قصر فرساي بباريس ، عظمة أسطورية وجمال باهر
سـعـاد تـقـيـف :
موفدة “هاسبريس” إلى باريس :
يكشف قصر فرساي Versailles الواقع على بعد 20 كيلومتراً جنوب باريس، عاصمة فرنسا، على أنه من أجمل قصور العالم ، ويجذب عدداً هائلاً من السياح على مدار السنة.
بنى الملك لويس الثالث عشر عام 1624 القصر ليقيم فيه فقط أثناء مروره في رحلات الصيد، غير أن الملك لويس الرابع عشر اتخذ منه قصراً رسمياً وأقام فيه إلى أن جاء الملك لويس الخامس عشر وقام بإضافات بحات جديدة ومرافق أخرى وحدائق للقصر. هذا، وأثناء الثورة الفرنسية، بيع كثير من تحف القصر. في عام 1833، غير أن الملك فيليب بعد ذلكـ أعلن قصر فرساي كـ”متحف” مما جعل أبوابه تفتح في وجه العموم من زوار العاصمة الفرنسية منذ سنة 1837 حتى يومنا هذا.
ولعل من أبرز مايشتمل عليه قصر فرساي قاعة المرايا الشهيرة، التي تتواجد بداخلها 17 مرآة محاطة بالأقواس، إذ كل قوس منها يحتوي على 21 مرآة تعكس 17 نافذة مقنطرة وتطل القاعة على الحدائق.
ويعتبر فرساي أكبر وأفخم قصر في العالم ، حيث يحتوي على أكثر من 2143 نافذة و 1252 مدفأة و 67 سلماً، ضمن نسق معماري فريد يجمع مابين الفرادة والتنوع الهندسي، مما يجعل من فرساي نموذجاً رائعاً للفن المعماري في فرنسا خلال فترة القرن الثامن عشر، دفع بــ الـ”يونيسكو” في أن تصنفه من مواقع التراث العالمي .
وحسب معلومات إستقتها “هاسبريس” من العديد من المصادر العاملة بالقصر، فإن أكثر من 10 آلاف شخص يعملون في هذا القصر، من خبراء التحف ومرمميها، والمهندسين وعمال وعاملات الصيانة، والتنظيف، ومحافظي الآثار والتحف الفنية، خصوصا وأن فرساي يحتوي على الآلاف من اللوحات التشكيلية التي تعود إلى فترة الكلاسيكية والنيو كلاسيكية والرومانسية ، لكبار الرسامين العالمين .
هذا، ويتبع القصر حدائق متنوعة ومنمقة تعتبر واحدة من أجمل الحدائق في العالم، وتعرف باسم “حدائق فرساي”. وتقع هذه الحدائق في الضواحي الغربية في باريس على مساحة 800 هكتار وقد صممها كل من المهندسين كلود موليه وهيلبر ماسون في عام 1630 ، تتوزع على حدائق البرتقال التي تقع في جنوب شرق الحديقة في باقة تشجيرية لأكثر من ألف شجرة معظمها من أشجار البرتقال، ثم نافورة لاتونا التي صممت على شكل كعكة الزفاف وصممها بالتاسار، وهي مؤلفة من طبقات عدة، أولها الطبقة الأولى التي تستمد شموخها من الأساطير الإغريقية للآلهة لاتونا وأولادها ولابولو وديانا والطبقة الثانية والثالثة التي تزدان بمنحوثات الضفادع، ثم الطبقة الرابعة حيث تتربع تماسيح وسلاحف منحوثة لا تنقصها سوى الحركة. وتعمل هذه النافورة المذكورة 3 مرات في الأسبوع.
كما تتواجد بفرساي نافورة أبولو الشهيرة، نافورة تم تصميمها من الذهب الأصلي مستوحاة من أسطورة أبولو ، التي تعكس إمتزاج أشعة الشمس الذهبية المشيرة إلى المعرفة، مع شعار الملك الذي يعكس أبهة القوة، وقوة الأبهة، ضمن منحوثة تتدفق بالحركة للإله أبولو المستوحى من الأساطير اليونانية وهو يقود مركبته نحو الأعالي، مخترقا لكهف الحوريات.