اليوم العالمي للموسيقى بمراكش، فقرات رائعة وحضور عاشق للأنغام
محـمــد الـقـنــور :
عدسة : محمد أيت يـحي :
في إطار أمسيات مدينة مراكش الرمضانية، وتخليدا لليوم العالمي للموسيقى ، نظمت إدارة المركز الثقافي الداوديات بمراكش، وفرقة مايسترو للموسيقى، برئاسة الفنان الموسيقي خالد بدوي، يوم السبت 17 يونيو الحالي، حفلا موسيقيا، عرف تقديم العديد من المعزوفات الموسيقية للكورال وتقديم أصوات شبابية واعدة غنائية .
يحتفل العالم كل سنة في يوم 21 يونيو بعيد الموسيقى ، وهو العيد الذي أصبح موعدا سنويا للاحتفاء بفن إنساني طالما عبر عن مسارات البشرية العاطفية والذوقية والإبداعية ، وظل أرقى الفنون وأنبلها ولخلق التواصل بين الثقافات ووالشعوب وفيما بين الحضارات.
وفي سياق متصل، فقد تميز هذا اليوم الذي إنتظره الكثيرون من عشاق النغم من مختلف الأوساط الأكاديمية والثقافية، والدوائر التربوية وجمعيات المجتمع المدني ذات الصلة، والمعاهد العلمية والتنموية ، والمهتمين من المبدعين والنقاد في مدينة مراكش بأجوائه الاحتفالية، حيث تحول إلى تظاهرة محلية بنسمات وطنية وأبعاد عالمية من خلال الحضور المكثف والمتنوع للجمهور ، وترجمته الفقرات المتنوعة التي قدم لها الزميل الإذاعي حسن بنمنصور ، بشكل يروم خلق التواصل الفني والثقافي بين المشاركين والجمهور بدار الثقافة في مراكش، مما لبى وتجاوب مع كافة الأذواق وسمح بالاستمتاع بأعمال فنانين ينحدرون من مختلف أنماط التراث الموسيقي المغربي ، فسي تأكيد ضمني أن هذا العيد يشكل احتفالا كبيرا مفتوحا أمام عشاق الموسيقى والفنانين الهاوين والمحترفين ممن يمزجون كل الألوان الموسيقية ويخاطبون كل فئات الجماهير من خلال جديد أعمالهم أو إقتباساتهم الإبداعية .
وعلى غرار باقي المدن العالمية فقد إحتفلت مراكش بهذا اليوم، حيث إستحضر الفنان خالد بدوي وفرقته الموسيقية المميزة معزوفات من التراث الموسيقى المغربي والعالمي ومقاطع هارمونية من سيمفونيات خالدة لعباقرة هذا الفن من المغاربة والأجانب .
والحق، أن تاريخ الاحتفال بعيد الموسيقى العالمي يعود إلى 21 يونيو 1982 عندما أطلقت وزارة الثقافة الفرنسية هذة المبادرة تحت شعار “اعزفوا الموسيقي في عيد الموسيقي”، واستقطبت هذه المبادرة آلاف الموسيقيين المحترفين والهواة وكانت الدول الفرانكوفونية والمتوسطية وعلى رأسها المملكة المغربية من أول المشاركين فيها وسرعان ما تحولت إلى احتفالية عالمية بينما بدأت البلدان المغاربية وبلدان الشرق الأوسط في المشاركة في هذا الاحتفال منذ ما يقرب عن أكثر من عقدين من الزمن .
وعلى كل حال ، فإن العالم برمته يخلد في كل يوم من 21 يونيو اليوم العالمي للموسيقى ، وتعد فكرة العيد بهذه المناسبة فرنسية المولد وكانت في عام1981، وانطلقت إلى أوروبا في عام 1982، وانتشرت عالمياً بعد عام 1985، وأصبح يُشارك فيها أكثر من مائة دولة على مستوى العالم بعد أن وضع “جاك لانج” صديق مدينة مراكش، ومدير معهد العالم العربي بباريز حاليا ، و وزير الثقافة الفرنسي سابقا على عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران ثقله في دعم هذه الاحتفالية.
ومهما يكن فإن الاحتفال بهذه المناسبة محليا في مراكش ووطنيا وعالمياً يعمل على التقارب بين الشعوب، ويجمع أهدافاً متنوعة وثيقة الصلة بالإبداع الموسيقي، ويعمل على تقوية التعارف والتعاون بين المؤسسات الموسيقية الوطنية والعالمية، ويشجع المؤتمرات الموسيقية والمهرجانات والمسابقات واللقاءات بين خبراء الموسيقى.
وكما برز جليا على خشبة مسرح المركز الثقافي بالداوديات في مراكش ، فإن اليوم العالمي للموسيقى بات يُعد مناسبة للتنافس والتباري بهدف النهوض بالذوق الفني والثقافي للناس وخلق جواً من التواصل الفني وتبادل الأفكار، فالموسيقى تساهم في خلق جو ثقافي وحضاري تمارس في ظله العديد من المواقف والآراء والتوجهات الفكرية والثقافية التي يُبادر الكل إلى محاولة جعلها مجالاً للتنافس والتواجد، سواء من خلال المجتمع المدني أو وسائل الإعلام أو مؤسسات الدولة المختلفة التي تتنافس في تنظيمه الفرق الموسيقية المختلفة ويبرز مدى تنوع المهن الموسيقية.
وللإشارة، فإنه يتم اختيار شعار لكل احتفالية في كل عام يحمل مضمون فني مُعين، فعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد جاءت الاحتفالية بهذه المناسبة في سنة 2009 تحت شعار ” الموسيقى ضرورة تربوية جمالية وثقافية “، وهو الشعار الذي ترجم على مستوى إقراره كمنهجية داخل المنظومة التربوية للعديد من الدول في العالم .