ترجمــــة : مـحـمــــد القـــنـــور :
عن مجلة News Week :
يبدو أن الوثائق المصنفة تحت «سرية للغاية» حول الرؤساء والزعماء التي تحصل عليها عادة وكالات الاستخبارات في اعالم بدأت تتجه في المستقبل **القريب الى المزادات: من يدفع أكثر يحصل عليها. سجلات وتقارير ورسائل سرية أصبحت معروضة للبيع في مزادات عالمية، والمهم في الأمر أن هذه الوثائق قد تحمل معلومات مهمة ولا يطلع عليها في نهاية المطاف الا المشتري.
حياة الزعماء والرؤساء القدامى والحاليين وخصوصا الأكثر جدلا باتت سلعة قيمة للتجارة وتجلب الكثير من الأموال لشركات تتاجر في الأرشيف التاريخي.
فعلى غرار وثائق تخص جمال عبد الناصر وستالين وياسر عرفات ونيلسون مانديلا وبنتو موسيليني والمهاتما غاندي وأدولف هتلر وغيرهم من الزعماء التي بيعت في مزادات علنية وتحمل حقائق لم تدون في التاريخ، قد يتجه المتاجرون في الأرشيف السياسي الى تثمين الوثائق السرية حتى للزعماء الحاليين وبيعها.
كما أن هذا المسار التجاري لم تسلم منه كل أنواع الوثائق السرية التي لا يعلم أحد من أفرج عنها الى العلن للاتجار بها. وكان الدور أخيرا على سجلات صحية واستخباراتية حول حياة الزعيم الألماني أدولف هتلر الخاصة تم اظهارها أخيرا ليس في معهد للدراسات التاريخية ولكن في مزاد علني رسى على أميركي. الوثائق التي تسرب بعضها الى الصحافة كشفت حقائق جديدة عن مدبر الحرب العالمية الثانية، أدولف هتلر.
إذ رُوجَت إشاعات أن هتلر الزعيم النازي كان مثليا، وكانت له خصية واحدة، وأنه كان يهوديا، وكان عاجزا جنسيا، وكلها معلومات روجها السوفيات والأميركان آنذاك عن الزعيم النازي الأكثر جدلا والأكثر شراسة إتجاههم والذي لا يمكن أن يمحى من التاريخ لأنه حسب المؤرخين هو أحد من صنع بشكل من الأشكال حقبة كاملة في التاريخ المعاصر، فـــ فوهرر ألمانيا أدولف هتلر.أو أشهر ديكتاتور في القرن العشرين لم يكن كذلك، فقد إنكشفت حقيقة حياته الشخصية بعد ظهور وثائق أميركية تعود الى عام 1945 تضمنت السّجلات الطبية للزعيم النازي أدولف هتلر وبيعت في مايو الماضي سنة 2017 بواشنطون في مزاد علني بنحو 19 ألف دولار .
فقد تضمنت هذه الوثائق بالاضافة الى سجلات طبية ، رزنامة من الأوراق من 74 صفحة تضمنت استجوابات لستة أطباء رئيسيين عاينوا هتلر، وكان كلّ منهم متخصصاً بمجالات علاج معينة للزعيم النازي أدولف هتلر إضافة إلى 178 صفحة تعود إلى عام 1945 جمعها الطبيب إروين جيسينغ الذي عالج هتلر حتى العام 1944 ، قبل أن يتم اعتقاله لدى القوات الأميركية.
وكشفت التحقيقات مع أطباء هتلر الستة أثناء اعتقالهم لدى القوات الأميركية عن حقيقة هتلر ، تبين من خلالها أنه المريض الأكبر في تاريخ زعماء التاريخ والتي بقيت قيد الكتمان منذ أكثر 67 عاما.
فـــ هتلر كما صوره السوفيات والأميركان ليس هو هتلر كما بقي في مخيلة الألمان القدامى والملايين الذين ينظرون اليه أنه الزعيم الفذ والمجرم القاسي قاتل الملايين ومحرق اليهود.
