في ندوة علمية حول موضوع “الميراث الروحي لأبي القاسم الجنيد وحاضرنا” في مدينة مراكش، هاجم أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية من اعتبرهم بـ “أعداء التصوف”، واعتبر بأنهم يحاربون جوهر الدين الإسلامي ويسعون إلى ترك الإسلام “قشورا بلا جوهر”، كما وصفهم بـ “الجهالة الذين يريدون تجريد الدين من أبعاده الروحية وقيمه الإنسانية”.
وشدد التوفيق في ذات الندوة التي حضرها أول أمس السبت 28 أكتوبرالحالي كل من عبد الفتاح البجيوي عامل عمالة مراكش، و والي جهة مراكش آسفي، وعواطف البردعي نائبة رئيس المجلس الجماعي ، عمدة مراكش ، ومجموعة من المسؤولين والأطر والفعاليات العلمية والأكاديمية ، ، على أن هذه الطائفة تحارب هذا بعد الباطني والروحي في التوحيد، وتنكر ذلك على أهله لتعمل على زرع الفتنة.
وأكد التوفيق، أن المسلمين رأوا بأن الله ظاهر وباطن، واستخلصوا منه أن العبادات يجب أن تكون ظاهرة في جزء منها وباطنية في جزء آخر، “غير أنهم تخوفوا من هذا الباطن، فأنكروا هذا الباطن وبالغوا في الإنكار، على عكس المؤسسين الأولين الذين قالوا بأن لكل مقام، وهناك مقام لخاصة الناس يخصهم ولا يلزم العامة”، على حد قوله. وأضاف الوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن الإمام أبو القاسم الجنيد الذي يعد أهم مؤسسي الطرقية أي علم التصوف، كان متمسكا بالكتاب والسنة، وقيد علمه وطريقته به، وأوضح أن هذا هو ما يمكن أن يعطي المشروعية للتصوف في مواجهة خصومه، رغم أنه لا يحتاج لمن يعطيه مشروعية. وكشف التوفيق، أن “أكثر من ثلثي الفقهاء وعلمائنا كلهم كانوا فقهاء وأصحاب طريقة سلوك، وهم يعرفون جيدا ما جاء في القرآن والسنة وهم أحرص على أمتهم من غيرهم”. واستغرب التوفيق أن تعلن طائفة عداء الصوفية وأبعادها الروحية في الوقت الذي تتسابق فيه الديانات اليوم في إعطاء الإنسانية قيما روحية، خاصة وأن الإسلام انطلق من القيم الروحية والأخلاقية. وأشار التوفيق إلى أن علم التصوف يهتم بالأخلاق قبل أي شيء، ويحث المرء على أن يحاسب نفسه بنفسه، وقال إن الجنيد كان له أستاذ يسميه المحاسب وكان وظيفته هي محاسبته، والأمر الذي يحمل ما يحمله من إشارات عميقة لتقارن التصوف بالعمل، حتى أن بعض العارفين كانوا يقولون “من فاتك في الأخلاق فقد فاتك في التصوف”.