تعفن لحوم الأضاحي بالمغرب، وعائلات تضعُها في حاويات الأزبال
(أونسا) تضع خطة الشروع ابتداء من سنة 2018 لترقيم الأغنام والماعز
ســعــاد تـقـيـف :
أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)،في بلاغ توضيحي توصلت بنسخة منه “هاسبريس” أن اخضرار وتعفن أضاحي العيد،وتغير لون لحوم الأضاحي راجع بالأساس إلى تكاثر بكتيريا “كلوستريديوم” و”بسودوموناس” المتواجدة في الجهاز الهضمي لجميع الأضاحي .
وأشار ذات المكتب إلى أن “السقيطة” مباشرة بعد الذبح يتوقف جهازها المناعي وتستمر الباكتيريا بالتكاثر ، والإرتفاع حسب درجة الحرارة وتبلل السقيطة بالماء والتأخر في التبريد. التحاليل المخبرية التي أجراها على العينات التي تم أخذها من بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي من نوع الكلوستريديا وبسودوموناس وكوليفورم وسطافيلوكوك.
وأبرز بلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن الاستهلاك الوطني للحوم الحمراء يهم سنويا أزيد من 3،5 مليون رأس من الأغنام والماعز زيادة على أضاحي العيد التي يتم تهيئتها بمختلف مجازر المغرب حيث لم يتم تسجيل أية حالة من الاخضرار أو التعفن، علما، أن مصادر هذه المواشي هي نفسها في غالبيتها التي تزود السوق الوطني بالأضاحي.
وأكد البلاغ أن تسمين أضاحي العيد يتم بنفس الطريقة التي تحضر بها الماشية الموجهة للمجازر وتستعمل نفس الأعلاف، موضحا أن الأخبار التي روجتها بعض الجهات لا أساس لها من الصحة ولا تستند لأسس علمية دقيقة، مضيفا أن ذلك يتطابق مع ما خلص إليه البرنامج الوطني السنوي لرصد متبقيات الأدوية والمنشطات في اللحوم الغنم والماعز والبقر الذي استنتج خلو عينات اللحوم التي خضعت للتحاليل المخبرية من متبقيات هذه المواد. وأضاف أن المكتب سيقوم بتعزيز المراقبة بضيعات التسمين للتأكد من مصدر وجود الأعلاف واتخاذ الإجراءات العقابية لكل مخالف للقوانين المعمول بها.
كما أبرز البلاغ المعني أن عمليات التأطير والمداومة التي قام بها مفتشو وتقنيو المكتب قبل وبعد العيد شملت استلام 1449 شكاية من طرف المواطنين منها 670 شكاية تهم تعفن واخضرار لحوم الأضاحي من أصل 5،5 مليون رأس تم ذبحها خلال عيد الأضحى لهذه السنة أي% 0،01 والقيام بـ 6690 زيارة ميدانية منها 2649 لحظائر تربية المواشي الموجهة للأضحية، و3457 للأسواق ونقط بيع الأضاحي وإنجاز 2563 عملية تحسيسية، علاوة على مراقبة 4228 سقيطة و32.700 كلغ من الأحشاء، حيث تم إتلاف 10574 كلغ (8522 من اللحوم و2052 كلغ من الأحشاء) لكونها غير صالحة للاستهلاك.
وخلص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) إلى ضرورة تعزيز برامج التأطير الصحي لسلسلة الأغنام و الماعز عن طريق الشروع ابتداء من سنة 2018 في برنامج ترقيم الأغنام والماعز مما سيمكن من تتبع مسارها وتقوية عمليات المراقبة لحظائر تسمين المواشي للتأكد من احترام المعايير المعمول بها في مجال تغذية الحيوانات مع اتخاذ الإجراءات الجزرية ضد المخالفين وتقديمهم للقضاء طبقا للقوانين الجاري بها العمل مع التركيز في النصائح المقدمة سنويا بمناسبة عيد الأضحى على ظروف تحضير الأضحية وحفظ لحومها أخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى للخمس سنوات المقبلة سيصادف الفترة الصيفية التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة.
في سياق مماثل، سجلت جهات مراقبة ، أنه لم يسبق خلال السنوات الفارطة تسجيل حالات اخضرار أو تعفن اللحوم ماعدا هذه السنة والسنة الماضية بنسبة أقل، مشيرة أن عيد الأضحى، طالما تزامن مع فصل الحرارة، وشهور الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة والرطوبة، ولكن لم يتم تسجيل مثل هذه النازلة،ولم تستبعد ذات الجهات المراقبة في أن تكون قلة خبرة بعض الجزارين الموسميين، عدم احترامهم لشروط الذبح والسلخ والنظافة الواجب توفرها عند تهييئ الأضحية وتقطيع لحومها هي السبب وراء هذه النازلة، التي أدت بالعديد من العائلات المغربية إلى التخلي عن لحوم أضحياتها ، ووضعها في حاويات القمامات .