حلايقية جامع الفنا في مراكش، بين الأمس واليوم وهذه اللوائح الكاملة

مـحـمـد الـقـنــور : 

اللوائح والصور عن مجلة “دفاتر تراث مراكش والجهة”

الصادرة بشراكة بين جمعية منية مراكش ، ومتحف دار الصورة ، ومتحف الموسيقى بحي المواسين في مراكش.

في لحظة فارقة من تاريخ التراث الثقافي المغربي،تم إصدار هذه القوائم الثلاث عن حلايقية ساحة جامع الفنا، وفي ضوء جهود لجنة تكونت من أعضاء ممن سيشكلون النواة الصلبة لجمعية ساحة جامع الفنا تراث شفوي للإنسانية، الأساتذة مصطفى الزين، رئيسا للجنة، وخوان غويتيصولو، وجعفر الكنسوسي، مقررا للجنة، وحامد التريكي، ومحمد الكنيديري، والراحل محمد حسن الجندي، ومحمد أبو أيوب، ورشيد الهدى، ووداد التباع، ثم إنضم إلى اللجنة كل من الأساتذة الراحل عبد الله الشلييح، والراحل أحمد الطيب لعلج، وعبد الرحمان الملحوني، ومصطفى القباج، وإدريس خليل، وزير التعليم العالي الأسبق، في حكومة الراحل عبد الرحمان اليوسفي، حيث أنجزت هذه الوثيقة خلال أعمال الاستشارة الدولية الأولى حول التراث الشفوي غير المادي المرتبط بساحة جامع الفنا، والتي احتضنتها مدينة مراكش في يونيو 1997 بمبادرة مشتركة بين المملكة المغربية ومنظمة اليونسكو، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمبدعين والمؤرخين وعلماء الأثار والأكاديميين المختصين المغاربة والدوليين في مجالات الأنثروبولوجيا، الفولكلور، والتنمية الثقافية.

وكانت هذه الزيارة قد شكلت حدثًا استثنائيًا، حيث تجول الخبراء وأطر اليونيسكو في قلب ساحة جامع الفنا، واستمعوا إلى الحكواتيين، والموسيقيين، ومختلف الفنانات والفنانين الشعبيين، في محاولة لفهم دينامية هذا الفضاء الحي الذي يُجسد أحد أعرق أشكال التعبير الثقافي الشفوي في العالم.
وكانت الاستشارة الدولية، قد نُظمت في فضاءات متعددة داخل مراكش المدينة العتيقة، حيث ناقشت سبل حماية التراث الشفوي غير المادي دون تجميده، وكيفية إدماجه في السياسات الثقافية الوطنية والدولية، مع احترام طبيعته الحية والمتجددة.

ولم يخف الخبراء الدوليون ومبعوثو اليونيسكو آنذاكــ، إعجابهم العميق بـ”العبقرية الجماعية” التي تتجلى في ساحة جامع الفنا، معتبرين أن هذا الفضاء ليس مجرد ساحة، بل مسرح مفتوح للذاكرة الشعبية، ومرآة لتعدد الروافد الحضارية وقوة الهويات المغربية.

كما توج الحدث بإصدار توصيات أولية ساهمت لاحقًا في إدراج ساحة جامع الفنا ضمن قائمة التراث الشفوي غير المادي للإنسانية، وهو ما اعتُبر انتصارًا للرؤية المغربية في صون التراث الحي، وتكريسًا لمراكش كعاصمة للذاكرة الثقافية.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.