هل تبخَّر حلم قطر بالتحول لمركز مالي ؟

هاسبريس :

 

يبدو أن  أحلام الدوحة في التحول إلى مركز مالي إقليمي عملياً، قد بدأت في الإضمحلال عقب الأزمة الأخيرة التي كشفت عن مدى هشاشة الاقتصاد القطري في ظل قرار المقاطعة وما ترتب عليه من فقدان قطر لظهيرها التجاري والاستثماري الممثل في دول الجوار الخليجية وفي خطٍ متوازٍ مع قيام عدد من الشركات العالمية العاملة في قطر بمراجعة خططها وقراراتها بخصوص عملها في الدوحة.

وأكد محللون إقتصاديون عرب وأجانب أن قطر ودعت عملياً حلم التحول إلى مركز مالي إقليمي، وقد صارت أقصى طموحاتها الآن هي الصمود والبقاء وتأمين الحاجات الأساسية، خاصة أن المقاطعة أظهرت مدى هشاشة الاقتصاد القطري وعدم قدرته على مجابهة التحديات المفروضة عليه في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية القطرية بصورة واضحة، ولجوء مؤسسات دولية لتخفيض التصنيف الائتماني للدوحة وللعديد من الشركات القطرية.

من جهته أبرز الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى الاقتصادي المصري  أن مرحلة طموح قطر بأن تتحول إلى مركز مالي إقليمي انتهت تماماً؛ فالدوحة الآن تحاول ألا تسقط وتسعى للحفاظ على بقائها وليس أن تكون في مكانة ريادية، لاسيما في ظل المخاطر التي يواجهها الاقتصاد القطري والتي أفضت إلى خفض التصنيف الائتماني لقطر، بما يترتب على ذلك من ارتفاع تكلفة ديونها بمعدلات كبيرة خلال الفترة المقبلة وكذا ارتفاع تكلفة التأمين، و مع ارتفاع نسبة التضخم.

وأشار عبده إلى أن قطر دخلت في دوامة صعبة جداً، لا يمكن معها التفكير في التحول لمركز مالي إقليمي أو غير ذلك، حتى لو لجأت إلى محاولة التعويض من خلال استيراد المواد الغذائية من دول أخرى فإن تكلفة النقل والشحن ستكون مرتفعة ، وما يتزامن مع ذلك من تبخر استثماراتها، مما يعني أن الدوحة لن تقف على قدميها بسهولة بعد تلك الأزمة وبعد فقدانها الظهير الاستثماري والاقتصادي الذي كانت تمثله لها دول الجوار الخليجية.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.