أكاديميون بمراكش يخضعون الطاقة النظيفة لمعايير البناء

هاسبريس :

تمكن فريق من الباحثين بجامعة القاضي عياض بمراكش، من رفع تحدي حقيقي يتمثل في إحداث بناية تحترم البيئة، من خلال تطوير مشروع إيكولوجي نموذجي يتوخى منه عقلنة استعمال الطاقة في قطاع البناء بمبادرة من طرف فعاليات علمية تتكون من باحثين وأساتذة جامعيين بجامعة القاضي عياض بمراكش، يروم عقلنة الطاقة في قطاع البناء من خلال مساهمته في تقليص فاتورة استهلاك الكهرباء وتقليص حدة انبعاثات الكاربون ، وفي إطار لأبحاث العلمية المبذولة من أجل حماية الحياة الإيكولوجية والمحافظة على الموارد الحيوية والبيئة..

في ذات السياق، أوضحت الدكتورة ليلى ماندي، مديرة المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة، والأستاذة بجامعة القاضي عياض بمراكش  أن قطاع البناء يستهلك الكهرباء بشكل كبير، مما يجعل استعمال المصابيح الاقتصادية واللجوء إلى الكهرباء المنتجة عن طريق الألواح الشمسية يكتسي أهمية كبرى في مجال النجاعة الطاقية، مبرزة أن إدماج الألواح الشمسية في البناء المتعدد الاستعمالات سيمكن هذه البنايات من تحقيق الاكتفاء الذاتي بخصوص استهلاك الطاقة، مشيرة لإلى  أن هذا المشروع، المنجز لأول مرة بجامعة القاضي عياض بمراكش، يشكل نموذجا للنجاعة الطاقية بقطاع البناء، ويمكن تعميمه لبناء حجرات دراسية عمومية.

وأضافت ماندي،أن هذا النموذج المتطور تم إنجازه عبر استعمال مواد محلية طبيعية (الطين، الحجر والقصب)، بحيث يساهم في تقليص حدة انبعاثات الكاربون، مضيفة أن الطين، الذي يعد المادة الأساسية في تشييد هذه القاعة، لديه مميزات تتمثل في امتصاص الرطوبة وارتداد الصوت.

كما أوضحت ماندي أن أنظمة التبريد التقليدية في قطاع البناء يساهم بشكل كبير في الرفع من انبعاثات الكاربون، ويبرز نجاعة تصميم البناء وتوجيهه واختيار المواد الطبيعية المحلية في البناء وإدماج أنظمة إيجابية للتبريد والتسخين، من شأنها ضمان ظروف جيدة داخل هذه البنايات وبالتالي تقليص استهلاك الطاقة بها.

ووعيا منه بالأهمية التي تكتسيها النجاعة الطاقية كآلية لتقليص استهلاك الطاقة في مجال البناء، الذي يعتبر من بين أهم القطاعات المستهلكة للطاقة بنسبة 25 في المائة على المتسوى الوطني، طور المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش هذا المشروع النموذجي، الذي أطلق عليه “كوب 22” تخليدا لإحتضان مدينة مراكش لقمة المناخ العالمية .

ويقضي هذا المشروع، الذي يندرج في إطار الجهود التي يقوم بها المركز في مجال البحث العلمي بخصوص الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، ببناء قاعة نموذجية متعددة الاستعمالات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش تحترم البعد البيئي والنجاعة الطاقية، من خلال استعمال مواد محلية طبيعية.

وتسعى مهمة هذه البناية على مساحة 60 مترا مربعا والممولة من قبل جامعة القاضي عياض بغلاف مالي إجمالي يقدر بــ 200 ألف درهم، إلى توطيد نموذج بيداغوجي متجدد من خلال استعمال مواد محلية غير قابلة للتحول خاصة الحائط والأرضية والسقف وأساس البناية، حيث تتيح الرفع من مستوى النجاعة الطاقية للبناية، وتقليص كلفة الفاتورة الطاقية والمساهمة في التنمية المستدامة.

في سياق متصل ، أوضحت الدكتورة لطيفة بلالي ، الأستاذة الجامعية بكلية العلوم السملالية ‏، ومنسقة مشروع “إيراسموس بلوس بروميد” ” ERASMUS+PROEMED العلمي بجامعة القاضي عياض ،  في إتصال لــ”هاسبريس” بها، أن تنظيم هذا ‏اللقاء بمراكش، يسعى إلى إطلاع المشاركات والمشاركين على التجربة العلمية المغربية ‏وابرازالبرامج البيداغوجية والعلمية للماسترالحالي بجامعة القاضي عياض بمراكش ، والجامعة ‏الأورومتوسطية بفاس في هدا المجال، وخلق فضاءا لتبادل ‏التجارب بين الجامعات من خلال إعداد ‏وتطوير مختلف المناحي التطبيقية و المختبرية حول مجالات النجاعة الطاقية في ‏المجالات ‏العمرانية، وقصد توفير مناخ علمي وأكاديمي ملائم للتعبئة ، وإنجاح هذه المبادرة التشاركية الرائدة، ‏والعالمية التي تشارك فيها الدول المغاربية الثلاث المغرب والجزائر وتونس وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى بولونيا التي ‏إحتضنت اللقاء الأول في رحاب جامعة فارصوفيا من أجل تهيء ماستردولي ، يروم التخصص في ‏البيئة والنجاعة الطاقية في الميدان المعماري . ‏

وأضافت الدكتورة بلالي ، أن تهيئة سلكـ ماستر في الجامعة المغربية يختص بالنجاعة الطاقية في ‏مجالات ‏البناء والمعمار، ويراعي مقومات السلامة البيئية ، من شأنه أن يفتح الجامعة المغربية، على ‏‏مختلف المؤسسات الجامعية ذات نفس الإهتمام، على غرار المدرسة الوطنية للهندسة ‏المعمارية ‏بالرباط ووكالة تنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وعلى شتى المعاهد ‏والمؤسسات التعليمية ‏العليا المهتمة بهذا المجال ، وتمكين طلبة الماستر من معرفة مختلف التقنيات المتعلقة بمفهوم النجاعة ‏‏الطاقية في المباني، والمستجدات التي أصبحت من الأمور الأساسية التي يجب أخذها بعين ‏الاعتبار، ‏خاصة مع القانون الجديد للنجاعة الطاقية للبنايات.‏

 

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.