الكاتب السياسي والروائي عبد الكريم غلاب في ذمة الله

هاسبريس :

انتقل إلى رحمة الله اليوم الاثنين 14 غشت عبد الكريم غلاب الكاتب والمؤرخ والصحافي وأحد مؤسسي حزب الاستقلال عن عمر ناهز 98 عاما، حيث بعث صاحب الجلالة محمد السادس بتعزية لعائلة الفقيد .

وقد كان الراحل عبد الكريم غلاب ، أحد كبار مثقفي حزب الإستقلال وضمن الرواد الأوائل في اتحاد الصحفيين العرب ورئس اتحاد كتاب المغرب وأصبح عضواً في أكاديمية المملكة المغربية والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسة  المعروفة بــ بيت الحكمة .

كما عمل في مطلع حياته في المدارس المصرية والمغربية ثم عمل في الصحافة الأدبية. عيّن في وزارة الخارجية المغربية في أواسط القرن الماضي وأصبح وزيراً في الحكومة المغربية عام 1981.

أسس في القاهرة أثناء دراسته الجامعية، مع عدد من الطلاب المغاربة رابطة الدفاع عن المغرب ضمت مغاربة من تونس والجزائر ثم كوّن معهم “مكتب المغرب العربي” هدفه المطالبة باستقلال الدول المغاربية والمطالبة بتحرير بعض القادة الذين سجنتهم السلطات الفرنسية المستعمرة. وعمل لدى عودته إلى المغرب أستاذاً وصحفياً ومناضلاً فدخل السجن ثلاث مرات.

ثم عاد بعد استقلال المغرب سنة 1956 إلى الصحافة ودخل السلك الديبلوماسي ولكنه استقال بعد مدة قصيرة ليعاود عمله في الصحافة من خلال جريدة العلم حيث عمل فيها أكثر من ربع قرن. وكان خلال هذه المدة يؤلف العديد من الروايات على غرار “فاس سبعة أبواب” و”أخرجها من الجنة” ورواية “مات قرير العين” بالإضافة لخالدته رواية “دفنا الماضي” كما ظل الراحل ينشر ويلقي العديد من المحاضرات حول مكنونات الثقافة المغربية وآصالة البلد المغربي في العديد من بلدان الشرق الأوسط وفي فرنسا وكندا والولايات المتحدة.

وقد أجمعت شخصيات وقيادات سياسية ، اليوم الثلاثاء 15 غشت الحالي بالرباط، على أن الراحل عبد الكريم غلاب هرم من أهرام الحركة الوطنية كان مدافعا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة.

وفي هذا السياق قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، على هامش تشييع جثمان المرحوم عبد الكريم غلاب اليوم بالرباط “فقدنا اليوم وطنيا كبيرا ومناضلا من عهد الحماية ساهم في تطوير الإصلاح السياسي والديمقراطي بالمملكة وكان صحفيا كبيرا أسهم في تطور الصحافة الوطنية وله أدوار مشهودة في تاريخ المغرب المعاصر ” مبرزا أن الراحل شخصية مهمة وقدوة للأجيال المقبلة.

من جهته قال الامين العام السابق لحزب الاستقلال، عباس الفاسي، إن الحزب والشعب المغربي والمثقفين المغاربة فقدوا شخصية جاهدت منذ شبابها حيث “سهر ( المرحوم) على تطبيق المبادئ وحارب الانحراف وكان لا يسعى إلى منصب أو جاه وكان يسعى إلى توعية الشعب المغربي والتنمية والحرية وبالخصوص حرية الصحافة”.

وأضاف الفاسي “فقدنا مناضلا أمضى حياته في سبيل الوطن والرقي بالإنسان من خلال عمله الصحافي والسياسي والأدبي وكان له طموح كبير للشعب المغربي”.

أما القيادي بحزب الاستقلال عبد الحق التازي، فوصف الراحل ب” هرم من أهرام” الحركة الوطنية مضيفا أنه كان “سياسيا ومفكرا وموجها وأديبا” كتب أكثر من 70 كتابا و حصل على جوائز عديدة سواء بالمغرب أو على الصعيد العربي و الدولي .

من جهته قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية،  عبد الإله ابن كيران، إن المرحوم عمل أكثر من سبعين سنة في النضال في الحركة الوطنية وفي عهد الاستقلال وفي الصحافة وفي الدفاع عن مصالح الشعب والمجتمع.

أما مولاي اسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، فأكد أن المرحوم “كان أستاذا على المستوى السياسي والصحافي والأدبي” حيث بصم بشكل قوي مساره كمناضل من أجل استقلال الوطن وكان مكافحا للارتقاء بالثقافة المغربية، معربا عن أمله في أن يكون قدوة لكل الأجيال القادمة.

يذكر أنه تم بعد صلاة الظهر اليوم الثلاثاء بالرباط، تشييع جثمان الصحفي والكاتب والسياسي المغربي الذي انتقل إلى عفو الله أول أمس بمدينة الجديدة عن عمر ناهز 98 عاما.

ولدى الراحل الذي أدار جريدة العلم لسنوات طويلة امتدت حتى العام 2000، العديد من الأعمال التي أغنت المكتبة العربية، من بينها مقالات صحفية ومقالات رأي، وروايات، ودراسات حول الإسلام وفي مجالي اللسانيات والفكر عموما.

ومن بين أعمال الراحل، الذي كان عضوا بأكاديمية المملكة، “نبذات فكر” و”في الثقافة والأدب” و”في الفكر السياسي”، إلى جانب أعمال أدبية ك”دفنا الماضي” و”المعلم علي” و”أخرجها من الجنة”.

وساهم المرحوم ، وهو خريج جامعة القرويين وجامعة القاهرة، في تأسيس اتحاد كتاب المغرب، المنظمة التي ترأسها في الفترة ما بين 1968 و1976.

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.