نقابة التعليم العالي تدعو لرفع التعبئة النضالية

هاسبريس :‏

سجل الأساتذة المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي،الآثار السلبية المباشرة على دخلهم من جراء تطبيق ‏القانون الجديد للتقاعد الذي عملت الحكومة على تمريره اعتماداً على الأغلبية العددية في البرلمان وخارج التوافق ‏المطلوب مع الفُرقاء الاجتماعيين. ‏
وذكر بلاغ صحافي توصلت به “هاسبريس” أن اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في إجتماعها الأحد ‏‏15 يناير الجاري، بالمعهد العالي للدراسات والأبحاث في التعريب بالرباط، خلصت إلى إنتقاد التقليص المستمر ‏لميزانية التعليم العالي و البحث العلمي العموميين في مقابل ما تغدق الدولة من المال العام على مؤسسات القطاع ‏الريعي لما سمي زورا بالشراكة عام عام؛والتكديس المُهين الذي تعرفه مدرجات وأقسام المؤسسات ذات الاستقطاب ‏المفتوح؛و التقليص من محتويات الدروس ومن الحيز الزمني المخصص لها، والحذف الذي يطال دروساً وتداريب ‏مختلفة. ‏
هذا، وغداة اجتماع مجلس التنسيق الوطني،الذي شكل محطة أساسية استحضر فيها الأساتذة ممثلو ‏المكاتب المحلية والجهوية للنقابة الوطنية للتعليم العالي الظروف التي وصفوها بالصعبة ، والتي طبعت الدخول الجامعي 2016-‏‏2017، والتي تشتد سوءاً سنة بعد أخرى نتيجة السياسة الرسمية للدولة في هذا المجال والتي تروم التخلي النهائي ‏عن طابع المرفق العمومي في التعليم العالي. ‏
إلى ذلك، وقف المجتمعون على إستمرار التدنى المطرد الذي تعرفه نسب التأطيرين البيداغوجي والإداري والخطر الداهم المُحدق ‏بتعليمنا العالي من جراء ارتفاع معدل السن لهيئة الأساتذة الباحثين وقُرب أعدادَ هائلة منهم من السن القانونية ‏للإحالة على التقاعد، والتلكؤ الرسمي، منذ سنوات، في اعتماد سياسة استباقية لمواجهة هذه المعضلة التي تنذر ‏بتوقف مؤسسات عن العمل. ناهيك عن الظروف الكارثية التي يمارس فيها الأساتذة أبحاثهم العلمية ضمن مختبرات ‏لا تتوفر على الشروط الدنيا لممارسة البحث كما هو متعارف عليه دولياً، وعن الظروف الاجتماعية المتدنية للطلبة ‏عموما والطلبة الباحثين خصوصاً، حيث دعت ذات اللجنة الإدارية كافة الأساتذة الباحثين للمزيد من التعبئة النضالية ‏المواطنة والمسؤولة دفاعاً عن تطوير البحث العلمي والارتقاء بمستوى التعليم العالي، وتحسين الظروف المادية ‏والمعنوية للأساتذة الباحثين.‏
وأفاد ذات البلاغ، في أن الدخول الجامعي 2016-2017 اتسم بمحاولة دق إسفين إضافي حسب تعبير ذات البلاغ ، في جسم التعليم العالي ‏العمومي من خلال استصدار رأي للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي يجاري التصور الرسمي المعَبَّرِ ‏عنه في مشروع القانون الإطار والرامي إلى العدول عن مجانية التعليم، تعميقاً للشرخ الاجتماعي والتفاوت الطبقي ‏وحرماناً لشرائح عريضة من الشعب المغربي من حق أساسي من حقوق الإنسان ألا وهو حقه في تعليم عالي مجاني، ‏منتج، جيد وعصري.‏
كما إستحضر المُجتمعون والمُجتمِعات في أفق عقد أول اجتمــاع للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الحادي عشر ‏للنقابة الوطنية للتعليم العالي يوم السبت 11 فبراير المقبل، مصير ملفهم المطلبي، منددين بتعطيل مصالحهم من ‏طرف المسؤولين الحكوميين الذين يتذرعون بتصريف الأعمال في الوقت الذي يعرف فيه الزمن السياسي المغربي ‏انحباساً غير عادي، يعطل المصالح العامة. ‏
