الصقلي تشكيلية مغربية تتوج بالأكاديمية الفرنسية ‏

محمـد القـنــور : ‏

 

توجت الفنانة التشكيلية المغربية نادية الصقلي، بميدالية الأكاديمية الفرنسية للفنون ‏والعلوم والآداب، التي يوجد مقرها بباريس، وقد جاء هذا التتويج، من طرف ‏الأكاديمية المعنية اعترافا بمسارها الفني المتميز . ‏
وهو ما إعتبرته الصقلي، في تصريح لــ “هاسبريس” اعترافا بأعمالها وبمسارها ‏الفني، الذي بصمته بالعديد من الأعمال الفنية ، والتي قدمتها في العديد من ‏المعارض التشكيلية، وحلم شخصي لديها تحقق لكون الأكاديمية المذكورة ظلت ‏تشرف على تتويج المبدعين المتميزين في مجالات الفنون والعلوم والآداب تعد من ‏أعرق وأرقى المؤسسات الثقافية بفرنسا وأوروبا والعالم، منذ تأسيسها سنة 1915.‏
كما أكدت الفنانة التشكيلية الصقلي، على أنها تهدي التتويج إلى كل الفنانين ‏والفنانات ممن يرغبون في شق طريقهم بكل إصرار و إبداع .‏
‎ ‎وذكرت الصقلي أن تتويجها بالميدالية يظل مؤشرا على تجاوب تجربتها التشكيلية ‏وشيوعها على المستوى الوطني والدولي .‏


هذا ، فمن بين العديد من الرائدات المغربيات في شتى المجالات، تتموقع الفنانة ‏التشكيلية نادية الصقلي، المنطلقة من مدرسة الحياة أن تتفرد بأسلوب مغاير ‏ومبتكر منحها بصمة خاصة، وامتيازا فنيا، عن هذه المغامرة الحروفية، التي ‏دشنت بها مسارها الصباغي، تقول الصقلي إن “تجربة الخط أو الكرافيزم، تجربة ‏حديثة في مساري الفني، فبعد الاشتغال على مجموعة من المواضيع، تمخضت ‏فكرة التعاطي مع الحرف العربي، مع إستلهام خصوصياته التشكيلية وقيمه ‏البصرية، وقدرته على إحتواء مختلف الدلالات الروحية والثقافية ، ومجمل ‏تنوعات القيم التي تنطلق من عمق الهوية والأبعاد الحضارية ، مستحضرة خلال ‏تجربتها مجمل أليات التفرد الذي طبعها بشكل متميز، وبأسلوب يتماهى مع ‏مكنونات الوجود ويستشرف قوة الحضور الفني، المنطلق من مدينة تطوان حيث ‏نشأت الفنانة الصقلي ، بين عبق الماضي الأندلسي،ولحاضر المغربي.‏
فقد انفتحت الفنانة التشكيلية المغربية نادية الصقلي على عالم التشكيل في بداية ‏‏1998، بعد مسار ناجح في تصاميم الموضة، قبل أن تلامس عوالم الريشة ‏وفضاءات الألوان، بتشجيع من أسرتها، من ضمنهم الفنان التشكيلي العالمي ‏الشهير بنيسف، والشيء نفسه ينطبق على عبد الواحد الصوردو، أستاذ الفن ‏التشكيلي بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان، الذي لقنها الأبجديات الأولى للفنون ‏التشكيلية على مستوى التنظير، والممارسة الإبداعية وسلطة القيم واألوان والضوء والظلال .


ولا شك أن لمدينة تطوان حضورا في النسق الفكري التشكيلي لنادية الصقلي، مما ‏يُمكنها في الغوص داخل مكنونات الحرف ، وتحديد المنطقة التي يعجز فيها الُحدد ‏أمام النهائي ، فهي ‏أعمال تشبه إلى حد‎ ‎كبير النصوص المفتوحة على كثير من ‏الأفكار والثقافات وأنماط وأساليب العيش في ‏المغرب، وفي العالم ولذلك يتحتم ‏على الدارس لأعمال الفنانة التشكيلية نادية الصقلي أن‎ ‎ينظر إليها باعتبارها نصاُ ‏أدبياً، أو قصائد شعرية لا ‏تكاد أن تنفصل عوالمها الداخلية‎ ‎، وعن ذاكـ التراكم ‏الثقافي والحضاري الذي يطبع مسيرتها، والذي استبطنته الفنانة في ‏أعمالها ‏بطريقة‎ ‎شعورية وحتى لاشعورية، كما أن هذه اللوحات تحتمل العديد من القراءات ‏والتأويلات النقدية التي من‎ ‎شأنها أن تبرز الكثير ليبقى الكثير طي الكتمان، مثل ‏أسرار بحرية غارقة في السكينة والمتعة.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.