وحسب تقرير نشرته مجلة “في اس دي”VSD الفرنسية عن حقيقة هتلر المريض، تبين من خلالها تفحص سجلات سرية عن صحة هتلر ، أن فوهرر ألمانيا لم يكن مثليا أو يهوديا أو بخصية واحدة بل كان يعاني من عجز جنسي وأمراض في العين ورعشة في اليد من مخلفات انفجار قنبلة امامه في حادثة “فالكيري” الشهيرة ، ومن رضوض لازمته قبل ذلكــ ، عندما كان يشتغل ساعيَ بريد عسكري في الحرب العالمية الأولى.
هي في الواقع، حزمتان من الوثائق السرية حول أدولف هتلر التي باعتها شركة “الكسندر التاريخي للمزادات”المتخصصة في بيع الأرشيف التاريخي ، والتي كان من شأنها أن تكشف جانبا من حياة زعيم الرايخ الثالث الخاصة.
فقد أظهرت هذه الوثائق أن الزعيم النازي أدولف هتلر كان يتعاطى الكوكايين ويأخذ 28 دواء في الوقت نفسه، كما يحقنه أطباؤه بحقن لزيادة الرغبة الجنسية لديه، وتتضمّن السجّلات 10 صور أشعة لجمجمة هتلر ونتائج تخطيط أمواج الدماغ وصورا لداخل أنفه. وكان “بيل باناغوبوليس”رئيس دار المزادات ، قد أوضح أن الجيش الأميركي وضع يده على السجلات.
في حين كتب جيسينغ في تقريره ان هتلر كان يتنشق الكوكايين لتنظيف جيوبه الأنفية ويهدّئ حلقه، وأنه حين بدأ يطلب الكوكايين اضطر الطبيب لتخفيض العيار له.
وحسب تقرير مجلة “في اس دي” VSD المطلعة على السجلات الصحية عن هتلر التي تظهر للمرة الاولى، فان هتلر نظرا للبيئة غير الصحية له ، حيث عاش طفولته القاسية والشبه المتشردة ، فقد اتبع نظاما غذائيا للمحافظة على صحته التي كانت تشكو الكثير من الإضطرابات، حيث كان لا يأكل اللحم، ولا يشرب الكحول، ولا يدخن، مما سبب له النظام الغذائي الصارم مشاكل في الأمعاء كالغازات.
وذكر نفس التقرير أن هتلر كان يتناول حوالي 28 دواء في الوقت نفسه بينها حبوب مضادة للغازات التي تحتوي على ستريكنين وهي مادة سامة سببت له اعتلالاً في الكبد والمعدة، دفعت بالدكتور موريل الطبيب المشرف آنذاك على صحة هتلر في أن ينصحُه بتناول «الستريكنين» بحذر وعدم الافراط على تناوله. كما كان هتلر يتناول خصي الثيران الصغيرة لتحفيز رغبته الجنسية. حيث لم تكن له رغبة جنسية مفرطة، لكنه لم يكن عاجزا جنسيا كما أشاع السوفيات والإمريكان ، ودفع الأمر بالبعض الى الاعتقاد بان هتلر كان وفيا لرفيقته ايفا بروان ولم يعاشر غيرها.
وفيما كثرت الاشاعات حول احتمال شذوذ جنسي لهتلر الذي كان يفضل ان يكون محاطا بالنساء، كان هذا الأمر يُشعر هتلر حسب السجلات السرية بالانتشاء وكانت حاجته للنساء هو بمثابة توازن يخبأ من ورائه قسوته وجبروته.
هذا، وفيما يتعلق باشاعة ان هتلر كانت له خصية واحدة فقد فندتها السجلات الطبية الحديثة والتي أكدت أنه كان عاديا. لكن الروس عندما وجدوا جثته التي كان نصفها متفحما وجدوا خصية واحدة ، مما يعني أن النصف الآخر قد احترق. الا أن الزعيم السوفياتي آنذاك جوزيف ستالين روج لإشاعة أن هتلر كان بخصية واحدة للتقليل من شأنه. وذكرت الصحيفة الفرنسية أن هتلر وجد في الكوكايين ، الوسيلة الأنجع في نظره لتخفيف آلامه خصوصا بالفم والرقبة، مما دفعه في أن يدمن عليه، ويصفه أحسن وصفة طبية لتخفيف الامه الكبيرة.