كما ناقشوا مختلف القضايا التي تم طرحها على مستوى مجلس التنسيق الوطني سواء فيما يتعلق بالوضع المزري ‏الذي يعيشه التعليم العالي العمومي أو تملص الحكومة مما سبق أن التزمت بحله من نقط ملفنا المطلبي.‏


وخلال النقاشات التي عرفتها أشغال اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، فقد ثمنت مختلف المداخلات ‏تصدي النقابة الوطنية للتعليم العالي لمحاولة التخلي عن مجانية التعليم باعتباره حقاً أساسياً من حقوق المواطنين ‏لاسيما الطبقات الفقيرة والأسر الهشة ، ذات الدخل المحدود في تعليم وتكوين بناتهم وأبنائهم على أمل ارتقائهم ‏الاجتماعي وانعتاقهم من براثن الفقر والجهل المفضي للعنف والتطرف، وأعربوا عن تثمينهم لإنسحاب الكاتب العام ‏للنقابة الوطنية للتعليم العالي من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وانسحاب ممثل الأساتذة به؛ ‏مطالبين المكتب الوطني والمكاتب الجهوية بدعم ومؤازرة أعضاء مجالس الجامعات الرافضين للتخلي عن مجانية ‏التعليم والتكوين، وممثلي النقابة بها، وحثهم على التصدي لمحاولة فرض الأداء بالنسبة للطلبة الموظفين ضداً على ‏مقتضيات الدستور، كما حصل بالرباط ومراكش؛ومشددين على الحكومة ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه مع ‏الوزارة الوصية حول مطلب رفع حالة الاستثناء عن حملة الدكتوراه الفرنسية وحول الدرجة الاستثنائية في إطار ‏أستاذ التعليم العالي، و اعتماد الدرجة “د” في نفس الإطار، وعلى ضرورة حل كل القضايا الواردة في الملف ‏المطلبي وخاصة استرجاع سنوات الخدمة المدنية وإنصاف الأساتذة الباحثين الموظفين في إطار أستاذ محاضر قبل ‏‏1997، وتثمن الحوار الجاري بين المكتب الوطني ووزارة التربية الوطنية بخصوص وضعية المراكز الجهوية ‏لمهن التربية والتكوين. وتطالب الوزارة بالعمل على تلافي الهدر في زمن التكوين وذلك بربط التأهيل بالتوظيف. ‏كما تطالب اللجنة الإدارية الوزارة الوصية بالعمل على تمكين أساتذة تلك المراكز حاملي الدكتوراه من تغيير ‏إطارهم إسوة بزملائهم العاملين بالجامعات، وكذا تسوية وضعية حاملي دكتوراه الدولة، ورفع العراقيل أمام ‏المترشحين لنيل التأهيل الجامعي؛
كما طالب المجتمعون من الحكومة الإسراع بإخراج المستشفيات الجامعية في كل من أكادير وطنجة إلى حيز الوجود ‏وتعبر عن رفضها لأي حل ترقيعي لاشتغال اﻷساتذة اﻷطباء في المستشفيات الإقليمية أو الجهوية، بعيداً عن القانون ‏المنظم للمستشفيات الجامعية، كما تطالب الوزارةَ الوصية بالالتزام بما تم الاتفاق حوله بخصوص القانون المنظم ‏للمستشفيات الجامعية؛ وبالزيادة في أجور الأساتذة الباحثين والتي ظلت مجمدة لأكثر من عقدين من الزمن، مع إعفاء ‏التعويضات عن البحث العلمي من الضريبة على الدخل؛ ومنددين بالإجهاز على قدرتهم الشرائية المتمثل في النقص ‏الذي عرفته أجورهم انطلاقاً من شهر شتنبر 2016 من جراء تطبيق القانون الجديد للتقاعد الذي سبق أن عبرت ‏النقابة الوطنية للتعليم العالي عن رفضها له، وعن إصرارها على النضال من أجل إلغائه. كما تطالب الحكومة بفتح ‏الحوار مع النقابة الوطنية للتعليم العالي من أجل اعتماد التدابير المصاحبة للراغبين في تمديد عملهم في التعليم ‏العالي بعد بلوغ السن القانونية للتقاعد؛ و بالتماطل الرسمي في إخراج النصوص التنظيمية للتكوين المستمر الذي ‏زاغ عن أهدافه المواطنة التي تخدم التنمية البشرية للبلاد بالانفتاح على