الروائيان”الأعرج” و”يخلف”ضيفان على الكاتبات المغربيات بباريس
سـعـاد تـقـيـف :
موفدة “هاسبريس” إلى باريس :
بقاعة لارماتان في باريس، نظمت رابطة الكاتبات المغربيات ، أول أمس لقاءا ثقافيا مع كل من الأديبين واسيني الأعرج ويحي يخلف، وهو اللقاء الذي جاء في إطار إنفتاح الرابطة المعنية عن قضايا الفكر والآداب، ومختلف التجارب الإبداعية، .
وعرف هذا اللقاء الأدبي ، المنظم تحت عنوان” روائيان في الدوامة العربية” والذي أدارته الزميلة الإعلامية والأديبة نديرة لقليدة، العديد من المطارحات حول علاقة الأدب والأديب العربي بالواقع وبالآخر وحول تماهيات الثقافة المعاصرة بين الذات والموضوع ، على أساس أن الرواية عند كل من الأديب الجزائري واسيني الأعرج والأديب الفلسطيني يحي يخلف، تعتبر تشکيل للحياة ويعتمد هذا التشکيل علی حدث الناس فی خلال شخصيات متفاعلة مع الأحداث والوسط الذی تدور فيه هذه الأحداث وتصل فی النهاية إلی نتيجة اجتماعيّة أو سياسيّة أو فلسفيّة أو غيرها …
كما تطرق المجتمعون إلى كون الرواية العربية المعاصرة عرفت تطورا كبيراً وسريعاً، واكب حركة التطور وتطابقت مع معايير الخطاب الحديث، كما لم تعد الرواية العربية المعاصرة مجرد تقرير عن تجربة، بل هي تصوير فني ودلالي للتجربة، توحي بمعان إنسانية ونفسية واجتماعية وإيديولوجية عامة، حيث تتضح معانيها ومعالمها، ويعظم أثرها كلما تعمق الكاتب في معالجة المشكلات والقضايا التي تهم الإنسان، وتشكل حيزاً من تفكيره.
كما تعد الرواية المعاصرة سواء من خلال تجربة الروائي واسيني الأعرج، أو يحي يخلف مادة خصبة لدراسة الباحث ، تتراءى فيها شروط النص منذ اللحظة التي يلتقط فيها القارئ خيوط السرد، حيث صارت الرواية تَهبُ نفسها للمتلقي في توافق وانسجام كلي، مما يجعلها مادة أثيرة في الدراسات الجديدة، وميدانا لتطبيق النظريات النقدية الحديثة.
وللإشارة، فقد ولد واسيني الأعرج في 8 غشت 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية في تلمسان وهو أستاذ جامعي وروائي جزائري. يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وبجامعة السوربون في باريس. ويعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الجزائر وفي الوطن العربي.
وعلى خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه، تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائمًا عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها. إن اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزًا ومستقرًا ولكنها بحث دائم ومستمر، إذ من أهم رواياته “الليلة السابعة بعد الألف”بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، ورواية “طوق الياسمين” و”وقع الأحذية الخشنة”ورواية “ما تبقى من سيرة لخضر حمروش” ورواية “نوار اللوز” ورواية “مصرع أحلام مريم الوديعة”، ورواية “ضمير الغائب”.
كما له الكثير من القصص والدراسات الأدبية يمتاز واسيني الأعرج بإعتماد التاريخ في رواياته وإبرازالرغبة في استرداد الأساليب الروائية الضائعة .
في حين يعتبر يحيي يخلف من أبرز الكتاب والروائيين الفلسطينيين، فقد ولد في سمخ على الضفة الجنوبية لبحيرة طبرية بفلسطين عام 1944، وهُجّرت أسرته إلى الأردن بعد النكبة، وعاش في مدينة اربد الأردنية ودرس في مدارسها يحمل دبلوم المعلمين وليسانس آداب من جامعة بيروت العربية. عمل في التدريس والصحافة،ونشر قصصه الأولى في مجلة(الأفق الجديد)التي كانت تصدر في القدس في منتصف الستينيات من القرن الماضي،ثم بدأ ينشر في مجلة (الآداب) البيروتية.
ومن أبرز روايته “المهرة” ورواية “نجران تحت الصفر” ورواية “تلك الوردة المراة” ورواية”تفاح المجانين”