‏”مولانا ” شريط سينمائي يثير زوبعة ‏في مصر ‏

هاسبريس :‏
أثار فيلم بعنوان “مولانا” للمخرج والسيناريست المصري مجدي أحمد علي، مأخوذ من رواية ‏للكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى تحمل نفس الإسم، زوبعة من الردود والإحتجاجات ‏والمقالات الإنتقادية والمقالات المضادة والتصريحات المتضادة في الأوساط الفنية والإبداعية ‏والإعلامية المصرية منذ عرضه في القاعات السينمائية في بداية يناير الجاري . ‏
وتتمحور أحداث الفيلم، الذي يلعب دور البطولة فيه النجم الشاب عمرو سعد ، قضايا دينية وسياسية ‏متشابكة، كالموقف من الشيعة، وكيفية النظر إلى السنة النبوية الشريفة، وكذلك علاقة السلطة برجال ‏الدين، والعلاقات بين المسلمين والمسحيين الأقباط في مصر، حيث تجري أحداث هذا الفيلم حول ‏شيخ يدعى حاتم الشناوي، وتحكي قصة تدرجه من إمام في مسجد تابع لوزارة الأوقاف إلى داعية ‏تلفزيوني ذائع الصيت، وما رافق ذلك من تطورات في حياته الخاصة وعلاقاته العامة مع دوائر ‏مختلفة من رجال الدين ورجال السلطة،وصناع القرار الإقتصادي من رجال ونساء الأعمال وما ينتج ‏عن مختلف هذه العلاقات من ضغوط وتحديات. ‏
هذا، ويشارك في بطولة الفيلم، كل من الفنانة درة، وأحمد مجدى، وبيومى فؤاد، ورمزى العدل، ‏وريهام حجاج، وصبرى فواز، ولطفى لبيب، والفنان النجم الراحل أحمد راتب. ‏
وعاد المخرج مجدي أحمد علي إلى السينما بعد ابتعاده عنها لما يقرب من 10 سنوات، بهذا الفيلم ‏المقتبس من عمل أدبي هو رواية “مولانا” لإبراهيم عيسى التي أثارت جدلا في مصر، والتي حققت ‏نجاحا كبيرا بأكثر من 12 طبعة، ووصولها إلى القائمة القصيرة لمسابقة جائزة “البوكر”، كما حققت ‏صدى أدبيا كبيرا في مصر أو في الوطن العربي. ‏
وبدأ الجدل حول الفيلم على القنوات التلفزية وصفحات الجرائد، ليمتد بعد ذلك إلى قبة مجلس النواب ‏وإلى أوساط رجال الدين، حيث اتهمه البعض بالإساءة لصورة رجل الدين وعلماء الأزهر بصفة ‏عامة ، والسخرية من الدعاة وإظهارهم بشكل سئ ، بينما دافع آخرون عن الفيلم معتبرين أنه “يعكس ‏الواقع”، ومتهمين منتقديه بالتربص. ‏
وكانت مجموعة من المنابر الإعلامية المصرية ، قد تناقلت تصريحات لعضو في مجلس النواب ‏طالب فيها بوقف عرض الفيلم وعرضه على لجنة متخصصة من مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ‏من أجل إقراره ، كما نقلت عن أحد الأئمة من وزارة الأوقاف وأزهريين انتقاداتهم لهذا الفيلم الذي ‏اعتبروا أنه يأتي امتدادا لممارسات فنية ساخرة من العاملين في المجالات التربوية والدينية، ولا ‏ينتمي للفن الهادف إلى الإرتقاء بذوق الإنسان وبناء ثقافته الواعية بقيم وطنه ودينه وإنسانيته. ‏
من جهته نفى مخرج الفيلم، مجدي أحمد علي، هذه الاتهامات، مشيرا أن الذين طالبوا بوقف عرض ‏الفيلم هم “متشددون ومتطرفون” حكموا عليه دون رؤيته، مؤكدا أن الفيلم لا يشوه صورة الداعية ‏على الشاشة. ‏
ولفت المخرج مجدي أحمد علي الأنظار في كون فيلم “مولانا” حصل على كل الموافقات من ‏الجهات المختصة، وعلى إجازة من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية،” وهو ما لايعطي الحق لأحد ‏في المطالبة بوقفه لأن هذا ضد القانون” ، مؤكدا أن “الفيلم يتعاطف مع الداعية وليس ضده “، ولا ‏يشوه صورته. ‏
ومن جهته، وصف طارق الشناوي الناقد الفني الفيلم بأنه ” عمل إبداعي جيد تناول قضية مهمة عن ‏تجديد الخطاب الديني”، مؤكدا أن المخرج “كان حريصا عند عرضه لشخصية وصورة عالم الدين”. ‏
وأضاف أن الفيلم “من أهم الأفلام السياسية الموجودة في السينما المصرية الآن ، فهو يقدم رؤية عن ‏الإسلام السياسي والعديد من القضايا الموجودة في المجتمع المصري الآن”. ‏
وفي تصريح له، قال النائب أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري، إنه ليس ‏للجنة أي علاقة بما قاله النائب الذي طالب بمنع الفيلم. ‏
وظل فيلم “مولانا” منذ عرضه، في صدارة الأفلام التي حققت أعلى إيرادات في القاعات السينمائية ‏بمصر، حيث أفادت الأرقام المنشورة بهذا الخصوص بأنه حاز النصيب الأكبر من هذه الإيرادات ‏بأربعة ملايين و300 ألف جنيه، في أسبوع عرضه الأول على الرغم من قرصنته وعرضه بجودة ‏عالية على عدد من المواقع عبر شبكة “الأنترنت”. ‏
وتجدر الإشارة إلى أن السينما المصرية ظلت على مدى تاريخها تعرض نماذج لرجال دين كانت لهم ‏أدوار مهمة في الأحداث التي عرفها المجتمع المصري، حيث أبرز نجيب محفوظ ، في هذا الإطار، ‏الدور الوطني لشيوخ الأزهر في ثورة 1919 ،كما قدم حسين صدقي الذي يعد أحد رواد السينما ‏المصرية صورة جيدة لرجل الدين في معظم أفلامه مثل “الشيخ حسن”، وكذا الفنان يحيى شاهين ‏الذي قدم دور رجل الدين في فيلم “جعلوني مجرما” بشكل يحافظ على سماحة الدين ووقار رجاله. ‏

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.