“حوارات أطلسية” تنطلق بمراكش من أجل بلورة خطاب آخر وبوادر حلول

هاسبريس :

بحضور شخصيات رفيعة المستوى، من ضمنهم أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة ، ويوسف العمراني، الذي كان قد عينه صاحب الجلالة سفيرا لجلالته بجنوب إفريقيا، وعمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، وعمرو موسى،الأمين العام السابق للجامعة العربية، إنطلقت اليوم الخميس 13 دجنبر الحالي بمراكش،أشغال الدورة السنوية الخامسة لتقرير ” تيارات أطلسية حول الآفاق الأطلسية ” ، التي ميزت افتتاح أشغال الدورة السابعة للمؤتمر الدولي “حوارات أطلسية”، والذي ينظم سنويا من قبل مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، النهوض بالحوار الأطلسي بين جميع الأطراف المنتمية لهذا الفضاء الجيو- سياسي في افريقيا، ومنطقة الكارابيي، وعبر دو أوربا، وأمريكا اللاتينية، والولايات المتحدة ، حيث أصبح (الحوار) ضروريا بالنظر إلى التغيرات السريعة الحاصلة بالمناطق المنتمية للمحيط الأطلسي خلال السنوات الأخيرة، بهدف ترسيخ المساهمة التحليلية التي يقدمها هذا المؤتمر.

هـــذا، وتعرف فعاليات المؤتمر الدولي السابع لــ”حوارات أطلسية” ، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من مركز التفكير المغربي “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” نقاشات أكاديمية موسعة حول موضوع “ديناميات أطلسية.. تجاوز نقاط القطيعة”، مشاركة 350 شخصا من 90 دولة.

وتهدف “حوارات أطلسية” إلى بلورة خطاب آخر وبوادر حلول، وذلك عبر مقارنة وجهات نظر مختلف المشاركين المتدخلين من الشمال ومن الجنوب. وتهدف هذه الحوارات المتجذرة في المغرب، البلد الذي يقع على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، إلى تطوير ثقافة التميز الإفريقي، وروح الانفتاح والتنوع الكبير.

وحسب وثائق تقديمية حول المؤتمر، فإن الهدف منه يسعى إلى تسهيل البناء الجيو سياسي الجديد لهذه المنطقة الاستراتيجية، موضحين أن هذه الدورة الجديدة من الحوار الأطلسي تروم اكتشاف المشاكل الرئيسية وتحديد الاكراهات التي تعترض هذه المنطقة الاستراتيجية، لتحليل الاشكالات كأزمة المهاجرين، أو التعاون عبر المحيط الأطلسي في مجالات التغذية والفلاحة، ومعالجة الهوة القائمة بين الشمال والجنوب حول التغيرات المناخية، ومستقبل الحكامة المتعددة الأطراف في مجال الأمن والتجارة الدولية، فضلا عن آفاق الأزمة المالية العالمية الجديدة، واستنادا إلى تحليل باحثين ومختصين رائدين في مجال التنمية، يقدم التقرير تحليلا مدققا للرهانات السياسية للفضاء الأطلسي في النظام العالمي الذي يوجد في تحول ويقترح رؤية حول المستقبل عبر تحديد الامكانات الكفيلة بتعزيز الاندماج والتعاون.

وخلال جلسة، أطرتها بشرى الرحموني عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بمشاركة كل من حفصة أبيولا من نيجيريا رئيسة مبادرة نساء بإفريقيا ، ويونس أبو أيوب، مدير مجموعة الحكامة والإعمار لدى الأمم المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ورشيد الحديكي، الباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ويوسف محمود ، مستشار بالبرنامج المتعلق بالعمليات الخاصة باستتباب السلم بإفريقيا والشرق الأوسط التابعة للمعهد الدولي للسلام.

كما أشارت الرحموني إلى أن هذا التقرير الخامس يعتبر “مبتكرا وعرضانيا”، و أنه لا يتعلق بسلسلة من ردود فعل، وإنما يشكل مقاربة بناءة وإيجابية تهدف إلى منح أسس جديدة للتعاون المثمر الذي يسهم في تحقيق التنمية بالفضاء الأطلسي.

في سياق مماثل، أبرزت حفصة أبيولا، أن هذه الدورة من “تيارات أطلسية” ترتكز على مصطلح ” الجنوب” الذي يعتبر المفهوم الذي يحظى باهتمام كبير لدى دول العالم الثالث منذ مؤتمر باندونغ، حيث أعربت على أن هذا التقرير يعتبر “الحل الموجه” في عالم أصبح يتسم بالشراسة، مشيرة إلى أن هناك حاليا “حاجة بالنسبة لإفريقيا لتوسيع آفاقها والاتجاه نحو فضاءات جديدة كأمريكا اللاتينية التي لديها تشابه كبير على المستوى التاريخي والسياسي والاقتصادي والثقافي مع هذه القارة “.

إلى ذلكـ ، تطرق رشيد الحديكي ، إلى أن هناك أزمة أكيدة في ما بتعلق بالتعددية التي يمكن أن تصبح أكثر من أزمة قوة لأن العالم أضحى متعدد الأقطاب، مشيرا إلى ” أن هويات، كانت مهمشة، كإفريقيا والبلدان الصاعدة، تدعو إلى إعادة صياغة مفهوم الحكامة العالمية”.

وبعد أن تساءل الحديكي عن وجود مستقبل لحلف الأطلسي في هذا النظام العالمي الجديد، وما ستربحه أوربا من تشكيل دفاعها الخاص، حيث شدد على  أن ” اليقين الوحيد ، هو أنه بعد 70 سنة من التواجد، حان الوقت لمراجعة الذات والاصلاح بالنسبة للحلف الأطلسي”، في حين، ركز يوسف محمود، على مفهوم السلام والأمن، مشيرا أن السلام، هو النظام الذي يأتي بعد الحرب”، ومبرزا أن هناك “سلام سلبي”، حيث شدد على أهمية إعادة النظر في مفاهيم السلام، لكونه يقتضي التركيز على الأمور الناجحة ، وليس فقط إستنفاذ كل الطاقات حول النزاعات .

من جانبه، ركز أبو أيوب فيي تدخله على مستقبل مفهوم تعدد الأطراف، الذي أثار النقاش بسبب السياسة الأمريكية الجديدة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب.

وذكر  أبو أيوب ، أن الخطاب الأول للرئيس الأمريكي بالجمعية العامة للأمم المتحدة ” كان على ما يبدو ضربة قوية للتعددية “، متسائلا إذا ما كان مفهوم التعددية، الذي استمر منذ سنوات عدة، لا يزال له مستقبل في هذه الثقافة التي يطغى عليها الانكماش على الذات، مشيرا إلى أن “اليقين الوحيد يكمن في كون تأثير الولايات المتحدة الأمريكية تقلص نتيجة للتراجع التدريجي لقوتها الناعمة”، مضيفا أن القوة الناعمة شكلت منذ سنوات طويلة قوة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

 

قد يعجبك ايضا مقالات الكاتب

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.