم السبت 24 ماي الجاري، معرضا جماعيا تكريميا للفنان الحروفي الراحل محمد بستان، شارك في فعاليته أزيد من 80 فناناً من الفوتوغرافيين والحروفيين والخطاطين والمزخرفين من مختلف جهات المملكة، في تجمّع فني يحتفي بالحروفية المغربية، ويخلد المسار التشكيلي الإبداعي للفنان الراحل بستان الذي يعتبر من أبرز رموز هذا الفن المعاصر في المغرب.

وحسب المنظمين، فإن المعرض الجماعي المعني، جاء كمبادرة رمزية وفنية تكرم الفنان التشكيلي والحروفي الراحل محمد بستان، وتخلد بصمته الإبداعية، وأسلوبه الفريد والمميز الذي طبع أعماله، كفنان مبدع  وصاحب بصمات خاصة تميزه عن الآخرين، سواء من خلال قوة التأثير العاطفي لأعماله التي تترك أثرًا قويًا في المتلقي، أو على مستوى التجديد والابتكار اللذان ظلا يُرافقان مساره الفني، وحرصه على أهمية التفاعل مع الجمهور، عبر أعماله القادرة على إثارة النقاش والدافعة إلى إعمال التحليل والقراءات .

إلى ذلكــ ، شارك الفنان الفوتوغرافي مولاي يوسف الحادمي من مراكش، على غرار باقي المشاركات والمشاركين، بعمل فني قوي حول تيمة السلام، جسّد مدى تفاعله العميق مع روح الحرف العربي، وأبرز أثر إستحضاره لجهود الراحل محمد بستان الثقافية والفنية والتواصلية.

واعتبر الحادمي عمله الفني الفوتوغرافي، رسالة إلى روح الفقيد بستان، وإحتفاء بالحروفية، وتعبيرا عمليا عن امتنان فنان لفنان ألهم الأجيال، كما تميز المعرض المذكور، بتقديم محاضرتين حول إبداعات الراحل بستان، ومساره الفني، ألقاهما كل من الأستاذين محمد البندوري و حسن لغدش.

هذا، ويعتبر الراحل محمد بستان، الذي وُلد سنة 1960 بمراكش، فنانًا تشكيليًا وخطاطًا مغربيًا بارزًا، اشتهر بأسلوبه الفريد في المزج بين تقنيات الحروفية، و إتجاهات التجريد المعاصر، وعمل كأستاذ للفنون التشكيلية، حيث حصل على جوائز قيمة وشهادات تقدير عززت مكانته في الساحة الفنية المغربية، من أبرزها جائزة بينالي الشارقة. وقد كان عضواً فعالاً في لجنة التحكيم لجائزة محمد السادس لفن الحروفية، وذلكــ قبل أن تنعي وزارة الشباب والثقافة والتواصل وفاته في 9 نونبر 2024، مؤكدة أنه كان أحد أهم الحروفيين المغاربة الذين ساهموا في تطوير هذا الفن، والإرتقاء بأطواره وإتجاهاته، حيث ترك الفقيد بستان إرثًا فنيًا غنيًا أثرى المشهد التشكيلي المغربي.

كما تميز الفنان الراحل محمد بستان، كان أحد الرواد الكبار ممن أبدعوا قصد تطوير فن الحروفية، كحركة فنية تشكيلية ظهرت في أواخر القرن العشرين، حيث استلهم جماليات الخط العربي وأعاد توظيفه في أعماله التشكيلية مستخدما حيوية ودلالة وماهيات الحروف العربية كعناصر بصرية إيحائية في لوحاته، مما ظل يضفي عليها طابعًا فنيًا مميزًا، عكس الهوية الثقافية المغربية، ومدى المؤثرات العرفانية الصوفية والسيميائيات المستوحاة من من الرموز المتضمنة للمعاني الروحية، في تنوع باهر من تقنياته المميزة في إستخدام الألوان الزيتية، والحبر التقليدي ورموز الزخرفة الهندسية المغربية الأصيلة.

في سياق مماثل، عمل الراحل محمد بستان خلاله مساره الفني، وأجندات معارضه بدول الخليج وأوروبا، وتعدد علاقاته الإنسانية والفكرية مع العديد من التشكيليين المغاربة والعرب والأوروبيين على الدفع من أجل المساهمة في الانتشار العالمي للحروفية المغربية، في أفق أن تكون جزءًا من المشهد الفني العالمي.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.