المحيط الاقتصادي و الاجتماعي ‏المنصوص عليه في القانون 01.00. وتطالب بالقطع مع حالة الفوضى والتسيب الذي تعرفه مؤسسات التعليم العالي ‏في هذا المجال و انعكاساتها السلبية على جودة التكوينات الأساسية وعلى مجانية التعليم العمومي ووضع حد ‏للسلوكات المشينة التي يعرفها التطبيق المنحرف للتكوين المستمر؛ ومؤكدين على ضرورة الإسراع بإخراج نظام ‏أساسي منصف محفز ومنفتح للأستاذ الباحث مبني على إطارين أستاذ محاضر وأستاذ التعليم العالي ويأخذ بعين ‏الاعتبار المهام الجديدة للأساتذة الباحثين كتدبير ضروري لمواجهة الضعف الخطير لنسبة التاطير. كما تندد بما ‏يسمى بالتعاقد في التعليم العالي كحل ترقيعي ينم عن قصر نظر لمواجهة النقص المتفاقم في أعداد الأساتذة الباحثين ‏من جراء المشارفة على السن القانونية للتقاعد، ويفضح بجلاء المقاربة المحاسباتية للتعليم العالي باعتباره عبئاً ‏موازناتياً وليس استثماراً استراتيجياً ومفتاحاً للتنمية الاجتماعية الحقيقية كما أثبتته التجارب الناجحة للدول النامية؛ ‏وتسهيل المساطر المالية (صرفاً و تحويلاً) وعقلنةِ وترشيدِ وتدبيرِ الموارد المتوفرة مع اعتماد المراقبة البعدية ‏للميزانيات المرصودة، لما لذلك من انعكاس مباشر على جودة التكوين و البحث؛ وبالسحب النهائي لمرسوم دمج كلية ‏الآداب ظهر المهراز مع كلية الآداب سايس وإحداث مدارس بوليتكنيك الذي تم ارتجاله في تجاهل تام للهياكل ‏وللأساتذة المعنيين الأولين؛ ومعبرين عن استعداد النقابة الوطنية للتعليم العالي، للدفاع عن الجامعة العمومية وعن ‏سمو الشواهد الوطنية وتطالب الحكومة بإلغاء المرسومين 665-14-2 و183-15-2 المرتبطان بالاعتراف ‏بمؤسسات للتعليم العالي الخصوصي دون سند قانوني؛ وتوحيد معايير اجتياز الأهلية للحد من ظواهر الشطط الذي ‏تبرز هنا أو هناك؛ كما تطالب بالالتزام الصارم بالضوابط القانونية في تشكيل اللجن العلمية المكلفة بمباريات ‏التوظيف، بعيداً عن الزبونية أو الإقصاء؛ وبالاستجابة السريعة للطعونات المختلفة التي تتلقاها الإدارة، محلياً أو ‏مركزياً، خاصة فيما يتعلق بعملية الترقي من إطار أستاذ مؤهل إلى إطار أستاذ التعليم العالي نتيجة المقاربات ‏المختلفة و”الاجتهادات” الشخصية لعدد من المسؤولين المحليين والتي تتخذ أحياناً طابعاً انتقامياً أو مساومات؛ ‏معربين عن استعداد النقابة الوطنية للتعليم العالي، للدفاع عن الملف المطلبي في شموليته وذلك من خلال خوض ‏جميع الأشكال النضالية الذي تبتدئ بتنفيذ الإضراب المقرر من طرف اللجنة الإدارية لمدة 96 ساعة.‏
في ذات السياق، لم يفُوت اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في أن تجدد دعمها ومساندتها لعملية التنسيق ‏مع المركزيات النقابية المناضلة التي انتهجتها النقابة الوطنية للتعليم العالي، إن على المستوى الوطني أو الجهوي ‏تفعيلاً لشعار إحداث جبهة وطنية للدفاع عن التعليم العالي العمومي؛ حيث لم تُخفِ تذمرها من اتساع مظاهر البؤس ‏الاجتماعي و التخلف الاقتصادي الذي تعاني منه بلادنا، كنتيجة حتمية لاستمرار الحكومة المغربية في تبني خيارات ‏سياسية واقتصادية و تعليمية فاشلة؛ من خلال رفضها لمسلسل الإجهاز على القدرة الشرائية للمواطنين وتحميلهم ‏تبعات العجز المالي للصناديق والمؤسسات العمومية، أمام العجز الحكومي عن مواجهة الفساد و تفعيل ربط ‏المسؤولية بالمحاسبة.‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.