كانت إيقونات، كثيرا ما ألهبت خيالنا الطفولي ولاتزال تفعل …

مـحـمـد الـقـنـور :

فتحت عيناي في منزلنا المتواضع، فوجدت هذه الصور تؤثت حيطان غرفه، ولا تزال ، وكانت صورا تنتشر في كل المنازل في المدن والقرى، وكانت صورا تختزل الكثير من الإيحاءات والرمزية، والجمال والإنسانية والإنتصار للحقيقة والخير والكرامة، والإحترام والقوة و الرعب، وكانت صورا تبرز أزمنة ليست كالأزمنة ، و تكشف عن براري ليست كالبراري ، وعن كائنات وأشخاص لا توجد سوى في عوالم هذه الصور الفسيح ..


تستقطب إهتمامات الطفولة بالحكايات والرموز والألوان ، وكنت أَجِــدُ في إطالة النظر لهذه الصور متعة وفرحا وخيالا ، ورعبا و وَجَلا لاحدود له ، وخوفا من ألتقي بأولائك الشخوص الشريرة في مكان ما ، من “عفاريت سيدنا سليمان” أو ذاكـ “الغول” الخطير المدجج بالسلاح والقرون الكبيرة الحادة ، ومع كل هذا، فقد كانت صورا تسرح بالمتلقي نحو عوالم من الخيال والمتعة لما لها من التأثير ومن قوة بلاغة لونية ،ومن حسن توظيب ودقة تصوير، ومن تنوع يقدم الأشرار أشرارا ، ويقدم من هم من طينة الصالحين .


ويبدو أن التباين الحاصل في في هذه الصور، يعود للتفاوت الواضح في الركن الأول من عملية إبداعها ، وفي قدرة مبدعها المغربي الغير المتناهية في إستحضار القصص الديني والحكايات الموروثة أبا عن جد .


ومن الصدف، أن إبنتي الصغيرة، أم الغيث تسترعي إنتباهها هذه الصور، فتسائلني عنها وعن أسماء أشخاصها من الرموز الدينية والصوفية ، فأجدني أصطنع كلاما يقترب من فهمها وقدرة إستيعابها، تنمية لخيالها وصقلا لبدور الشاعرية في قلبها الصغير

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.