مداخلات فكرية ومطارحات أكاديمية بندوة المهرجان الوطني للبيعة في مراكش
محمـد الـقـنـور :
أبرز الدكتور مولاي الحسن السويدي، نائب الوكيل العام للملك لدى إستئنافية مراكش، في مداخلته التي قدمها في الندوة العلمية للمهرجان الوطني للبيعة المباركة لجلالة الملك ، والذي تجري أطواره مابين 20و 23 يوليوز الحالي بمدينة مراكش،بمشاركة العديد من الفعاليات الأكاديمية والديبلوماسية والفنية والثقافية الوطنية والدولية أن البيعة من الصفات الأساسية التي يتصف بها نظام الحكم في المغرب، والتي يؤسس لها النص الشرعي القرآني والسنة النبوية الحميدة .
وأشار السويدي في مداخلته التي تناولت أسس البيعة في نظام الدولة المغربية أن إستقرار السلطة، مرتبط في المملكة المغربية بمجموعة من المعطيات الشرعية الدينية والتاريخية التي تطورت في تاريخ المغرب منذ دخول الإسلام إليه، وبيعة المولى إدريس الأول وتعاقب مجموعة من الأسر الحاكمة فيه، حيث ظل نظام الحكم ولايزال معتمدا على المبايعة وفق الأحكام الشرعية المعروفة في التشريع الإسلامي والأحكام التي تعرف في التراث الإسلامي المغربي والمشرقي بــ ”الأحكام السلطانية” .
وأكد الدكتور السويدي أن البيعة الملكية المعقودة لسلطان المغرب، على إعتباره أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين ، مكنت المملكة المغربية من الاستقرار ومن التنمية ومن متابعة مستجدات التطور العالمي بشكل تطبعه الملائمة والتميز، حيث قدم مجموعة من النماذج والمواقف التي تبرز خصوصيات تناول الفقه والعلم الشرعي والقانوني للبيعة في المغرب، إلى جانب المعطيات التاريخية الأخرى التي تحكم الظروف العامة والخاصة لكل مرحلة من مراحل تاريخ المغرب منذ الفتح الإسلامي إلى العصر الحالي .
في حين، قدم الأستاذ الأكاديمي والباحث بمديرية الوثائق الملكية بالرباط عبد العزيز تيلاني، قراءة تحليلية في البيعات السلطانية من خلال الوثائق المغربية ، مؤكدا أن هذه البيعات تبرز مدى العلاقة الشرعية التي طبعت مسارات الحكم المغربي، وربطت ملوك المغربة مع المغاربة، ضمن جذور تاريخية ، كانت رأسمال روحي وشرعي وحضاري وثقافي على امتداد التاريخ يتجاوب فيه الشكل مع المضمون ، ليعطي اختزالاً لمفهوم نظام الحكم .
في حين تناولت كل من الأستاذة أمينة رضوان القاضية بمحكمة الإستئناف في الدار البيضاء، بيعة النساء بين الماضي والحاضر، والأستاذة أمينة وردني رئيسة منظمة الاليسكو الوطنية “البيعة من عهد الرسول “ص”إلى عهد أمير المؤمنين محمد السادس والتي أكدت على أهمية مبدأ البيعة في بلورة الشخصية المغربية، لما تتضمنه من مزج بين الماضي المجيد والحاضر المشرق ومن إستشراف المستقبل الواعد مند تولي جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده عرش أسلافه الميامين ولما حققه جلالته من أجل بناء المغرب الحديث وجهوده السامية ، في عصرنة الإقتصاد وتحديث المجتمع وتطوير الثقافة، وحفظ استقرار البلاد وأمن العباد في قوة من التلاحم بين العرش والشعب ، ومن عبق التاريخ و عمق الحضارة المغربية المتجذرة بالولاء و الإخلاص والتعلق بجلالة الملك محمد السادس وللأسرة الملكية الشريفة .