يستضيف معهد ثربانتيس بمراكش، من 30 ماي إلى 30 يونيو، معرض «انعكاسات في الضباب»، الذي تنظمه سفارة السلفادور بالمغرب. يضم هذا المعرض أعمال الفنانَين السلفادوريين باربارا رايس وماريو سالميرون الشهير باسم بروست، بالإضافة إلى أربع لوحات فريدة للفنان فرناندو يورت.
هذا، وسيتم افتتاح المعرض مساء غد الجمعة 30 ماي في قاعة المعارض التابعة لمعهد ثربانتس بمراكش، وذلك بحضور إغناسيو دي كوسيو، سفير السلفادور لدى المملكة المغربية.
وحسب بلاغ صحافي من معهد ثربانتيس بمراكش، توصلت به هاسبريس، فإن هذا المعرض يهدف إلى التعريف بالفن السالفادوري، حيث يعتمد “بروست” في هذه المناسبة على درجات الرمادي وأسلوب مستوحى من فن الحفر، ليقدّم أعمالاً تدعو المتلقي إلى رحلة تأمل داخلي، ساعيًا من خلالها إلى إثارة تساؤلات تتجاوز الجانب البصري. من جهتها، تستخدم باربارا رايس أسلوبًا ساخرًا ونبرة تهكمية لتسليط الضوء على التناقضات الكامنة في الوجود الإنساني، وذلك من خلال مزيج من الرسم الرقمي والعناصر المادية، مع لمسة نقدية ساخرة. كما ويستكمل المعرض بأربع لوحات فريدة للفنان فرناندو يورت، الذي تتّسم أعماله بألوانها الزاهية وأشكالها البسيطة ورموزها الروحية، وتعكس حياة الريف، والطبيعة، وإيمان الشعب السلفادوري.
وللإشارة، فإن ماريو سالميرون (بروست) من مواليد عام 1990، يُعتبر من أشهر الفنانين البصريين في السلفادور، تحت الاسم الفني “بروست”، يعتمد على الرسم الرقمي ولوحة ألوان يغلب عليها الرمادي، ما يضفي على أعماله طابعًا تأمليًا ومؤثرًا. تلقّى تدريبه في المركز الوطني للفنون (CENAR)، وتتنقّل أعماله بين التقنيات التقليدية والوسائط الرقمية، مستكشفًا مواضيع مثل العاطفة والذاكرة والأصالة في الفن. ينبع أسلوبه التصويري من بحث شخصي ونقدي تجاه الفن التجريدي، ويتميّز بدقته التقنية وعمقه التعبيري. في حين، تُعد مواطنته باربارا رايس فنانة بصرية ، من مواليد عام 1992. تلقت تدريبها في التصوير الفوتوغرافي في مركز التعليم في نورنبرغ بألمانيا (Bildungszentrum Nürnberg)، كما درست فنّ الخزف في المركز الوطني للفنون (CENAR) وبالمدرسة العليا للفنون والتصميم ESARDI في السلفادور . شاركت في معارض داخل السلفادور وفي الولايات المتحدة، من أبرزها معرض في قنصلية السلفادور في ولاية كارولاينا الشمالية، بالإضافة إلى معارض جماعية في كل من صالة كلارينيرو الفنية ومقهى المكتبة.
هذا، وكان الفنان فرناندو لورت 1949 / 2018 من أبرز الفنانين في السلفادور، قد أسّس ورشة فنية في بلدة لا بالما، حيث جعل من الفن وسيلةً للتنمية المجتمعية. وبأسلوبه القريب من الفن الشعبي، أبدع هويةً بصريةً فريدة أثّرت بعمق في الثقافة الوطنية، حيث لم يكن لورت رسّامًا فحسب، بل كان رسّام جداريات وموسيقيًّا ومربّيًا. ولا يزال إرثه الفني والإنساني يُلهِم الأجيال الجديدة، رمزًا للسلام والإبداع والانتماء.
ويعكس الفن التشكيلي في السلفادور وفرة التنوع الثقافي والتاريخي لهذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى، حيث يجمع بين التأثيرات الأصلية والروافد الإسبانية والعالمية الحديثة، كما يتميز الفن السلفادوري بأساليب مختلفة، من الواقعية إلى التجريدية، ويعبر عن الهوية الوطنية والتجارب الاجتماعية.
ومعلوم، أن الفن التشكيلي في دولة السلفادور يتميز بالتنوع الأسلوبي، وتعدد المدارس والإتجاهات من الواقعية، إلى التعبيرية، ومن التجريدية، إلى السريالية، مما يعكس ثراء المشهد الفني، حيث يستلهم الفنانات والفنانون السلفادوريون أعمالهم من التراث المحلي، بما في ذلك الفنون الأصلية لشعوب المايا والبيبيلي، كما يتم عرض أعمال الفنانين السلفادوريين في معارض عالمية لتعزيز التبادل الثقافي، حيث نظم معرض تشكيلي حول الفن بالسلفادور مؤخرًا في مدينة طنجة، حيث تم عرض أعمال 23 فنانًا سلفادوريًا، من بينهم باربارا رايس، فرناندو يورت، وريناتشو ميلغار، مما يعكس التنوع الفني لهذا البلد