مصادر تؤكد أن الرسول الكريم وقف في ظل هذه الصخرة في خطبة الوداع
هاسبريس :
إنها صخرة تقع أسفل جبل عرفات ، تبدو بشكل مميز وملفت للأنظار، حيث تؤكد العديد من المراجع التاريخية أن الرسول الكريم محمد استظل بها في حجة الوداع، وهي الحجة الوحيدة الذي قام بها الرسول بعد الهجرة.
وكان الرسول “ص” قد قال: “وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف”، وذلك بعد وقوفه بعرفة في السنة العاشرة من الهجرة، وتقع هذه الصخرة الشهيرة أسفل جبل عرفات، أو جبل “الرحمة” أو “نمرة”، وتمتد أمامها مساحة منخفضة، حيث ترجح مصادر تاريخية أنها المكان الذي وقف فيه الرسول وخطب الناس في حجة الوداع.
إلا أن حجة الوداع لم تكن الوحيدة للرسول كما تشير مصادر متعددة في السيرة النبوية، بل حج قبل الهجرة ثلاث مرات، وهي التي عرض فيها نفسه على الأنصار عند العقبة في البيعة الشهيرة.
وأوضح الدكتور عدنان محمد الحارثي الشريف أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة أم القرى ، أن توثيق الصخرة ضعيف في بعض الأجزاء من التاريخ، إذ إن “عرفات” من المواقع المهمة في الحج، إذ تكاد تكون الأهم، حيث لا حج لمن لا يقف بعرفات، أما فيما يعلق بالمكان والصخرة، فيؤكد الحارثي إن المصادر تشير لـ “حصيات أسفل جبل عرفة”.
ويضيف الحارثي في السنة العاشرة حج الرسول الكريم بصحبة 100 ألف من المسلمين، وهو عدد كبير وقفوا بعرفات، واستمعوا لخطبة الوداع وتناقلها الناس فيما بينهم، حيث يشير إلى أن الحجة الأولى في الإسلام كانت في السنة التاسعة للهجرة، حيث أوفد الرسول محمد الصحابي أبا بكر الصديق، أميراً للحج على رأس 300 من المسلمين لتأدية مناسك الحج بعد فرضه ونزول القرآن فيه، بينما حج الرسول في السنة العاشرة للهجرة.
وللإشارة، فبعد مسير أبي بكر الصديق، نزلت سورة “براءة”، وفيها تشريع بعدم دخول المشركين، وحجهم لمكة، وكما بعث أبو بكر بصددها علي بن أبي طالب، حيث تضمنت تشريعات “لا يطوف بالبيت عريان، ولا يحج بعد هذا العام مشرك”. ليحج بعدها الرسول بسنة كاملة، ويسير معه 100 ألف من المسلمين .