معرض في باريس يستعرض 1000 عام من تاريخ مسيحيي المشرق العربي
سـعـاد تـقـيـف :
موفدة”هاسبريس” إلى باريس :
تحت شعار “مسيحيو المشرق: ألفا سنة من التاريخ” يحتضن معهد العالم العربي في باريس لغاية 14 يناير المقبل معرضا هو الأول من نوعه بأوروبا يعرف بحضور المسيحيين بالعالمين العربي والإسلامي، من خلال مخطوطات نادرة بعضها يعرض لأول مرة.
ويبرز المعرض الجانب الحضاري والثقافي والديني والسياسي للأقلية المسيحية في لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر وتركيا وأرمينيا وكافة بلدان المشرق ويلقي الضوء على أوجه الاختلاف والائتلاف بين مختلف الكنائس الشرقية مقارنة بمثيلاتها في أوروبا وأمريكا .
وأفاد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس في تصريح لــ “هاسبريس” إن المعرض ذو طابع ثقافي وحضاري وغير متربط بأجندة سياسية أو بما يقع في العالم العربي من حروب أهلية، أو استهداف للمسيحيين من طرف الجماعات الإرهابية، لأن هذه الأخيرة تستهدف المسلمين قبل المسيحيين.
وأوضح لانغ أن المسيحيين جزء لا يتجزأ من الهوية والثقافة العربية والإسلامية، وأن تاريخ العلاقات بين المسيحين والمسلمين شهد فترات مضيئة، في التعايش والاحترام المتبادل، تنسف كل الأحكام المسبقة والنظريات التي تزعم بحتمية الصراع بين الأديان والحضارات.
من جهة أخرى ، أوضحت إيلودي بوفار مسؤولة المعرض، أن هذا الأخير فريد من نوعه على الصعيد العالمي، لأنه يوثق لألفي سنة من تاريخ المسيحية بالمشرق، وذلك من خلال نحو 360 قطعة أثرية ومخطوطة نادرة، تم الحصول عليها من مختلف المتاحف والكنائس في العالم.
كما أشارت إيلودي بوفار أن المعرض يهدف لإبراز التنوع الثقافي والديني بين مختلف الكنائس لمختلف الطوائف الكلدانية والآشورية والقبطية والرومية والأرمنية والسريانية والمارونية.
وحسب بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” فإن المعرض يكشف ثراء وتنوع الكنائس الشرقية، من خلال أعمال فنية فريدة بينها مخطوطات وكتابات قديمة، وفسيفساء، وجداريات يعود تاريخ بعضها إلى القرن الثالث الميلادي، إضافة إلى أناجيل بعضها يعود للقرن السادس الميلادي، مكتوبة باللغتين السريانية والآشورية إضافة إلى اللغة العربية.
كما أن المعرض يشير إلى فترات مضيئة وأخرى قاتمة ودامية، في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين خصوصا ما يتعلق بالحروب الصليبية، وما شهدته من فظاعات ومجازر باسم الدين.
ويخصص المعرض جانبا من التعايش بين المسلمين والمسحيين إبان الحكم العثماني، عبر مخطوطات وكتب نادرة، بينها رسالة يرجع تاريخها لعام 1528، مكتوبة بماء الذهب بيد السلطان سليمان القانوني، والتي تعهد فيها بحماية المسيحيين وضمان حقوقهم من دون تمييز في كل المناطق التي تقع تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.
وحسب ذات البلاغ، فمن المنتظر أن يشهد المعرض ندوات فكرية ولقاءات ثقافية وعرض أفلام وثائقية عن مسيحيي المشرق، وعلاقتهم بالعالم الإسلامي، إضافة إلى التحديات التي يواجهونها حاليا بسبب ما يعيشه العالم العربي من فتن وصراعات وحروب أهلية ومن انتشار للجماعات الإرهابية.