القوس الشهير لسعد بن أبي الوقاص يعرض بالمدينة المنورة
هاسبريس :
عن عـكـاظ السعوديـة :
يعرض أحد المتاحف العامة بالمدينة المنورة، أشهر سلاح استخدمه الرامي في بداية الإسلام الصحابي سعد بن أبي وقاص وهو أول من رمى بسهم في الإسلام، وكان القوس الشهير الذي دارت حوله العديد من القصص قدو وجد عند إحدى الأسر بالمدينة المنورة، وقد وصل لها القوس بالتوارث حتى تم وضعه بمتحف سكة الحديد.
القوس الخشبي المنحني باستدارة كبيرة، نقش عليه كتابة بالخط الثلث منذ فترة متأخرة، قول رسول الله للصحابي سعد بن أبي الوقاص، صاحب القوس الشهيرة ، في أحد “إرمِ سعد .. فداك أبي وأمي”.
ويحرص العديد من زوار المتحف، الوقوف أمام القوس الذي بدأت عليه عوامل الزمن بتآكل أجزاء من أطرافه، لمشاهدة أول سلاح استخدمه المسلمون بعد الهجرة واستقرارهم بالمدينة المنورة.
ويذكر فتح الرحمن أبو الجود: “القوس كان لدى والدي قبل نحو 40 عاماً في مجلسه معلق، وقد وثق بعض القصص حوله، وكان مجلس والدي مكانا للزيارة ومشاهدة القوس من قبل المهتمين والباحثين”.
وأبان أبو الجود أن قصة القوس تم توارثها من قبل العائلة، حتى وصلت لجدة، وهو يعرف تاريخها، قبل أن تصل لوزارة المعارف المـشرفة على المتاحف في ذلك الوقت، ويتم وضعه في متحف العنبرية.
وأضاف أبو الجود: “كنت وقتها صغير السن، ولدي بعض الصور التي أرسلت لي والقوس معلق في مجلسنا، فهو القوس الثاني تاريخيا والذي احتفظت به المدينة المنورة لعدة قرون، وتوارثه الأجيال لدى دار أبو الجود الأنصاري بالمدينة”.
وتعود قصة السهم بعد هجرة المسلمين نحو المدينة المنورة، كانت سرايا بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت من بينها السرية التي انطلقت إلى ماء قرب مكة، فلقوا جمعاً كبيراً من قريش في أسفل ثنية المرة، فلم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى بسهم، فكان أول سهم رمي به في الإسلام.
ويعتبر الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، أحد المبشرين بالجنة ومن كبار ومهرة الرماة المعدودين في الإسلام، فهو صانع قسي وباري أسهم في الجاهلية، حتى برع في هذا المجال وأصبح من الرماة المشهورين والمعدودين ونادراً ما يخطئ الهدف، حيث كانت قوسه أشهر قوس وذات ميز كبيرة، فقد صنع أجودها له، وهو أول من رمى بسهم في الإسلام، وهو الرامي الذي فداه الرسول بأبيه وأمه يوم معركة أحد، فقاد معركة القادسية ، وساهم في الفتوحات الإسلامية في العراق وبلاد فارس.
كما يعد القوس أداة رمي، ويسمى مستخدمه بالرامي، وهو سلاح قديم كان لرماة السهام دور بارز في المعارك، وقد يقلبون القوى ويحولون الهزيمة لنصر، حيث ابتكر الإنسان القوس في عصر ما قبل التاريخ والتدوين، وقد أحدث الابتكار ثورة في طرق الصيد، إذ أصبح بمقدور الإنسان رمي الحيوان عن بعد، وقد أسهم هذا السلاح في الصيد والحروب، ويعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد.
ولايزال الرمي بالقوس أحد أشهر الرياضات المعترف به دولياً، حيث تقام مسابقات الرمي في عدد من بلدان العالم، ويعد إصابة الهدف بالقوس أمر في غاية الصعوبة، وتحتاج لتدريب مستمر.