عمار شناعي فنان تشكيلي يهدي تتويجه للمغرب الذي ألهم تجربته
مـحــمــد القـنــور :
أهدى الفنان التشكيلي عمار شناعي تتويجه بميدالية الأكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والآداب للمغرب على إعتباره البلد الذي احتضنه وألهمه تجربته التشكيلية وصقل رؤيته للوجود والموجودات ، وبسحر طبيعته وعراقة حضارته ونوره الذي وصفه بالرباني الساطع الصافي ، ولدوره في توطيد وتنويع مساره التشكيلي
ويعتبر عمار شناعي من بين التشكيليين المغاربة القلائل الذين أسسوا لتجربتهم التشكيلية والإبداعية بالخارج.
هذا، وقد تمت مراسيم الإحتفاء والتتويج ومنح الفنان التشكيلي المغربي عمار شناعي ميدالية الأكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والآداب، بحضور العديد من الفنانين والمبدعين من مختلف الفنون التشكيلية والتعبيرية والمثقفين من مختلف أنحاء العالم .
وتعتبر الجائزة التي تحصَّل عليها شناعي نهاية الشهر المنصرم من قلب عاصمة الأنوار باريس،من أعرق الجوائز في أوروبا والعالم.
وخلال لحظات التتويج أبرز الناقد الفرنسي كوتيري في كلمة بالمناسبة أن التشكيلي المغربي عمار شناعي بصم تجربته الفنية انطلاقا من 1994 وهو ينظم معارض كانت تحتفي بمحيطه بمدينة الخميسات، حيث كان في طفولته شغوفا برسم المشاهد الجميلة، التي ينقلها من المجلات، والبطائق البريدية (الكارت بوسطال)، مما صقال حدسه الفني وساهم في تطوير عفويته الإبداعية ووضع عصاميته على سكة التميز والتألق ، لتتوالى معارضه الفردية والجماعية مع فنانات وفنانين تشكيليين آخرين بين سنتي 1994 و2005، كان أغلبها في مسقط رأسه مدينة الخميسات التي رأى فيها النور.
ويضيف كوتيري ، أن لوحات شناعي تعكس عمق الملامح العمرانية المغربية والثقافة التراثية الوطنية بكل دلالاتها ، وتترجم من خلال إستحضاره للوجوه الحالمة ولشخوصه مدى شساعة وتنوع أحلامه الصغيرة والكبيرة، ومن خلال تعبيره التشكيلي والقيمي عن الاحتفالات الفلكلورية والمواسم، عبر إستشراف روح مجتمعه التي منحته قيما تعبيرية وأطياف متناغمة وهارمونية خطوط وشخوص داخل فضاءات لوحاته .
ليظل عالم الفنان عالم فاتن تصويري يتقدم كخيط منسجم مع الاشكال والنغمات اللونية، كأنه يجعل من حس الفنان التشكيلي العميق والضمني مرجعا داخل مشهد الرسم المغربي المعاصر، من جهة أخرى تحيل النغمات اللونية المحملة برمزية طبيعية على عالم صغير مستوحى من الطبيعة الداخلية للفنان التي بالفعل والقوة طبيعة الأثر، وطبيعة البعد الخفي والباطني للمعالم والألوان جوهر معيشه ومتخيله الجمالي.